نبيل المزروعي يكتب: رؤية “التغيير والشفافية” هل أنجزت المهمة؟

نبيل المزروعي يكتب: رؤية “التغيير والشفافية” هل أنجزت المهمة؟
نبيل المزروعي يكتب: رؤية “التغيير والشفافية” هل أنجزت المهمة؟ نبيل المزروعي يكتب: رؤية “التغيير والشفافية” هل أنجزت المهمة؟ (302090918161101)

أثير- نبيل المزروعي

وصلنا إلى نهاية مشوار رؤية الأحلام بمعناها الحقيقي”التغيير والشفافية” التي طرحها رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم في مؤتمر صحفي سبق تزكيته رئيسًا لمجلس الإدارة، قبل ما يقارب الـ (1380) يومًا أو سنوات ثلاث تأتي بعدها تسعة أشهر كاملة، إن لم تخنّي الذاكرة بعد أن اشتعل رأسي شيبا.. هي الأيام والسنوات التي مرت سريعًا من إعلان الأهداف والخطط التي ستجعل من كرة القدم في “عُمان” مجتمعًا وثقافة متطورة -كما قالوا- في الحفل البهيج المزدحم.

 

وكي أكون أكثر إنصافًا، سأُذكّر بالرؤية – فالذكَرى تنفع المؤمنين- فقد اعتمدت على عدد من الأُسس المفصلية العامة وهي: ” مجتمع كرة قدم متطور – ثقافة رياضية وكروية متطورة لدى كافة الشركاء – موارد بشرية مؤهلة ومتخصصة – استغلال أمثل لتقنيات التواصل الحديثة – قدرة تنافسية عالية للاتحاد والأندية جاذبة للقطاع الخاص – بيئة جاذبة وبنية تحتية إدارية وفنية متطورة – إدارة مالية سليمة وشفافة – تشريعات متطورة متفقة مع القوانين الوطنية والدولية”، هكذا كُتبت حرفيًا كعناوين فرعية متينة، تتلألأ بالتغيير والشفافية مُزخرفة على لوحة حمراء فاقعٌ لونها تسرُّ الحاضرين.

 

انفض سامر ليلة الأنس وأحلامنا تتراقص طربًا من مستقبل قريب قادم، سيغمرنا بالأفراح والأيام الملاح، بدايةً من تأسيس كيان قوي صلب لا يتأثر بعوامل الأهواء والمزاجية والنرجسية، وانتهاءً ببيئة عمل شعارها التنافس على تحقيق الألقاب ميدانيًا والرُقي في توفير شتى أنواع الدعم إداريًا، ما يشكل قفزة نوعية في إدارة المنظومة، ويحقق للكرة العمانية رصيدًا من الإنجازات لم نتذوق طعمها لا من قريب ولا من بعيد – حسب ما صورها أصحاب المكاتب الاستشارية – الذين صنعوا خرائط من المجد لبيئة كروية، ستكون أكثر إشراقًا مما كانت عليه في أعوام “الاحتراف” المنصرمة والتي بلا شك سببت لهم ألمًا وحُزنًا شديدين .

 

ماضٍ كروي سينتهي قريبًا بكل ما حمل من رؤى ومعانِ، وسنبدأ حقبة أخرى جديدة من الأطروحات والأحلام الوردية – التي لا ننفك أن نسمع جعجعتها هنا وهناك، لا لشيء سوى للاستهلاك الإعلامي، – الذي للأسف- أصبحت بعض أقلامه، أرضًا خصبة ” لذر الرماد في العيون “، فتكثر الدراسات والاستراتيجيات الرياضية التي يُنادي أصحابها بالتغيير والتحول من الفقر إلى الغنى ومن الركود إلى الرخاء ،، وكأن في أيديهم “العصا السحرية” التي سيحولون بها واقعنا الكروي الصعب إلى واقع سرمدي لا مناص من التفوق والنعيم فيه .

 

شخصيًا، لا أحب القفز فوق الواقع والتغني بآمال التخبط والعشوائية، وأحب أن أشاهد الصور دون رتوش وأقنعة زائفة، فما مضى من فلسفة ” التغيير والشفافية ” – لم يُؤتِ أُكله – وشهدنا من بداية خطواته بُنيانًا متهالكا وبيئة غير جاذبة للداخل قبل الخارج وبنية إدارية وفنية عكست مستوى منتخباتنا، إضافة إلى أننا لم نر الأمور المالية السليمة والشفافة – كما صورتها رؤية الشفافية – سواءً في الطرح أو حتى في تقليص رقم المديونية الذي كان جُرمًا في حق كثير من الأولويات، هكذا رأيت وقيّمت صور السنوات الأربع منقوصة بضعة أشهر التي مرت على عهد مجلس الإدارة الحالي.

 

عمومًا، منذ فترة ليست بالقصيرة بدأت حكاوى سرد رؤى الأحلام لمنظومة كرة القدم، وكلٌ يرفع سقف الآمال والطموحات المستقبلية ويمجد هذيان رؤياه؛ منهم من شهد عليه الأمس القريب حضوره وغيابه سواء – صم بكم عمي – في أكثر النقاشات والحوارات والاجتماعات، ومنهم من يبحث عن نصيبه في الاستفادة من بعض المُغريات التي لا تُعد ولا تحصى، ويتم توزيعها ” هيل بلا كيل ” بمقياس التبعية في كل شيء، وجبرًا للخواطر تارة أخرى، وما أكثر ما سمعناه وما قرأناه من خطط وأفكار حلقت بنا عنان السماء وهي ليست منا ببعيد، ليبقى السؤال الأهم الذي يبحث عن إجابة: أين وصلنا قبل نهاية المشوار؟

 

أسئلة كثيرة، حريٌ بالجهات المسؤولة عن تنظيم كرتنا العمانية البحث لها عن إجابات مقبولة بمنطق “الشفافية” مع نهايتها، ولن أستبق الأحداث في هذا المقام، فلعل آخر “عمومية” داهمها فيروس كورونا وأجلها إلى حين، ستأتينا بالخبر اليقين، وستقّيم الأعمال والمسابقات والإنجازات ومراحل الأربع سنوات كاملة، من أجل الأفضل والأجمل لكرة القدم العمانية – وربما كذلك وزارة الشؤون الرياضية لها رأي ومنظور خاص في الموضوع.. هل تتفقون معي ؟!

أخيرًا ..

بينما أغلب المجتمعات الكروية، ناقشت وقررت – عبر الاتصالات المرئية – المتواصلة ليل نهار، أوضاع مسابقاتها المُعلّقة بسبب جائحة “كورونا” وبحثت مليًا عن المقترحات والحلول التي تُلملم الشتات، لا يزال أصحابنا يبحثون عن مخرج للطوارئ.. يكون نوره خيرًا ومصلحة لقادم الانتخابات..!! “وما تجَمّع الأربعاء ببعيد.

Your Page Title