أثير – مكتب صلالة
عاد إلى السلطنة مؤخرًا الفنان العُماني الأصيل مسلم بن علي عبدالكريم الذي كان في رحلة علاجية خارج البلاد، حيث احتفى بعودته سالمًا عددٌ من الفنانين والملحنين والشعراء الذين يعدونه أبًا روحيًا للأغنية العمانية.
ويُعدّ مسلم بن علي أحد الأصوات العُمانية الخالدة التي علقت في الأذهان بشجنها، وتشبعت الأفئدة بوطنيتها، إذ لا تمر أي مناسبة أو ذكرى وطنية إلا وصدحت أغانيه من أقصى مسندم شمالا وحتى ظفار جنوبًا التي تغنى فيها كثيرًا وخص جرزيز وواديه، وأكدت أغانيه بأن “صلالة مزدانه في كل حاله” وغيرها من الأغاني الجميلة.

“مسلم بن علي عبد الكريم” ملحن وشاعر وفنان عماني أصيل بدأ مشواره الفني منذ زمن الستينيات وشدا حبا في الوطن والقائد منذ ذلك الوقت في حياة حافلة بالوطنية إذ نادى عبر أغانيه وكلماته الخالدة إلى وحدة صفوف العمانيين بعد ميلاد النهضة المباركة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – أبقاه الله ورعاه – وإلى الالتفاف خلف قائد عمان.
واشتملت أغانيه كذلك على مزيج مختلط ما بين الطبيعة وأنس المكان ووفاء الزمان. وقد أصدر أول ألبوماته في السبعينات وآخر ألبوم غنائي مسجل له كان في عام 1999.
وأثّرت أغانيه بشكل إيجابي؛ لما لها من معانٍ تحفّز الجنود، وتعزز روح القتال خلال فترة الحرب في ظفار، حيث كان من رواد الأغنية العمانية خلال تلك الفترة الذين كانوا يعززون بكلماتهم الوطنية الخالدة عزائم الجنود للحفاظ على الوطن ومقدساته .
ويعد “مسلم بن علي عبد الكريم” أول فنان عُماني يغني في أوروبا رسميًا وتحديدًا في جمهورية ألمانيا الاتحادية عام 1975 وقد غنى قبل حفلة ألمانيا في العديد من الدول العربية كمصر، والمغرب والعديد من الدول الخليجية. وأنعم عليه المقام السامي– حفظه الله ورعاه – بوسام سلطاني عام 1983، كما تم تكريمه أيضا من قبل الأمانة العامة للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربي في عام 2003.
وقال الفنان أحمد بن مبارك غدير لـ “أثير” : نحمد الله على سلامة الفنان الأصيل مسلم بن علي عبد الكريم ونسأل الله أن يديم عليه الصحة والعافية الدائمة إن شاء الله تعالى، فأبو عبدالكريم مدرسة فنية كلنا ننهل منها وتعلم منها الكثيرين، وهو واكب النهضة بفنه الأصيل، وكما يقال ” الفن في خدمة المعركة” فقد كان فنه حاضرًا ومواكبًا. وهذه الزيارة التي قمنا بها واجبة للاطمئنان على الأستاذ العزيز مسلم بن علي الذي له إسهامات وطنية خالدة لا تعد و لا تحصى؛ فهو من الأصوات الدافئة التي صدحت بصوت النهضة، ولكم في أغنية “عماني أصلي وفصلي” مثالا على عنفوان الكلمة التي يصدح بها هذا الفنان الرائع.
وأكّد الفنان مسلم كيهود بأن عودة الفنان مسلم بن علي عبدالكريم بصحة وعافية هي عودة الروح للأغنية العمانية، فهو منارة عمانية وقيثارة فنية لن تتكرر في الصوت والكلمة والأداء ونسأل الله جلّ وعلا أن يصبغ عليه نعمته وفضله و أن يديم عليه الصحة و العافية إن شاء الله تعالى.