أثير – مـحـمـد الـعـريـمـي
شاب عُماني شغوف بصناعة العديد من التصاميم اللاسلكية، وقاده الشغف منذ الصغر للنجاح في هوايته، فقد نجح في تصميم العديد من التصاميم اللاسلكية كالدراجة الطائرة والقارب الطائر والنسر الطائر وغيرها الكثير من التصاميم، ومؤخرًا تمكن من صناعة سفينة (الغنجة) اللاسلكية لإحياء الصناعات القديمة وإبراز جمالها بشكل عصري.
هو الشاب محمد بن طالب الرئيسي الذي حصل على المركز الأول في مسابقة المواهب العمانية من جامعة السلطان قابوس عام 2013م، كما حصل على المركز الأول في بطولة الخليج الأولى للطائرات الاستعراضية تحت وزن 200 غرامًا والتي أُقيمت في دولة الكويت، وتمكن من النجاح في العديد من التصاميم اللاسلكية، كما حصل أيضًا في 2018م على رعاية من إحدى أكبر الشركات عالميا في مجال الطائرات الاستعراضية.
“أثير” تواصلت مع محمد الرئيسي للحديث عن صناعته لسفينة (الغنجة) حيث أوضح قائلًا: جاءت فكرة صناعة سفينة (الغنجة) من ولاية صور كمحاولة مني لتجديد صناعاتنا التراثية، وقد عُرف عن العمانيين منذ القدم بالصناعة، فتجد صناعة الفخاريات في نزوى وصناعة الأفلاج في الرستاق وصناعة السفن في صور، ولكن هذه الصناعات بدأت تندثر مع الأسف، فقمت بتصنيع سفينة (الغنجة) وإضافة محركات إليها والتحكم بها لاسلكيًا لإبراز صناعاتنا التراثية بطريقة جميلة وفريدة.
وأضاف الرئيسي: بدايتي كانت في مجال صناعة الطائرات اللاسلكية، ولكن جمال السفن التقليدية مبهر، فمنظر أشرعة السفينة والحبال والخشب التقليدي المستخدم في صناعة السفن يعطي جمالًا أخاذًا للسفن القديمة المنصوعة يدويًا، فشغف وحب الصانع ينعكس على السفينة، ومن هنا جاءت فكرة صناعة سفينة الغنجة اللاسلكية لإحياء صناعاتنا القديمة وإبراز جمالها.
وبيّن الرئيسي: صنعت سفينة (الغنجة) في 4 أشهر، واستغرقت صناعة السفينة هذا الوقت لأنني أردت صناعة السفينة بكل تفاصيلها والحفاظ على طابعها التقليدي، وفي الحقيقة لم أشعر بمرور الوقت وأنا أصنع السفينة فقد كانت صناعتها ممتعة جدًا، خصوصا وأنا أراها تقترب من شكل السفينة الحقيقي يومًا بعد يوم، مشيرًا إلى أن السفينة تحتوي على محركين يقومان بتوجيهها وتحريكها، كما تحتوي على جهاز لاقط للإشارة (ريسيفر) لاستقبال الإشارات من جهاز التحكم، وبطارية لإمداد السفينة بالطاقة.
وعن المواد المستخدمة في صناعة السفينة، أوضحها الرئيسي قائلًا: صنعت السفينة من الخشب ومادة الفلين التي تساعد على الطفو، في الحقيقة السفينة غير مكلفة، فكل المواد المستخدمة متوفرة، وأنا مؤمن بأن الصناعات المتقنة تأتي من الشغف والحب دائمًا فقد تكون من مواد بسيطة جدًا ولكنها مبهرة، والجدير بالذكر أن صناعة السفن في عُمان قديمًا كانت تستخدم بمواد بسيطة وبدون دراسة مسبقة في علوم الطفو والإبحار، ولكنها كانت عظيمة بصانعيها الذين كانوا يكرسون حياتهم في صناعاتها.
وأكد الرئيسي بأنه يمكن تطوير النموذج لاستخدامه في أغراض عملية في المستقبل للنماذج اللاسلكية التي تستطيع الإبحار أو الطيران لمسافات بعيدة، وجميعنا نعلم فوائد الطائرات المسيرة (الدرون) في التصوير والإنقاذ وغيرها من الأمور، فنماذج السفن اللاسلكية يمكن استخدامها في عدة أمور مفيدة كالملاحة البحرية أو التصوير، وأيضًا يمكن استخدام النموذج لإبراز صناعاتنا التراثية بحلة جديدة.
واختتم الرئيسي حديثه لـ “أثير” قائلًا: عُمان على مر العصور كانت تنتج وتصنع، عملي هذا ما هو إلا محاولة بسيطة مني لإظهار صناعاتنا التقليدية وإحيائها بطريقة عصرية، وهي تعبير عن امتناني للصانع العماني.
إحدى أنواع سفن الغنجة العمانية هي سفينة “فتح الخير” التي توجد في ولاية صور، فماذا تعرف عنها؟
توجد في ولاية صور سفينة “فتح الخير” والتي تنتمي إلى سفن الغنجة العمانية، وهي مثل البغلة من سفن الداو الشراعية الكبيرة، ولها جزء خلفي مربع الشكل، وميل أمامي مائل، وخلفي مائل بحد أقل، وتتميز سفينة الغنجة بشعارها الفريد في مقدمة رأسها، الذي هو عبارة عن طائر هدهد وتاج ومنقار وقرنين يتجهان إلى الأمام، مع انحناءة على مقدمة السفينة، ويتميز الجزء الخلفي بالنقوش المنحوتة.
ومصنوعة فتح الخير بشكل رئيس من خشب الساج، ولها صاريان وخمس نوافذ عرضية مرتبة على شكل قوس خفيف، كان في فتح الخير محرك ديزل ألماني تم تثبيته في دبي عام 1960، وقد نقش على لوحها البيضوي ضمن زخرفة نصف دائرية، دعاء واسم السفينة وتاريخ إطلاقها وهو كالآتي:
” بسم الله الرحمن الرحيم
يا حافظ الأرواح في الألواح ومسيّر الفلك من غير جناح احفظ السفينة فتح الخير ( 21 رمضان 1370)”