أثير – محمد العريمي
أثرت جائحة كورونا منذ انتشارها في أواخر عام 2019م على اقتصادات دول العالم والشركات الكبرى في مختلف دول العالم ومن بينها سلطنة عُمان، فكان التأثير الأكبر على الشركات والمؤسسات الصغيرة وأصحابها، حيث وجد بعض أصحاب المشاريع أنفسهم بين سندان خسارة المشروع ومطرقة الإفلاس، بالإضافة إلى التأثير المباشر على العاملين في المشروع كتسريحهم أو تخفيض أجورهم نظرًا لقلة المداخيل بسبب التأثيرات الناتجة عن الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا، كإغلاق بعض المشاريع ومنع الحركة عموما.
في تقرير أعدته “أثير” عبّر أصحاب مشاريع وبعض العُمال الذين تأثروا بالإجراءات السابقة والتي تمثلت في الإغلاق الكلي أو الجزئي، عن مخاوفهم من تكرار التأثيرات التي تنتج عن الإغلاقات في ظل تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم ومن بينها سلطنة عُمان، بالإضافة إلى وجود حالات للمتحور أوميكرون، داعين الجميع إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية.
في البداية عبّرت دعاء الوهيبية صاحبة مشروع “أكسفورد كافيه” عن قلقها وخوفها، قائلةً: هناك توتر من أن تعود إجراءات الإغلاق الكلي أو الجزئي، فقد كانت في الفترة الماضية إغلاقات كثيرة ومتتالية وسببت ضررًا للمشروع، بالإضافة إلى محاولة التكيف مع الوضع الجديد في كيفية دفع الإيجارات وأجور العمال.
وحول الإغلاق الذي كان في شهر رمضان، قالت الوهيبية: نظرًا لأن المشروع “كافيه” يكون مغلقًا في الفترة الصباحية وما بعد الظهر فكانت فترة فتح “الكافيه” لمدة ساعة واحدة فقط بعد الإفطار، وتمثلت الصعوبات التي واجهتنا في كيفية تغطية المصاريف وأجور العُمّال وإيجارات الأفرع والمبانِي.
كما عبّرت الوهيبية عن مخاوفها في حال صدور قرارات بإغلاق بعض المشاريع، مؤكدةً: نحن في صدد إعداد خطة بديلة في كيفية تخفيف التأثيرات على “الكافيه” واستمرارية والمصاريف التي نحتاجها لتغطية جميع الالتزامات المترتبة علينا إذا صدرت قرارات بإغلاق المشاريع، موضحةً: لم نقلص من أجور العمال في الفترة السابقة فهو آخر الحلول التي سنتبعها ولا نتمنى أن نقلصها في المستقبل إيمانًا منا بأن ذلك يؤثر على إنتاجية العامل.
ووجهت الوهيبية كلمة لمن لا يلتزم بالإجراءات الاحترازية كالتباعد الاجتماعي والجسدي ولبس الكمامة، داعيةً إلى الالتزام واتخاذ الإجراءات الاحترازية حتى يقي الفرد نفسه ويقي الآخرين من جميع التأثيرات.
وأوضح سيف الزكواني صاحب مشروع مطعم (لهب كتشن) بأن أهم المشاكل التي تواجههم أثناء الإغلاق هي “العقار” نظرًا لارتفاع أسعار الإيجارات، مضيفًا: أضرار الإغلاق كثيرة جدًا كتسريح العمال أو إغلاق المحل أو الشركة، وقد سرحنا بعض العمال أثناء الإغلاقات السابقة لكن بعد تحسن الأوضاع وإعادة فتح المشاريع قمنا بإعادتهم، ومن السلبيات التي لاحظناها أثناء فترة الإغلاق أن الزبائن يتوافدون في آنٍ واحد لاستلام الطلب نظرًا لضيق الوقت .
وأكد الزكواني بأنه في حال عودة إغلاق المشاريع سيتكرر السيناريو؛ من جهة أصحاب العقارات يطالبون بالإيجار ومن جهة أخرى تسريح العمال، موضحًا بأن العامل الوافد هو أكثر المتضررين بالنظر إلى أنه تغرّب عن بلاده ويعيل أسرته بالأجر الذي يستلمه وعند تخفيض الأجر أو تسريحه فإنه يتضرر بشكل كبير جدًا
ووجه الزكواني نصيحة إلى اتباع الإجراءات الاحترازية التي تصدرها اللجنة العليا ووزارة الصحة للوقاية من فيروس كورونا (كوفيد 19)، قائًلا: من لا يتبع النصائح والإجراءات الاحترازية هم من يسبب ضررًا بأنفسهم وغيرهم، وأدعو إلى الالتزام حتى لا نعود لمرحلة الإغلاقات.
كما أوضح إدريس الخروصي -عامل في أحد المشاريع- بأن من أكبر المخاوف أثناء ازدياد حالات كورونا هو الإغلاق وذلك سيؤثر على مدخول المشروع ما سيؤثر على جميع العُمال، وكان الوضع أثناء الإغلاق صعبت جدًا نظرًا لقلة المداخيل على المشاريع.
ودعا الخروصي إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية حتى لا ترتفع حالات الإصابة وتصدر قرارات بإغلاق المشاريع فذلك يسبب ضررًا على الجميع.
إعداد أحمد العميري: