أثير – ريما الشيخ
يقع سوق صحار التاريخي في منطقة الحجرة على مساحة 4575 مترا مربعا، وفي ترميمه تم استخدام نمط العمارة العمانية المستوحاة من التراث خاصة نمط قلعة صحار والعمارة الحديثة للأسواق العربية.
فما قصة هذا السوق ؟ ولماذا أُغلِق؟ وهل هناك آمال بافتتاحه مرة أخرى بعد مطالبات أعضاء المجلس البلدي؟
بداية سوق صحار:
كانت صحار في ستينيات القرن الماضي وبداية السبعينات سوقا تجاريا يعج بالزبائن في سوق تقليدي يضم محلات لبيع السمك الطازج والمجفف ومشتقاته ويبيع الحلوى العمانية والفضيات وغيرها، إلا أن السوق تعرض لعدة حوادث جعلت منه سوقا مندثرا، ومن أبرز الحوادث التي تعرض لها هو حريق ضخم سار على أغلب المحلات ودمرها ومن هنا بدأت حكاية جديدة لسوق صحار التجاري المحاذي لقلعة صحار وسوق الحرفين الآن.
بعد أن أندثر السوق القديم بدأت الحكومة الرشيدة محاولاتها لإحيائه مرة أخرى، وبالفعل تم هدم السوق القديم وافتتاح محلات تجارية حديثة مكانه، إلا أن السوق الجديد لم ينجح مثل سوق صحار القديم، وفي عام 2011 بدأت الحكومة تنفيذ مشروع جديد أطلقت عليه مشروع سوق صحار التاريخي، ويقع السوق بالقرب من كورنيش صحار وقلعة صحار وسوق القلعة، وفي العام 2013 تم افتتاح سوق تجاري ضخم في ولاية صحار في محاولة لإحياء تراث الأجداد حيث تم مراعاة أن يكون الجانب المعماري لمبنى السوق مستمدا من التاريخ العماني ومنقشا بنقوش إسلامية.
موقع السوق:
يقع سوق صحار التاريخي في منطقة الحجرة على مساحة 4575 مترًا مربعًا، ويحاذي السوق كورنيش صحار ويقع في منطقة تجارية تضم سوق الجمعة التقليدي وسوق القلعة الحرفي ومجموعة من المطاعم والمقاهي ومحلات خياطة الملابس الرجالية وجامع صحار ومكتب والي صحار.
ويحتوي سوق صحار التاريخي على أربع بوابات كبيرة، تربط الأولى السوق بالمباني القديمة من الجهة الشمالية وتنتهي عند الخور، أما الثانية فتقع في الجهة الجنوبية وتبدأ من السوق مرورًا بالمسجد والمباني القائمة، أما الثالثة والرئيسية فتقع في الجهة الشرقية المواجهة لكورنيش صحار، والرابعة فتسمّى بوابة الحجرة وتقع في الجهة الغربية، حيث إن التصاميم الهندسية لمشروع سوق صحار التاريخي مستوحاة من الأشكال المعمارية والتفاصيل التراثية القديمة لسوق صحار القديم وقلعة صحار التاريخية.
بداية سوق صحار:
موقع السوق:
مكونات السوق:
يتكون سوق صحار التاريخي الجديد من طابقين، حيث يحتوي الطابق الأول على 26 محلا تجاريا ومطعمين ومعرض يحتوي مجموعة من الصور التي تروي أحداثا تاريخية لصحار ومجموعة من الكتب التي تتحدث عن سوق صحار وأهميته وتاريخه وبعض الصكوك القديمة، كما أن مبنى السوق مستوحى من مبنى قلعة صحار وبعض المباني التاريخية العربية.
وتم ربط المحلات التجارية القائمة حاليا بأجنحة عبارة عن مظلات مغطاة تربط هذه المحلات بالسوق الرئيسي لمشاركتها في الحركة التجارية وتفرعها لجميع المحيط التجاري الحيوي للسوق. الجدير بالذكر أن السوق مكيف ومنار بإنارة حديثة ويزين ممراته نقوش إسلامية زاهية .
صعوبات واجهت السوق:
منذ أن اندثر سوق صحار القديم لا تزال الأسواق التي تبنى في المكان نفسه تواجه صعوبة في التسويق، حيث يخلو السوق في هذه الأوقات تقريبًا من المستأجرين والزبائن في ظاهرة غريبة وتحتاج إلى المزيد من التفكير في كيفية تحسين وإعادة إنعاش السوق القديم بحلته الجديدة.
حول هذا الموضوع قال يونس بن محمد بن علي الشيزاوي، عضو المجلس البلدي بمحافظة شمال الباطنة ممثل ولاية صحار، وعضو في لجنة الشؤون البلدية بولاية صحار، لـ “أثير”: لم يتم إغلاق سوق صحار بشكل نهائي، بل هناك بعض المحلات؛ جاء ذلك لارتفاع تكلفة الإيجار لكل محل، فقد تم إدارة السوق بطريقة الاستثمار، حيث يحصل المؤجر نسبة ما يقارب 5% من إجمالي الإيجار، وفي بداية الأمر وتحديدًا في السنة الأولى من الافتتاح، تفاعل التجار المستأجرون مع هذا الوضع متأملين أن يكون الإقبال جيدًا، رغم وجود العديد من المراكز التجارية والمولات القريبة من موقع السوق.
ارتفاع الإيجار:
وأكمل الشيزاوي حديثه قائلًا: تراوح سعر إيجار المحل في سوق صحار من 350 إلى 400 ريال عماني، وبعد السنة الأولى، بدأ الكثير بالتراجع بدفع الإيجار بسبب قلة الإقبال على الشراء، فقرر التجار إغلاق تجارتهم في السوق.
مكونات السوق:
صعوبات واجهت السوق:
ارتفاع الإيجار:
وأضاف: لم يكن ارتفاع أسعار إيجار المحلات في سوق صحار السبب الوحيد لإغلاقه، بل هناك صعوبات أخرى مثل تهيئة السوق من الجهة الخارجية له وذلك لراحة الزائر وصولًا إلى قلب السوق.
مطالبات عدة منذُ إغلاق السوق:
طالب العديد من أعضاء لجنة الشؤون البلدية بتشغيل السوق مرة أخرى، وقد تم تشكيل لجنة من الأعضاء أبناء الولاية بالتعاون مع بلدية صحار، لوضع تصور كامل لإعادة الحياة للسوق مرة أخرى، وطرح عدد من الأفكار على طاولة النقاش.
مطالبات عدة منذُ إغلاق السوق:
وفي ختام حديثه مع “أثير” قال عضو المجلس البلدي: طالبنا من الجهات المعنية بأن يتم تأجير سوق صحار من قبل البلدية، دون التطرق لعملية الاستثمار، وهذا ما تم مناقشته خلال الأشهر الماضية مع رئيس بلدية مسقط معالي المهندس عصام الزدجالي، وتم رفع الموضوع ومناقشته مع رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان في شمال الباطنة.
وأضاف: في الآونة الأخيرة حصلت بعض التغيرات بسبب صدور المراسيم السلطانية وبعض القرارت التي جاءت بفصل بلدية صحار عن الديوان، لكننا نأمل الخير خلال بداية العام الجديد وسيتم عقد اجتماع مع سعادة الشيخ سيف بن حمير ال مالك الشحي،محافظ شمال الباطنة؛ لمناقشة افتتاح سوق صحار مرة أخرى.
