رصد – أثير
أصدرت وزارة الصحة توضيحًا حول ما أُثير عبر وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص حالة الطفلة ميرال بنت أحمد بن عبدالله البلوشية، وطلب أسرتها إرسالها للعلاج في الخارج لزراعة رئة لها، ودور الوزارة، وإلى الردود حول هذا الموضوع التي تضمنت آراء متباينة، ما بين مطالبات من ناحية وإشادة بدور الوزارة من ناحية أخرى.
وقالت وزارة الصحة في توضيحها بأنه تمت مناقشة حالة الطفلة بالتفصيل مع الفريق المعالج بالمستشفي السلطاني بما فيه تاريخ المريضة المرضي وتشخيصها وأيضاً الحلول المتوفرة لعلاجها للوصول إلى توصية موضوعية بخصوصها.
وأضاقت بأنه وكما هو معلوم أن فشل الأعضاء قد ينتج من أمراض حادة معدية أو غير معدية، وقد
يستدعي المرضى المصابين بهذه الأمراض الحادة إلى إجراء عمليات زراعة أعضاء بشكل عاجل لإنقاذ
حياتهم. هذه الحالات الحادة لا تشكل الأغلبية من ضمن حالات الفشل النهائي للأعضاء، بل إن الأمراض المزمنة المعدية وغير المعدية تشكل الغالبية العظمى من اسباب حالات فشل الأعضاء مثل: مرض السكري، والضغط، والأمراض الوراثية، حيث تتسبب بجل حالات الفشل الكلوي، وفشل القلب وبحالات فشل الرئة والكبد وغيرها من الأعضاء.
وتابعت الوزارة: تقوم الوزارة بمتابعة وعلاج مرضى فشل الأعضاء في المراحل المختلفة من المرض من خلال الأطقم المتخصصة في مؤسساتها الصحية، وتقوم أيضا بتنفيذ العديد من عمليات زراعة الأعضاء ضمن عدد من مستشفياتها، حيث يقوم المستشفى السلطاني حاليا بإجراء عمليات زراعة الكلى والكبد والأنسجة (النخاع)، ويقوم مستشفى النهضة بعمليات زراعة القرنيات، ويقوم مستشفى خولة بعمليات نقل وزراعة أنسجة العظام والجلد ضمن خدمات جراحة الطب التصحيحي، وخدمات جراحة العظام، وهناك توجه إلى التوسع في هذه العمليات كمًا ونوعا عبر تطوير الكوادر والأنظمة والتكنولوجيات اللازمة لتوطين مهارات وخبرات زراعة المزيد من الأعضاء في السلطنة
كما لا تتوفر في السلطنة حاليا خدمات نقل وزراعة الأعضاء الصلبة، مثل: القلب، والرئة، والبنكرياس من الأشخاص المتوفين دماغياً، وتواجه كل دول العالم المختلفة نقصاً ش ديداً في عدد المتبرعين بالأعضاء مقارنة بعدد المرضى في قوائم الانتظار، والكثير من المرضى الذين يتم وضعهم في قوائم الانتظار يتوفون قبل توفر أعضاء مناسبة لهم، حيث دفع هذا النقص الشديد معظم دول العالم إلى منع نقل وزراعة أي أعضاء متوفرة فيها إلى غير مواطنيها من مرضى فشل الأعضاء؛ إلا إذا تم توفيرها من أحد أقارب المريض. كما لم تمنع دول قليلة فقط نقل هذه الأعضاء إلى غير مواطنيها، ووضعت ضوابط واشتراطات صارمة لأعداد الأعضاء التي يمكن زراعتها لغير مواطنيها، فبلغت نسبة الأعضاء التي توفرت ونقلت في أمريكا فعلياً إلى غير المواطنين نسبة 1% فقط (الحد الأقصى الرسمي لنسب الأعضاء المسموح بزراعتها لغير المواطنين في أمريكا 5%).
وبسبب كثرة المضاعفات بعد زراعة بعض الأعضاء وخاصة عمليات زراعة الرئة التي تصل نسبة الوفيات فيها إلى 50% خلال الخمس سنوات بعد العملية؛ فإن عمليات زراعة الرئة لا تعدّ علاجاً شافياً، وإنما هي استبدال لمرض غير قابل للسيطرة بمرض آخر يؤمل أن يكون أقل حدة. وتستدعي عمليات زراعة الأعضاء بشكل عام وعمليات زراعة الرئة بشكل خاص بقاء المرضى بالقرب من مراكز الزراعة لمتابعات دورية أسبوعية وشهرية قد تستمر فترات طويلة أيضاً.
وبخصوص حالة الطفلة (ميرال) فقد تم تشخيص حالتها بمرض اعتلال الأنسجة الرئوية الموصلة الولادي منذ 8 سنوات، وهو مرض يتطور إلى الفشل الرئوي – في معظم الحالات ـ ولا يتوفر
علاج شاف له. وتمت متابعة حالتها ضمن خدمات طب الأطفال بالمستشفى السلطاني طوال السنوات السابقة وإلى الآن، ويتم توفير الأدوية والعلاجات الموصى بها للتخفيف من حدة المرض، وتطور مرضها كما كان متوقعاً، والآن هي بحاجة مستمرة إلى الأكسجين مع زيادة في ضغط الأوردة الرئوية.
كما أن زراعة الرئة لها لن يضمن شفائها وقد تحتاج إلى زراعة القلب أيضا بالتزامن مع زراعة الرئة، كما يجب الأخذ بالنقاط الآتية في الحسبان قبل اتخاذ قرار التكفل بمصاريف إرسال الطفلة إلى
الخارج لزراعة الرئة:
1. أعداد مرضى فشل القلب والرئة والبنكرياس ليس بالقليل وفي تزايد.
2. لا يوجد ضمان لقبول الجهات المعنية في الدولة التي سترسل إليها الطفلة وضعها في قوائم
انتظار الأعضاء
3. إن تحقق وضعها في قوائم الانتظار فلا يمكن ضمان نجاح حصولها على عضو مناسب خلال
فترة وجيزة أو مناسبة، وقد تتعدى فترة الانتظار سنة إلى أن تحصل على العضو المناسب، ويجب أن
تكون طول فترة الانتظار في البلد المزمع إجراء العملية به
4. وجوب الاستمرار في متابعة حالتها من قبل مركز زراعة الرئة لفترة أشهر بعد الزراعة ومكوثها
مع أسرتها هناك.
وأعربت الوزارة عن ترحيبها البالغ بأي نقد يوجه إلى أي مؤسساتها أو خدماتها الصحية، طالما كان نقداً هادفاً وبناء يستهدف مساعدة هذه المؤسسات على تحقيق الأهداف التي شيدت من أجلها ووصول خدماتها إلى من يحتاجها بالجودة والفعالية المنشودة.