فضاءات

الشيخ حمود السيابي يكتب عن رحيل عايدة الرواس

الشيخ حمود السيابي يكتب عن رحيل عايدة الرواس
الشيخ حمود السيابي يكتب عن رحيل عايدة الرواس الشيخ حمود السيابي يكتب عن رحيل عايدة الرواس

 

رصد-أثير

نشر الشيخ حمود بن سالم السيابي اليوم مقالًا جديدًا عن عايدة الرواس زوجة معالي عبد العزيز الرواس، التي وافتها المنية وانتقلت إلى جوار ربها في هذا الشهر الفضيل.

وعنون الشيخ مقاله -الذي تنشره “أثير” بنصه للقارئ الكريم- بـ ” عايدة الرواس تنهي رحلتها الصامتة”.

جاءت من الفَيِّ الدمشقي بعد أن قلَّمتْ آخر تعريشة عنب وأفسحتْ لبردى لأن يباغت صباحات شجر اللوز.
وانتقلتْ ككل الأمويَّات اللائي يتعشقن الشموخ من ذرى قاسيون إلى علياء مسقط ، ونقلتْ معها إلى بيتها الجديد أزهي ما بالبيت الدمشقي من بركة تتوسط الفناء وأجمل ما بضيعات الغوطة من وردٍ وياسمين.



ولعلّ من حسن حظ الصحفية الكبيرة الأستاذة عايدة الرواس أن أطلتْ على عمان مع بواكير النهضة ، والمدن تخرج لتوها من مرحلة الطين إلى الإسمنت ، والوجوه لم تعرف بعد الوقوف طويلا أمام المرايا لتتأنق في “التمصير” فسنحتْ لكاميرتها الفرص التي لا تتكرر في اقتناص عفوية الإنسان وبراءة المكان.

وقد التقيتُ الاستاذة عايدة الرواس في جريدة عمان مطلع ثمانينيات القرن الماضي وكانت كقصائد نزار قباني في دمشق والدمشقيات .



وحين دخلت منصة دار السراة بصحبة الشيخ أحمد الرحبي كانت المنصة بحق لؤلؤة منصات المعرض فالتقينا هناك بالدكتور أنور الرواس الذي أخذنا في حصة أكاديمية مركزة عن العمارة في ظفار من خلال رحلة الإعلامية الكبيرة الأستاذة عايدة الرواس في كتابها الصامت الصاخب.


وكان بين الدفتين الكثير من مقاصير النارنج وشجر التوت كالمروج التي يسقيها بردى والكثير من الظلال كظلة الصبح التي يمدها قاسيون ، والكثير من الوجوه التي لم تقف أمام المرايا لتضبط التمصيرة ولا وازنت خطوط الحرير مع صنفات المصار .

إلا أن أجمل ما بالكتاب هو ذلك الحلم الذي رصدته المصورة عايدة الرواس في العيون ، والرؤى المشعشعة للغد المنتظر والذي صممت لتدخله بكل ثقة.

وحين علمتُ برحيلها تلبسني الحزن لوجه يضاف إلى الوجوه التي لن أراها إلا في كتابها “وجوه وأمكنة” فأدركتُ تعجلي في الإنتقاد فالعنوان نبوءتها في الرحيل بصمت بعد أن ترك قلمها الكثير من الصخب المحبب ، وأودعت كاميرتها في ألبومنا الوطني الكثير من الظلال لأمسنا الغائر.

إن الأستاذة عايدة الرواس ليست مجرد امرأة ترحل فنبكيها ، بل رحلة جميلة تنتهي بصمت . وكانت أميرة أموية بحق ولذلك عشقتْ في عمان الإنسان والمكان وعشقتْ العنفوان.

وتتقدم “أثير” بخالص التعزية والمواساة لمعالي عبد العزيز بن محمد الرواس في وفاتها، وندعو الله عز وجل بأن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.

Your Page Title