أثير- سيف المعولي
“الفضول” هو مَن قاد “د.ماجد المحروقي” أثناء مروره من ولاية أدم بمحافظة الداخلية إلى نيابة سناو التابعة لولاية المضيبي في محافظة شمال الشرقية، وهو يرى مجمعًا سكنيًا به كافة الخدمات، لكنه مهجورٌ وطاله الخراب والضياع والسرقات، ليضع تساؤلاته التي لاقت صدى واسعًا عبر “تويتر”: ما قصة هذا المجمع، ولماذا لم يُسكَن، وهل هناك خطأٌ تخطيطي؟

أسئلة عديدة طرحها المُتفاعِلون مع التغريدة، أخذتها “أثير” بدورها إلى المهندس علي الهنائي المدير العام للإسكان والتخطيط العمراني في شمال الشرقية، الذي تجاوب معها، فجاءت إيضاحاته في السطور التالية.
مجمعان سكنيان
في البداية أوضح الهنائي لـ “أثير” بأن الموضوع يتعلق بمجمعين سكنيين، أحدهما يقع في قرية “أبو قليله” بين سناو وولاية إزكي، والآخر في قرية “بوطوينة” بين سناو وولاية أدم، مشيرًا إلى أن المجمعين يحويان نحو 100 وحدة سكنية.

قال المهندس بأن هذين المجمعين هما من مشاريع الجولات السامية للسلطان قابوس بن سعيد – طيّب الله ثراه- ويعودان إلى عام 2007م تقريبًا أي قبل 13 عامًا، حيث تم اختيار أماكنهما عن طريق مكاتب أصحاب السعادة الولاة، ومشايخ المنطقة، وكان دور وزارة الإسكان والتخطيط العمراني هو الإشراف على بنائهما.

أين المشكلة؟
يرى الهنائي بأن الإشكَال وقع في موقعي المُجمعَين، حيث لم يُحسَن اختيارهما، ولم يتم فيهما مراعاة طبيعة المواطنين هناك وأسلوب حياتهم، كما أنهما بعيدان عن العُمران؛ لذا لم يجدا إقبالًا من المواطنين للسكن فيهما.

تخريب وصيانة!
أشار المدير العام إلى أن المجمعين السكنيين تعرضا للتخريب والتلف، بسبب بعدهما عن أماكن العمران، وعدم قبول المواطنين السكن فيهما، وقد قامت وزارة الإسكان بصيانتهما أكثر من مرة.

التوزيع!
وفق حديث الهنائي لـ “أثير” فقد تم تشكيل لجنة من عدة جهات، وفُتِح باب الطلبات للمواطنين لمن يرغب، ثم تم فرز الطلبات، وتسليم المساكن للمستحقين، وبقي بعضٌ منها يحتاج إلى صيانة، فقامت الوزارة بصيانتها، ثم بدأت في حل مشكلة الصرف الصحي بالتنسيق مع شركة حيا للمياه، حيث انتهت مؤخرًا، ومن المؤمل أن يشهد الأسبوع القادم تسليم مفاتيح المساكن المتبقية.

الخدمات
أكّد المهندس علي بأن المجمعين السكنيين يحظيان بالكهرباء، وخدمات مرافقة كالمحلات التي تتبع البلديات، والمساجد التي تتبع الأوقاف، والمجالس التي تم التنسيق مع وزارة المالية ليقوم المواطنون بتشغيلها وإدارتها أثناء سكنهم.

حوالي 5 ملايين ريال
ختم المدير العام للإسكان والتخطيط العمراني في شمال الشرقية حديثه لـ “أثير” قائلًا بأن تكلفة بناء المجمعين السكنيين تصل إلى نحو 5 ملايين ريال عُماني، مُطالبًا المواطنين الذين تم توزيع المساكن لهم بالسكن فيها، وتعميرها، حتى لا تتعرض للإهمال والتخريب مرة أخرى، مما يؤدي إلى استنزاف أموال أخرى.