رصد – أثير
إعداد: محمد ناصر العريمي
للأوسمة تاريخ عريق ضارب في القدم، لكل منها رواية أزلية، خلدتها البطولات الحافلة والمواقف الكريمة النبيلة، فالأوسمة والنياشين على اختلاف أشكالها ودرجاتها وألوانها وخاماتها رموز تكريم لكل من ينال شرف تقلدها في المحافل والمجالس الدولية والعالمية سواء كان الممنوح زائرًا أو مقيمًا.
سنتحدث في السطور الآتية عن أول وسام استحدث في تاريخ شرق أفريقيا والذي يعود لعام 1857م في عهد السلطان ماجد بن سعيد بن سلطان البوسعيدي، وقد أُطلق عليه اسم وسام ” الكوكب الدُرِّي” واستمر منحه من قبل السلاطين الذين تعاقبوا على عرش سلطنة زنجبار من بعده وانتهى منحه بانتهاء حكم دولة البوسعيد في شرق أفريقيا في عام 1964م.
سنتحدث في السطور الآتية عن أول وسام استحدث في تاريخ شرق أفريقيا والذي يعود لعام 1857م في عهد السلطان ماجد بن سعيد بن سلطان البوسعيدي، وقد أُطلق عليه اسم وسام ” الكوكب الدُرِّي” واستمر منحه من قبل السلاطين الذين تعاقبوا على عرش سلطنة زنجبار من بعده وانتهى منحه بانتهاء حكم دولة البوسعيد في شرق أفريقيا في عام 1964م.
نيشان الكوكب الدُرِّي


أنشأ السلطان ماجد بن سعيد في سنة 1857م نيشان الكوكب الدُرِّي بأربع درجات، وتواصل منحه من قبل السلاطين الذين اعتلوا عرش السلطنة زنجبار وما كان يميز النيشان في عهد كل سلطان هو وجود الطغرائية السلطانية في قلب النيشان.
ورد تعريف الكوكب الدُرِّي في لسان العرب: أنه منسوب إلى الدر تشبيهًا بصفاته. قال الفراء: «الكوكب الدُرِّي عند العرب هو العظيم المقدار، وقيل: هو أحد الكواكب السبعة السيارة متصلة بين الشمس والقمر» (لسان العرب لابن منظور، 630م، 377).
شبه الشيخ سعيد بن علي المغيري في كتابه «جهينة الأخبار» منظر منارتي إموانه وبرمبتوني اللتين تظهران للقادم إلى ساحل زنجبار من جهة الشمال بالكوكب الدُرِّي، «وأول رسم يلوح من تلك الأطلال لنظر المسافر الذي يدنو من زنجبار من الجهة الشمالية منارتان يضيء فيهما سراجان کالكوكب الدُرِّي مبنيتان على جزيرة من الصخر، إحداهما منارة إموانه، والثانية منارة برمبتوني» (المغيري، 1979، ص 18).
تعاقب على منحه عدد من السلاطين
أول من منح نيشان الكوكب الدُرِّي هو السلطان ماجد بن سعيد وبعد ذلك مُنح من قِبل السلطان برغش بن سعيد وكذلك من قِبل السلطان خليفة بن سعيد ومنحه من بعده السلطان علي بن سعيد، وقد رُصِع بالألماس والأحجار الثمينة ومُنِح في مناسبات متعددة وتشرف بحمله عدد من المسؤولين البريطانيين والألمانيين، ثم مُنِح بعد ذلك من قِبل السلطان حمد بن ثويني لعدد من المخلصين في حكومة زنجبار وأضاف له إضافات مميزة، إذ وضع صورته في وسط الوسام.











