
إن الزيارة الميمونة لحضرة مولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – أيّده الله بالفتح المبين و النصر و التّمكين – إلى الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية ولقاءه بخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – رعاه الله – ما هي إلا ثمرة الوّد الخالص التي غرس بذورها القادة الآباء السلطان قابوس والملك فيصل رحمة الله عليهما، وها هي اليوم تؤّتي أكلها طيبةً مباركةً مخضّرة بالمحبة والوئام.
مولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله حباه الله بقلب مفعمٍ بالوّد والحّب للأشقاء الخليجيين ويؤمن بالتعاون والتقارب بين شعوب المنطقة.
والمملكة العربية السعودية هي ليست شقيقة كبرى فحسب ، بل هي صاحبة رسالة خالدة و تحمل أمانة عظمى في أمتنا العربية و الإسلامية ، و إن الخطط التنموية العملاقة التي تسعى لها حاليا سوف تثب بالمنطقة إلى آفاق رحبة ستعود بالنفع على شعوب المنطقة أجمع.
وهناك ابتهاج كبير يعّم المجتمع العماني لهذا التعاون الأخوي و ما سوف يتحقق من إنجازات كبرى بين البلدين في مجال الاستثمارات الاقتصادية و التبادل التجاري و التنسيق المشترك في جميع المجالات.
الا أن الرصيد الأكبر للمملكة العربية السعودية من هذا التقارب ، والذي يفوق كل المكاسب الأخرى ، هو كسبها لأخوّة صادقة النيّة لطيفة السجّية معينةٍ على الحّق محفّزةٍ للخير. سلطنة عمان بعون الله هي الرفيق الصدوق و الحليف الموثوق الذي يمكن للمملكة العربية السعودية أن تعتمد عليه و هي تجاهد من أجل شرق أوسط أجمل و أفضل.
أما المكسب العماني الأعْظم فيتمثل فيما ستبذله المملكة العربية السعودية بالتعاون مع السلطنة من جهد مخلص لإحلال السلام و الوئام في منطقتنا بما يدّشن لمرحلة جديدة من التعاون الإقليمي ويعّزز الجهود لنهضة اقتصادية وعلمية واجتماعية كبرى في وطننا العربي و الإسلامي و هو الهدف الأسمى للمملكة العربية السعودية.
والله نسأل أن يوّفق قادة البلدين و الشعبين الشقيقين لكل خير.