أثير-جميلة العبرية
في زيارة لـ”أثير” لمتحف (بيت قرش) في مركز الثقافة والابتكار بولاية نزوى بمحافظة الداخلية، وضمن جولتها في المتحف والاطلاع على مقتنياته، وجدت بأن هناك ثلاث صور ليست نسخ، وإنما بطبعتها الأولى، كما أن هناك صورًا أصلية رسمت لبعض من ملوك زنجبار.
حول قصص وتفاصيل هذه الصور قال الباحث التاريخي جمال بن محمد الكندي صاحب متحف (بيت قرش): لكل صورة اقتنيتها ووضعتها في المتحف قصة في كيفية الحصول عليها، ولكل منها حدث نستطيع أن نراه في الكتابات التي أرفقت فيها.
وأضاف: إذا ذكرنا زنجبار ذكرنا الدور العماني فيها وفي شرق أفريقيا فهو ليس وليد اليوم أو منذ قرون فقط بل يمتد لعشرات القرون، وبعض منه إلى ما قبل الإسلام، ومن أهم هذه الهجرات هي ما بعد الإسلام فكانت فترة القرن الهجري الأول بعد خروج سليمان وسعيد ابني عباد بن عبد بن الجلندى بعد حملة الحجاج بن يوسف الثقفي في فتره الدولة الأموية واستقرارهم في مناطق شرق أفريقيا وتأسيس الممالك العربية في شرقي أفريقيا.
وقال الكندي عن المقتنيات التي تعرض في المتحف: بعض المقتنيات هي خرائط لزنجبار تعود للقرن السابع عشر الميلادي 1656م (فترة الاحتلال البرتغالي لزنجبار)، كما أن هناك أيضًا بعض الأوراق من الصحائف البريطانية (صحيفة الجرافيك اللندنية) التي كانت تصدر في بريطانيا وتحتوي على مواضيع وزيارات لزنجبار وبعض الفعاليات وبعض الأحداث التي وقعت في زنجبار.
وأِشار إلى صور رحلة وزيارة السلطان برغش بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد إلى بريطانيا، حيث كانت ثمرة هذه الزيارة إنشاء المطبعة السلطانية في زنجبار بين عامي 1882 و1883 ميلادي، كذلك دخول الكهرباء والازدهار في زنجبار.
ويخبرنا الكندي: هناك صور فوتوغرافية أصلية أخرى، أولها صورة تعود إلى عام 1928 م للسلطان خليفة بن حارب وأبنائه وكذلك بعض الحاشية من الأسرة والمقربين من الوزراء والمسؤولين بالحكومة، أما الصورة الثانية فتعود لعام 1963 م لشخصية عمانية نشرت لموضوع له علاقة بممباسا، وبعد البحث عن هذه الشخصية (سالم بن راشد السمري الحارثي) وجدت بأنه توفي في أواخر الستينيات من القرن العشرين بمكة المكرمة، وللأسف كان هناك تواصل مع أحد أحفاده وقد طلب مني نسخة من الصور وقبلت بشرط أن أسلم على والده، وتسليمه النسخة بنفسي، لكن سبق القدر والأجل قبل سنوات فقط.
وأضاف: الصورة الأخيرة هي صورة أصلية عليها قصاصة من المقال الذي نزل بهذه الصحيفة عن وصول السلطان جمشيد بن عبد الله بن خليفة بن حارب إلى بريطانيا بعد الانقلاب عام 1964م.
وأضاف: توجد أيضًا مجموعة من العملات التي كانت لها علاقه بزنجبار، من ضمنها دمغة القرنفل وممباسا، وكيلوا وعملات تعود للسلطان برغش التي ضربت بزنجبار بمجموعة كاملة من الذهب والفضة والنحاس. وإضافة إلى العملات، يعرض المتحف بعض الطوابع البريدية، وكمعلومة فإن زنجبار تعد أول الدول العربية في شرق أفريقيا التي أصدرت طوابع بريدية مستقلة خالصة في زمن السلطان حمد بن ثويني عام 1896 ميلادي، فقد سبقت عمان الأم بحوالي ستين عاما كاملة، وأشير أيضًا إلى وجود طوابع وأظرف وبطاقات بريدية لزنجبار حتى آخر سلاطين البوسعيد السلطان جمشيد بن عبدالله.
وختامًا قال جمال الكندي لـ “أثير”: الصور تعرض الآن في متحف بيت قرش وبإذن الله سنعمل على توصيف تفصيلي لها بالبحث والعودة إلى التاريخ لكي توثق وتراها الأجيال القادمة، ولدينا كنز وتاريخ عظيم في زنجبار للعمانيين والذي لم يحفظ إلى الآن، ولا أعلم السبب وراء ذلك.
