فضاءات

بها معالِم و3 أشجار مُعمِّرة: “حجرة الشيخ” حارةٌ عُمانية تروي التاريخ

بها معالِم و3 أشجار مُعمِّرة: “حجرة الشيخ” حارةٌ عُمانية تروي التاريخ
بها معالِم و3 أشجار مُعمِّرة: “حجرة الشيخ” حارةٌ عُمانية تروي التاريخ بها معالِم و3 أشجار مُعمِّرة: “حجرة الشيخ” حارةٌ عُمانية تروي التاريخ

سعود بن سعيد بن هلال المعولي

تُعد “حجرة الشيخ” من الحارات القديمة التاريخية في ولاية وادي المعاول، كما تُعدّ من الآثار التاريخية العريقة التي ترمز إلى تاريخ الولاية وميراث الأجداد الحافل بالعادات والتقاليد.

بها معالِم و3 أشجار مُعمِّرة: “حجرة الشيخ” حارةٌ عُمانية تروي التاريخ
بها معالِم و3 أشجار مُعمِّرة: “حجرة الشيخ” حارةٌ عُمانية تروي التاريخ بها معالِم و3 أشجار مُعمِّرة: “حجرة الشيخ” حارةٌ عُمانية تروي التاريخ

وللحارة تاريخ عريق يجسد نمطًا معماريًا في بناء المدن والقرى القديمة، ورغم قدم الحجرة إلا أنها ظلت شامخة شموخ التاريخ العُماني طوال السنين، وحتى بعد أن تأثرت الحارة بفعل العوامل المناخية ومرور الزمن الذي ترك على مبانيها علامات التصدع والتشقق، وأصبحت جوانب منها آيلة للسقوط إلا أن الفترة الأخيرة شهدت بدء الترميم للحارة، بجهود الحكومة الرشيدة ممثلة بوزارة التراث والسياحة، وجهود مجتمعية من أبناء الولاية؛ بهدف المحافظة على سلامة القرى التراثية وتفعيلها لتكون معلما تراثيا وحضاريا ومزارا سياحيا، حيث سيعمل الترميم على بقاء حجرة الشيخ محتفظة برونقها، ورمزًا لمآثر الآباء والأجداد كغيرها من المآثر العمانية الخالدة في ربوع السلطنة، فالمباني القديمة والممرات المتعرجة داخل الحجرة بمثابة مرآة ينعكس عليها التاريخ، وقصة تحكي حكاية الأجداد.

بها معالِم و3 أشجار مُعمِّرة: “حجرة الشيخ” حارةٌ عُمانية تروي التاريخ
بها معالِم و3 أشجار مُعمِّرة: “حجرة الشيخ” حارةٌ عُمانية تروي التاريخ بها معالِم و3 أشجار مُعمِّرة: “حجرة الشيخ” حارةٌ عُمانية تروي التاريخ

لقد كان لسبلة حجرة الشيخ الدور البارز في تربية الأبناء وتعليمهم تلقائيًا العادات والتقاليد المتوارثة فعندما يصطحب الأب ابنه إليها يصطحبه ليعلمه أسلوب الحديث وكيفية التعامل مع الآخرين والاعتماد على النفس وزرع كل ما هو مرتبط بعاداتنا وتقاليدنا حتى ينشأ الابن النشأة الصحيحة التي أساسها التعاليم الإسلامية الحنيفة وحب الأرض التي سيعمل ويكدح عليها.

ويتميز الحصن الجميل في الحارة بمرور فلجين داخله إضافة إلى أنه محاط ببساتين النخيل والأشجار والليمون والمانجو. أضف إلى ذلك أن ارتفاع كل برج من الأبراج يمتد إلى حوالي 150 قدمًا وهو ما يتيح الفرصة لأخذ نظرة شاملة على الأماكن المحيطة بالحصن وبلدة أفي.

بها معالِم و3 أشجار مُعمِّرة: “حجرة الشيخ” حارةٌ عُمانية تروي التاريخ
بها معالِم و3 أشجار مُعمِّرة: “حجرة الشيخ” حارةٌ عُمانية تروي التاريخ بها معالِم و3 أشجار مُعمِّرة: “حجرة الشيخ” حارةٌ عُمانية تروي التاريخ

والباب الرئيسي لحصن حجرة الشيخ يظهر كأنه مطعّم بقواعد وسهام فولاذية لأغراض دفاعية؛ إذ إنه برج خالد وشامخ على مر العصور.

