أثير- مكتب صلالة
إعداد: سهيل العوائد
تشهد محافظة ظفار هذه الأيام تسجيل زيارة لطائر اللقلق الأبيض المهاجر العملاق. وهو من الطيور المهاجرة ذات الأرجل الطويلة، وينتمي إلى فصيلة اللقلق، ولون ريشه أبيض تمامًا ما عدا نهاية أطراف أجنحته فهي سوداء، أما السيقان والمنقار فهما باللون الأحمر.
وتعد طيور اللقلق من الطيور المهاجرة القوية، حيث يصل طولها تقريبا إلى أكثر من ١٢٥ سم، كما يصل طول أجنحتها إلى ٢٠٠ سم وقد يصل وزنها إلى ٥ كغم.
وما تزال هذه الطيور العملاقة تحافظ على محطة سفرها من كل عام، حيث تحط رحالها عادةً في محافظة ظفار مع بداية فصل الصرب وبعد انتهاء موسم الخريف.
وقد تم رصد هذا العام أعداد كبيرة لطيور اللقلق الأبيض المهاجرة على مساحات مختلفة من جبال ظفار، حيث تقيم هذه الطيور في المحافظة لشهور عدة، تبحث فيها عن الدفء والغذاء، ثم تواصل بعد ذلك رحلة هجرتها السنوية بين شمال الأرض وجنوبها.
وتتغذى طيور اللقلق على الحشرات والبرمائيات والزواحف والجراد والفئران والأسماك وهي من الطيور آكلة اللحوم.
وقد عبّر بعض المهتمين بالبيئة عن ارتياحهم لدى رؤيتهم لهذه الأعداد الكبيرة التي تم رصدها في المحافظة هذا العام، وأشاروا إلى أن الرحلة الأسطورية لهذا الطائر الضخم ما تزال مستمرة، وأن الطائر المهاجر ما يزال يحافظ على سلوكه البيئي، رغم بعض الدراسات التي تحدثت مؤخرًا عن حدوث تغيير في سلوك الطائر المهاجر فيما يتعلق بهجرته السنوية، فقد أشار بعضها إلى أن اللقلق بدأ يتجنب الهجرة ويقتات على مخلفات الطعام في القمامة .
وتحظى طيور اللقلق بمكانة خاصة في ثقافة وفلكلور الشعوب، ونسجت مخيلة الشعوب الكثير من الحكايات والأساطير والأهازيج المرتبطة بشكل هذا الطائر وسلوكه أثناء رحلته المكوكية حول العالم.
ويبقى على المهتمين بالبيئة متابعة سلوك هذا الطائر، وغيرها من الطيور المهاجرة ودراسة أثرها على البيئة إيجابا أو سلبا؛ إذ تم رصد نفوق بعض هذه الطيور المهاجرة دون معرفة الأسباب.