رصد-أثير
لم يكن تفاعل العُمانيين مع خبر دخول الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح أمير الكويت المستشفى لإجراء الفحوصات الطبية قبل أيام، ودعواتهم القلبية له، مرتبطًا بحدث معيّن، وإنما هو امتداد للعلاقة الكبيرة التي تربط بين الشعبين الشقيقين.
واليوم ومع مرور الذكرى الـ 50 على تولي السلطان قابوس بن سعيد –طيّب الله ثراه- مقاليد الحكم في السلطنة بتاريخ 23 يوليو 1970م ترصد “أثير” رسالة كريمة من كتاب “رحلة مع قافلة الحياة” لبدر خالد البدر، تلقاها السلطان الراحل رحمه الله من المغفور له بإذن الله تعالى جابر الأحمد الجابر الصباح الذي كان يومها نائبًا لأمير الكويت، ووليًا للعهد.
وتوضح الرسالة مدى الرغبة الصادقة من الأشقاء الكويتيين لتعزيز العلاقة والإسهام في النهضة العُمانية، وهو أمر أصبح واقعًا بحكم العلاقات الكبيرة التي تربط قيادتي البلدين وشعبيهما.
وتضع “أثير” نص الرسالة للقارئ الكريم:
“أثير”
حضرة صاحب العظمة الأخ قابوس بن سعيد سلطان عمان -حفظه الله-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
يسعدنا أن نبعث لعظمتكم أجمل التهاني القلبية بمناسبة توليكم مهام الحكم في سلطنة عمان ، داعين الباري أن يكون حكمكم بداية عهد جديد لخير بلدكم العزیز وشعبكم الشقيق.
حامل رسالتنا السيد بدر الخالد البدر موفد من قبلنا لينقل لكم مشاعرنا فيما نكنّه لكم ولشعبكم، وليقوم بإبلاغكم عن موقف دولة الكويت حكومة وشعبا ومباركته لخطواتكم الأولى بالانفتاح على أشقائكم أبناء الخليج العربي في اللقاءات والاتصالات التي حملت بشائر الخير لهذه المنطقة العزيزة على قلوبنا .
ولما كانت تقاليدنا العربية الأصيلة وروابطنا الوثيقة وتراثنا المجيد وديننا الإسلامي الحنيف تحتّم علينا الوقوف إلى جانب بعضنا البعض للعمل كيد واحدة نحو تحقيق الأهداف والآمال التي ننشدها جميعا، لهذا رأينا لزاما علينا أن نبلغ عظمتم استعدادنا التام للإسهام في تقديم المساعدات الممكنة من الخبرات الفنية والإدارية والتي اكتسبناها طوال السنوات الأخيرة .
إننا إذ نتطلع لسماع أخباركم السارة ليسرّنا أن نؤكد لكم مرة ثانية رغبتنا الخالصة في التعاون المثمر لما فيه خير البلدين.
ختامًا ننتهز هذه الفرصة لنعرب لعظمتكم عن أسمى آيات التقدير والاحترام.
دمتم والسلام
جابر الأحمد الجابر الصباح
نائب الأمير المعظم وولي العهد
صدر بقصر السيف في : ۱۹۷۰/۸/۱۷
