فضاءات

موزة الوشاحية تكتب: بإنشاء الجامعة الجديدة؛ التعليمُ نهضة مُتجَدِّدَة

Atheer - أثير
Atheer - أثير Atheer - أثير

موزة الوشاحية- تربوية عُمانية

(إن الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب وسواعدها التي تبني، هم حاضر الأمة ومستقبلها، وسوف نحرص على الاستماع لهم وتلمس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم ولا شك أنها ستجد العناية التي تستحق. وإن الاهتمام بقطاع التعليم بمختلف أنواعه ومستوياته وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار سوف يكون في سلم أولوياتنا الوطنية، وسنمده بكافة أسباب التمكين باعتباره الأساس الذي من خلاله سيتمكن أبناؤنا من الإسهام في بناء متطلبات المرحلة المقبلة)

انطلاقًا من خطاب حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم -حفظه الله- تزامنًا مع توليه مقاليد الحكم في البلاد، نستطيع أن نستشرق معالم الطريق؛ فالتعليم الذي هو أقوى سلاح يمكن استخدامه لتغيير العالم حظي بالأولوية الدالة على أهميته، وكما ذكر في الخطاب فإن الهدف ليس فقط توفير التعليم بمختلف أنواعه إنما التركيز على جودة ذلك التعليم من خلال توفير البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار ليكون في سلم الأولويات الوطنية.

وما صدور المرسوم السلطاني بإنشاء جامعة التقنية والعلوم التطبيقية التي تتكون من كليات العلوم التطبيقية وكلية التربية في الرستاق وكلية التقنية العليا وكليات التقنية لتكون خاضعة لإشراف أكاديمي وإداري موحد إلا خطوة في المسار الصحيح وذلك بإعطاء مؤسسات التعليم العالي صفة مستقلة .

وإذ نستشعر من هذا القرار مدى حرص صاحب الجلالة على الدفع بالتعليم العالي ليأخذ مساراته الصحيحة، فإننا نستقرئ أيضا أهمية إبراز مفاهيم الثورة الصناعية الرابعة وأهمية إعداد التعليم ليكون رافدا ممنهجا لحمل لواء الانتقال بالاقتصاد إلى المرحلة القادمة.

المستقبل الذي نرجوه لعمان نحن بصدده الآن، وقرار إنشاء جامعة التقنية والعلوم التطبيقية هو الخطوة التي طال انتظارها لتعزيز التكاملية وتوحيد الجهود لتطوير التعليم العالي وفق معايير عالية تضمن جودة مخرجاتها ومقدرتها التنافسية ، فجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بتخصصاتها الحالية أو تلك التي سترفد بها تعد بمثابة بوابة عبور لثروة عمان الحقيقية المتمثلة في الموارد البشرية العمانية .

أعداد كثيرة من الطلبة والطالبات سترتاد هذه الجامعة في مختلف مواقعها، و سيكون من أهم أدوار المسؤولين عن هذه الجامعة هو جعلها جامعة ترفد هذا الوطن بموارد بشرية مؤهلة ومُدربة وفق معايير ذات جودة عالية يقع على عاتقها استكمال مسيرة البناء والتنمية. ولعل من الإيجابيات التي تحظى بها هذه الجامعة أنها نتاج دمج خبرات الكوادر العمانية في كل من كليات العلوم التطبيقية وكليات التقنية وما سينتج عن هذه الخبرات من احترافية في الإعداد الجيد لسياسات واستراتيجيات العمل لضمان الاستفادة من الخبرات العملية و الأكاديمية من كلا الجانبين.

جامعة التقنية والعلوم التطبيقية ليست مجرد جامعة حكومية أخرى، بل هي مستقبل متجدد لعمان التي يقع على عاتقنا كعمانيين أن نُسهم بكل طريقةٍ ممكنة وباجتهادٍ ومثابرة في جعلها موردا حقيقيا للموارد البشرية العمانية.

عُمان تنتظر من القائمين على هذه الجامعة ألا يتهاونوا في إعدادها وتهيئة مخرجاتها بما يليق بهذا الوطن ويحفظ ازدهاره واستقراره. وكما يقول ادوارد افريت (التعليم يحرس البلاد أفضل من جيش منظم) متفائلون بأن ُيرسم المسار ويُجَوّد التعليم والمُخرجات، وكلنا ثقة في أبناء عمان سواءً الكوادر التدريسية أو الطلبة في أن يكون التعليم بحد ذاته هدفا والكفاءة معيارًا.

ولعلني أستحضر هنا ذلك القول الخالد لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -رحمه الله- (إنَّنا نولي التعليم جلَّ اهتمامنا، ونسعى لتطويره وتحسينه ورفع مستواه، وتحديث المعارف وتعميقها وإثرائها وتكييفها مع عالم دائم التغيير انطلاقًا من الأهميَّة التي توليها السلطنة لتنمية الموارد البشرية وترسيخ منهج التفكير العلمي وتكوين أجيالٍ متعلمةٍ تشارك في عملية التنمية وتتعامل مع المتغيرات والمستجدات المحلية والعالمية بكل كفاءةٍ واقتدار) ، هذا القول الذي أرى فيه رؤيةً متجددة تتجاوز حدود الزمن ، وتلخيص لما يجب أن يكون عليه دورنا كعمانيين سواءً كنّا في مواقع المسؤولية في قطاعات التعليم أو طلبةً مُتعلمين .

Your Page Title