كانت الحارة في الماضي محمية بالكامل بواسطة الأبراج والبوابات الدفاعية. كما يؤكد السكان المحليون أن الحارة في أوقات الحصار كانت تعتمد على نفسها بسبب وجود عدة آبار داخلية بحيث لا يوجد نقص الماء داخل المدينة. ويتم الوصول إلى حجرة الشيخ من خلال البوابة العلوية وخط الدفاع الثاني مكون من سور أي الجدار يمر على محاذاة الحجرة من ناحية الشرق ويحتوي على السبلة والمدرسة والفلج .

بها معالِم و3 أشجار مُعمِّرة: “حجرة الشيخ” حارةٌ عُمانية تروي التاريخ
بها معالِم و3 أشجار مُعمِّرة: “حجرة الشيخ” حارةٌ عُمانية تروي التاريخ بها معالِم و3 أشجار مُعمِّرة: “حجرة الشيخ” حارةٌ عُمانية تروي التاريخ

وتحتوي حجرة الشيخ على ثلاث بوابات محصنة:
الباب الحدري “ بوابة المدينة “ وتعد إحدى البوابات الخارجية، وتقع في الشمال الشرقي بجوار المدرسة والمسجد ومباشرة إلى حدائق النخيل المحيطة بالحجرة من الغرب والشمال والشرق.
والباب الشرقي، تبقت منه فتحة في الجدار فقط، وكانت البوابة تقع خلف المسجد إلى الشمال الشرقي من الحجرة.
والبوابة العلوية “ البوابة العليا “ هي البوابة الرئيسية والداخلية لحجرة الشيخ. وبعض أجزاء بوابة الدفاع الخشبية المعززة بالمسامير المعدنية باقية. والخشب المستخدم لها من خشب الميرانتي المستورد من أفريقيا.



بها معالِم و3 أشجار مُعمِّرة: “حجرة الشيخ” حارةٌ عُمانية تروي التاريخ
بها معالِم و3 أشجار مُعمِّرة: “حجرة الشيخ” حارةٌ عُمانية تروي التاريخ بها معالِم و3 أشجار مُعمِّرة: “حجرة الشيخ” حارةٌ عُمانية تروي التاريخ

وهناك بوابة رابعة كانت موجودة في الماضي، وتقع بالقرب من البرج الشرقي الحالي، وكانت تحمي من الدخول إلى حجرة الشيخ من الجنوب .

وتحتوي حجرة الشيخ على أربعة أبراج: برج في الشمال الشرقي وآخر في الشمال الغربي، وواحد في الجنوب الغربي، وواحد في الجنوب الشرقي . ومن مجمل الأبراج الأربعة يبقى واحد فقط في حالة جيدة نسبيا، واثنان مدمرين نسبيا، والبرج الذي في الجنوب الغربي مُدمر كليا.

وتم بناء المسجد في الحارة على منصة مرتفعة، والوصول إلى ساحته يكون عن طريق درج مغلق ببوابة خشبية منقوشة بأشكال زخرفية، وفي وسط فناء المسجد توجد بئر ماء قديمة. كما يوجد درج في الفناء يقود إلى سطح المسجد وبجانبه غرفة.

وعلى الجدار الغربي من فناء المسجد يقع المحراب. والمسجد تم بناؤه من الطوب القوي، وله باب واحد ونافذة على الجانب مطلة على فناء المسجد، ونافذتان جديدتان تطلان على الواحة.

في الحارة كانت هناك مدرسة القرآن الكريم التي تُستخدم لتعليم الأطفال الذين لم يبلغوا سن مرحلة المدرسة القراءة والكتابة، بالإضافة إلى القرآن الكريم. ويقع مبناها على مستوى أرضي بجوار المسجد.

جدير بالذكر أن حجرة الشيخ تحتضن ثلاث أشجار عملاقة (أشجار الصبار) يصل عمر أكبرها إلى أكثر من سبعمائة عام، ويصل قطر الجذع الرئيسي لها إلى حوالي ثلاثة أمتار ونصف المتر، بينما ارتفاعها يتجاوز الخمسين مترًا..

Your Page Title