مرسوم سلطاني بتحديد درجات الوسام ومستحقيه
أصدر السلطان خليفة بن حارب مرسومًا سلطانيًا يحدد درجات الوسام ومستحقيه، ويفصل كل درجة من درجات الوسام الخمسة على حدة مع بيان طريقة ارتدائه. حُدد وسام الدرجة الأولى لأربعين شخصًا، والدرجة الثانية لستين شخصًا، والدرجة الثالثة لثمانين شخصًا، والرابعة لتسعين شخصًا، والخامسة لمئة شخص. يمنح الوسام جزاءً وتقديرًا لكل من تقلد منصبا في حكومة زنجبار أو قدم خدمات جليلة وأظهر إخلاصًا وولاءً للسلطان والدولة.
وتضمن المرسوم السلطاني وصفًا دقيقًا لكل درجة من درجات نيشان الكوكب الدُرِّي، على النحو الآتي:
الدرجة الأولى:
عبارة عن نجمة ثمانية مصنوعة من الفضة، منقوش عليها بالذهب «الكوكب الدُرِّي الزنجباري 1281ه (1857م)» على مينا حمراء، محاطة بحلقة بيضاء، وتعلق على الجانب الأيسر. إضافة إلى ذلك يرفق مع النجمة وسام خماسي الشكل من الذهب، ذو مينا حمراء، بحواف بيضاء مطوق بإكليل غار. يعلق الوسام على إكليل غار ذهبي بواسطة شريط أحمر مموه بحافة بيضاء، ويرتدي مرورا بالكتف الأيمن متوجها نحو الجنب الأيسر على أن يكون الوسام في القسم الأعلى للفخذ الأيسر، ثم ألغي ارتداء الوشاح الأحمر المموه، واكتفي بتعليق الوسام على الرقبة كما هو الحال في وسام الدرجة الثالثة.

الدرجة الثانية:
عبارة عن نجمة مماثلة للدرجة الأولى، وتعلق على الجانب الأيسر

الدرجة الثالثة:
عبارة عن وسام يوضع حول الرقبة بشريط أحمر مموه بحواف بيضاء
الدرجة الرابعة:
عبارة عن وسام مماثل لوسام الدرجة الثالثة، لكنه أصغر حجمًا يعلق على الجانب الأيسر من الصدر بشريط أحمر مموه بحواف بيضاء

الدرجة الخامسة:
عبارة عن وسام أصغر حجما، يوضع حول الرقبة بشريط أحمر مموه بحواف بيضاء. وتختلف هذه الدرجة عن الدرجات الأخرى بعدم وجود إكليل غار للتعليق. وفي حالة إحالة الشخص الممنوح للتقاعد أو اقتراف ما يخالف القانون يتوجب عليه إعادة الوسام إلى الجهة المسؤولة عنه. كذلك يتوجب إعادة الوسام في حالة استحقاق الشخص الممنوح لدرجة أعلى من الدرجة الحالية. وأجيز منح نيشان الكوكب الدُرِّي للسيدات في 1956م، وتوقف منح الوسام في 1964م.



يُذكر أن السلطان خليفة بن حارب بن ثويني، سلطان زنجبار، منح نيشان الكوكب الدُرِّي من الدرجة الثانية لرودلف روت ابن السيدة سالمة بنت سعيد بن سلطان، وذلك أثناء زيارته الرسمية إلى إنجلترا بصحبة ابنه السيد عبدالله بن خليفة بن حارب في الفترة ما بين 31مايو و5 يوليو 1929م. وألقى رودلف روت محاضرة في الجمعية الملكية الآسيوية عن تاريخ عائلة البوسعيد الحاكمة في الجزيرة العربية وشرق أفريقيا بحضور السلطان خليفة بن حارب في الثاني من يوليو سنة 1929م (1993,Brill, E.J, & Donzel, E.van).
يُذكر أن السلطان خليفة بن حارب بن ثويني، سلطان زنجبار، منح نيشان الكوكب الدُرِّي من الدرجة الثانية لرودلف روت ابن السيدة سالمة بنت سعيد بن سلطان، وذلك أثناء زيارته الرسمية إلى إنجلترا بصحبة ابنه السيد عبدالله بن خليفة بن حارب في الفترة ما بين 31مايو و5 يوليو 1929م. وألقى رودلف روت محاضرة في الجمعية الملكية الآسيوية عن تاريخ عائلة البوسعيد الحاكمة في الجزيرة العربية وشرق أفريقيا بحضور السلطان خليفة بن حارب في الثاني من يوليو سنة 1929م (1993,Brill, E.J, & Donzel, E.van).


المرجع ومصدر الصور:
(هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية) – الأوسمة والنياشين والميداليات في سلطنتي عمان وزنجبار.
المرجع ومصدر الصور: