موسى الفرعي يكتب: د. سعيد الكعبي شكرًا لأنك أنت مَن أنت

موسى الفرعي يكتب: د. سعيد الكعبي شكرًا لأنك أنت مَن أنت
موسى الفرعي يكتب: د. سعيد الكعبي شكرًا لأنك أنت مَن أنت موسى الفرعي يكتب: د. سعيد الكعبي شكرًا لأنك أنت مَن أنت

أثير- موسى الفرعي

كم هي الشخصيات التي نعبر بها دون أن ننتبه، وما أقل تلك التي تعبر بنا لتحجز لنفسها إقامة دائمة في القلب والذاكرة، سيرٌ طيبة كريمة تخلّف وراءها إرثا من الذِكر الحسن وطيبة القلب وخِفة الروح ومعرفة تجعل الوقت يكتنز بالثقافة والأدب والحكمة، ومن هذه الشخصيات القليلة هو الدكتور سعيد الكعبي، الرجل الذي عرفته عن قرب واكتشاف مكنوناته الإنسانية لم يكن بالأمر الصعب، فصفاء سريرته ووطنيته وإخلاصه لما يؤمن به يتجلّى في كل كلماته وأفعاله، وهو مثال حيٌّ لتواضع الإنسان العارف، الإنسان الساعي لزرع ذكرى حضوره في أرواح مَن يلتقي به، لذا لم أستغرب حين وجدت مواقع التواصل الاجتماعي مكتظة بالثناء والشكر لهذا الإنسان الكبير، كيف لا وقد عرفته صديقًا عزيزًا وإنسانًا حسن المعشر، محبًّا لكل ما يربطه بوطنه ولغته، لغته الفصحى التي أحب وأشعر بمتعة كبرى حين أستمع إليه مرددًا الشعر والحكم التي توافق الحال.

إن مرور الدكتور سعيد الكعبي بكل شخص هو مرور يتحدى النسيان ويرفع مستوى القناعة بإنسانيته الكبيرة أكثر وأكثر، كما أنه رجل يتقن الاستماع الذكي لمن معه؛ لأنه يؤمن أن الحديث الفائض يقود إلى الإفلاس كما أن الصمت الزائد يقود إلى إغراء الآخر بسوء الفهم والظن بالإفلاس، لذلك هو ذكي الاستماع لأنه يعرف متى وكيف يتحدث، وكم كنتُ أشعر بالفرح الخالص كلما أدركت أنه متابع لكل ما أقدّم، تمامًا كما أشعر بالفخر حين يخصّني بحوار معه، لأنني كنت أعرف سلفًا أنه سيكون حوارًا استثنائيًا مليئًا بخبرته الإنسانية والعملية، ولأنه كان ولا يزال يتقن التعبير واختيار الألفاظ والكلمات، وتتجلّى مكوناته الثقافية وطريقة تفكيره وتحليله للأشياء بشكل رائع.
إنه الدكتور سعيد الكعبي المتقن لكيفية العبور إلى القلوب والعقول بجمالية كبيرة، وما أحوج حياتنا الشخصية إلى رجل مثله، رجل الأسلوب الحسن وأسلوب الرجل العالي، تماما كما قال الكاتب الفرنسي جورج لويس “الأسلوب هو الرجل” دلالة على أهمية وجود طريقة صحيحة وسليمة في المخاطبة والتعامل مع الآخرين.


فقط شكرًا يا دكتور؛ لأنك أنت مَن أنت.

Your Page Title