فضاءات

المكرم السيد نوح البوسعيدي يكتب: القرن الـ21 ، قرن السلام العُماني

المكرم السيد نوح البوسعيدي يكتب: القرن الـ21 ، قرن السلام العُماني
المكرم السيد نوح البوسعيدي يكتب: القرن الـ21 ، قرن السلام العُماني المكرم السيد نوح البوسعيدي يكتب: القرن الـ21 ، قرن السلام العُماني
المكرم السيد نوح البوسعيدي يكتب: القرن الـ21 ، قرن السلام العُماني
المكرم السيد نوح البوسعيدي يكتب: القرن الـ21 ، قرن السلام العُماني المكرم السيد نوح البوسعيدي يكتب: القرن الـ21 ، قرن السلام العُماني


الخمسون سنة الماضية بالنسبة لعمان لم تكن فسحة عابرة، وثمار النهضة المباركة التي نجنيها لم تأتِ من فراغ، وانتشال المجتمع العماني من تلك “التغريزة” في وحل القرون الوسطى لم يكن بالأمر السهل.

خلال الخمسين سنة الماضية حوّل السلطان قابوس طيّب الله ثراه عماننا الغالية إلى معمل عملاق معتمدًا على يقين “وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ”، ومستندًا إلى همة نساء و “رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ”.

وإن أهم منجز من بين الكثير من المنجزات الأخرى التي تحققت بفضل الله هو ترسيخ مبدأ “السلام” في المجتمع العماني وتقديمه للإقليم والعالم كعنصر أساسي في السياسة الدولية والعلاقات بين الأمم.

وليس غريبًا الآن أنه كلما ذُكرت عمان ذُكِر السلام، وكلما تقابل عمانيٌ أو عمانية مع شخص من أية دولة تسبقهم تحية السلام؛ فالسلام أصبح ماركة عمانية مسجلة.

ومن السوابق التاريخية في الأمم العابرة هو ما حققه الامبراطور الروماني أغسطس Augustusالذي توّلى حكم روما عام ٢٤ ق. م و من خلال عمله الدؤوب لترسيخ الاستقرار والتنمية وشق الطرق وتنمية الزراعة والتجارة والعمران وتقريب الشعوب المختلفة في الامبراطورية المتعددة النحل والملل، فقد تمّكن من جعل منطقة البحر الأبيض المتوسط بكامله إمبراطورية سلام وأمن وتنمية . وعّم الخير على الجميع واستشعرت الشعوب محاسن هذه السياسة، وبالتالي استمروا على نهجه إلى ما بعد وفاته بقرنين وأطلق المؤرخون على هذه الفترة “السلام الروماني Pax Romana” .

سابقة عُمانية مشابهة أيضا حصلت لدينا في عمان، كان ذلك بتوّلي الإمام سيف بن سلطان اليعربي مقاليد الحكم ( ١١٠٥ هجرية ) ، فقد شهدت البلاد في حكمه الازدهار والنماء حيث شق الأفلاج وأنشأ المزارع واهتم بالتعليم وجهّز الجيوش وبنى السفن ونظّم شؤون الدولة وتوّسعت الامبراطورية إلى مناطق أخرى، وساد السلام البلاد وسعد العباد، وكانت عمان حينها قوة عظمى اقتصاديا وعسكريا.

وبالتالي فإنه يحق لنا كعمانيين أن نسعى إلى تأكيد إنجازاتنا المتحققة وترسيخ مبدأ السلام كسمة بارزة في هويتنا الوطنية وأن نسعى إلى تأطيره وجدانيًا ومعرفيًا وأكاديميًا. كما علينا أن نسعى إلى استدامته وتطويره.

وفيما عددنا منجزات السلطنة في سبيل السلام خلال الخمسين سنة الماضية وما نراه حاليا من رسوخ وثبات وهمة عالية للاستمرار على نهج السلام يحق لنا القول بأن القرن الواحد والعشرين هو “قرن السلام العماني”. ومن أهم المؤشرات أن شعوب وحكومات العالم أجمع أصبحت تدرك أهمية الدور العماني وتدعو إلى بقائه ، كما تتعالى الأصوات في الإقليم سواء بأصوات مسموعة أو من أعماق القلوب التي تدعو إلى اعتناق نهج السلام العماني، ولعمري أن الأكثرية الصامتة هي أكثر من الأقلية المسموعة. وإن القرن الحادي والعشرين هو بحق ” قرن السلام العماني Pax Omana”.

لنقف صفًا كالبنيان المرصوص تتباهى بنا ملائكة الرحمن خلف مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور أيّده الله بنصره، ونعلن تسمية هذا العام ٢٠٢٠ عام السلام العماني.

Your Page Title