أثير – ريما الشيخ
نادرون هم أولئك الذين يكون الجود والسخاء والكرم من صفاتهم.
نتحدث عن رجلٍ ساعد الآخرين بمختلف الوسائل؛ ليسد بعضًا من احتياجاتهم ومتطلباتهم، وبهذا العطاء والكرم زادت محبة الناس لفعله الذي شاركهم به وأدخل السرور في نفوسهم.
إنه رجل الأعمال عبدالله بن أحمد بن سعيد الحرسوسي من سكان ولاية هيماء، الذي تبرّع بأكثر من 12 ألف ريال عماني لشراء الأجهزة الإلكترونية (الآيباد) لـ 243 طالبًا وطالبة.

يقول عبدالله الحرسوسي لـ “أثير” بأن فكرة المبادرة جاءت بعد سماعي مطالبات سكان ولاية هيماء من شركات الامتياز الواقعة في الولاية ،مساعدة العوائل من ذوي الدخل المحدود والضمان الاجتماعي، بعد أن قررت مدرستان بأن تكون الدارسة عن بعد ويكون الحضور فقط مرة واحدة في الأسبوع.
وأضاف: كما نعلم، الدارسة عن بعد بحاجة إلى أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة اللوحية الإلكترونية، فقررتُ التشاور مع أحد مدراء المدرستين للتبرع وشراء 243 جهازا لوحيا لطلبة مدرستي هيماء والوسطى في مركز الولاية بقيمة 12.515 ريالا عمانيا، فتم الترحيب بهذه المبادرة من قبل مدير عام التربية والتعليم بالوسطى.
لم تكن رغبة عبدالله الحرسوسي إشهار اسمه في بداية الأمر، فقد كان عمله “لوجه الله” وكل ما أراده هو مساعدة الطلبة من ذوي الدخل المحدود، وهذا ما أكده بقوله: كنت حريصًا على ألا يتم الإعلان عن اسمي في هذه المبادرة، رغم انتشار خبر توزيع الأجهزة اللوحية الإلكترونية ( الآيباد) بين أهالي المنطقة للطلبة من الصف الأول إلى الصف السادس الابتدائي، والحمد لله كانت هذه الخطوة باب خير لأهالي المنطقة، حيث بادرت شركة تنمية نفط عمان بالتبرع لكل المدارس في مناطق الامتياز من الصف السابع والصفوف التي تليه، وبعد التأكيد من توزيع الأجهزة للطلبة، ونتيجةً لانتشار الخبر، ارتأى مديرو المدارس ورئيس مجلس الآباء بأن يتم الإعلان عن اسم المتبرع؛ كي يحتذي به أصحاب اليد البيضاء؛ لفعل الخير والتكاتف والتكافل الاجتماعي.
لم تكن هذه المبادرة الأولى من نوعها من قبل عبد الله الحرسوسي؛ فقد تبرع للمدارس لترميمها وتصليح أرضياتها، كذلك قدم دعما لتكريم الطلبة المتفوقين، وبعض التبرعات للمتضررين من إعصار هيكا الذي تأثرت به محافظة الوسطى خلال العام الماضي، مؤكدًا بأن التبرع بشكل علني يفتح بابًا لتبرّع الآخرين.
وفي ختام حديثه لـ “أثير” قال عبدالله الحرسوسي: العالم يمر بظروف استثنائية، ونحن جزء من هذا العالم نتأثر به ونؤثر فيه، وعلى المقتدرين ماديًا أن يقفوا موقفا إيجابيا لدعم الطلبة كافة، خصوصًا ذوي الدخل المحدود؛ لرفع معنوياتهم ولتطوير مهاراتهم بمراحل دراستهم، و أيضًا تقديم يد العون في كل المجالات التي قد تنفع المجتمع.