مسقط-أثير
صدر عن دار لبان للنشر ثلاثة كتب جديدة أولها كتاب “إدارة المواهب البشرية ودورها في إدارة التغيير” للدكتور خالد بن علي العلوي، الذي يتضمن أربعة فصول رئيسية تبحث في هذه الرؤية ذات البعد الاستراتيجي في تنمية المجتمعات، فيناقش في الفصل الأول إدارة المواهب والمفاهيم ذات الصلة، من حيث تعريف الموهبة وتعريف إدارتها، وأيضا تلك الإدارة من منظور القرآن الكريم والسنة النبوية والفرق بينها وإدارة الموارد البشرية.

وفي الفصل الثاني يقدم العلوي نماذج من إدارة المواهب والأهداف من ممارستها، وأهمية ذلك، مع الإشارة إلى تصنيفات هذه المواهب داخل المنظمة، ومزايا تطبيقها، إضافة إلى استراتيجياتها، وأبعاد إدارتها، والتحديات التي تواجه هذه الإدارة، مع نظرة مستقبلية لكيفية ممارستها والاستثمار في الموارد البشرية. ويخصص الفصل الثالث لإدارة التغيير والماهية والنظريات المفسرة لها، من حيث المفاهيم ذات الصلة بالتغيير وأهمية إدارته مع أنواعه ودوافعه، إضافة إلى أهداف إدارة التغيير بالمنظمات والنظريات المفسرة لإدارته، ومجالات ذلك في المنظمات، فيما يخصص الفصل الرابع لدور إدارة المواهب البشرية في نجاح التغيير داخل المنظمة، حيث يبحث في مراحل إدارته والمسؤوليات والأدوار والمهام والعمليات مع شرح لعشر خطوات أساسية لإدارة التغيير، ثم عوامل نجاح ذلك، وغيرها من مفاصل أساسية يشير إليها المؤلف في نحو 12 عنوانا فرعيا داخل هذا الفصل.
وفي الإصدار الثاني “وطن داخل وطن” يقترب إدريس بن فاضل الزدجالي من صورة الحكاية، فيقارب بين الكتابة الكلاسيكية للرواية مع الزمن المعاصر، ليس فقط في الشكل الكتابي، بل حتى في الأحداث، وهي تستدعي البعد التقليدي لرويها من حيث أسماء الشخصيات وفكرة العدالة ومقاومة الظلم، لكن مع إسقاطات معاصرة تجعل من عمله الروائي سلسا في صياغته، وعميقا في مقاصده.

ويقدم المؤلف لكتابه بجملة يشير فيها إلى تعدد “مسميات الحياة عند المفكرين والفلاسفة والكتاب والمثقفين، وكذلك الفقراء والمضطهدين.. ربما تأتي الفكرة لشخص ما في حلم أو يقظة أو من خلال موقف عاشه في مرحلة من مراحل حياته المختلفة”، فيسرد فكرة روايته بليلة مرعبة ولد فيها الفتي يافث، ليزيد عدد سكان العالم واحدا، وأمه تستقبله لتسرع الأحداث خلال بضعة أسطر ليصل الفتى إلى حلمه الذي رآه في منامه، حيث القمر الذي سيضيء له الطريق والشمس التي ستحرقه.
أما في الإصدار الثالث “سكّة سفر” فيرتحل المغامر خالد بن سعيد العنقودي ليكتب عن “رحلات عبر قضبان السكك الحديدية” في كتابه الجديد الذي تضمن توثيقا لزياراته إلى عدد من مدن العالم، ضمن مشروعه الكتابي عن رحلاته ومغامراته.
ويرى العنقودي أنه “لا بد لنا من السفر والترحال لندلف في عالم جديد ومتجدد، إذ يعتبر السفر أحد الأبواب التي تخرجنا من الفكر غير المألوف لما تعوّد عليه الفرد منّا إلى فكر جديد، وذلك بعد نفاد صبره إلى أن يلفه الحنين للعودة إلى وطنه، حيث لا تخلو أحلامنا من بلدان معينة، منا من يحلم بسويسرا، وآخر أن يصل إلى السويد، وذاك إلى اليونان”، لكنه يشرح أنه اختار هذه المرة الكتابة عن رحلاته على متن عربات القطارات، وفي هذا دهشة واكتشافا أعمق “حاملًا معي رسالة سلام إلى هذه الشعوب والحضارات قاطبة” مشيرا إلى تفاوتها “منها الفاخرة والعتيقة والحديثة متذكرًا أنه بعد سبعة عشرة عاما من بداية ركوبي أول قطار أكون قد تنقلت عبر (340) عربة قطار مختلفة الأنواع”، موضحا أن بينها “ما هو مزوّد بمقصورات فاخرة كالطائرات والفنادق، وهي تقدم أعلى مستويات الراحة بشكل خاص باعتبار القطار فندقا متنقلا يجوب الدول مجتازًا مناطق آية في الجمال تبعث البهجة في النفوس، حيث تتيح للراكب في هذه العربات أن يرى في كل إشراقة فجرًا جديدا بعدما تستيقظ الجبال تحت أشعة الشمس الذهبية مقدمة فرصة لا تعوض للراكب من حيث رؤية الطيور والبحيرات والأنهار ومشاهدة المساحات الخضراء الرائعة”.
ويشير المؤلف إلى ما تمنحه إياه فكرة الترحال عبر القطارات، فتوفر للمسافر مشاهدة الطريق من خلال نوافذها ليرى حركة إعمار أراضيها، واخضرارها، ورؤية الحقول والطبيعة، حيث الوصول إلى “مناطق بكر قلّ ما يصلها السائح، تاركة لبني البشر أن يقف برهة أمام هذه الآلة (القطار) والتي تنقل المسافر من بقعة إلى بقعة أخرى، ولعمري إني قضيت رحلات جميلة وشائقة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ في هذه العربات، وكما هو معلوم أن بعض الدول قد تركت إرثا للبشرية من علم وفن وحضارة، وعلى بني الإنسان أن يستزيد ويستلهم من هذه القيم الجميلة”.