أثير – ريـمـا الشـيخ
تمثل الموسيقى العمانية التقليدية جزءًا كبيرًا من تراثنا العريق، حيث ظهرت مع بدء النشاط الاجتماعي على أرضنا الحبيبة.
ويكثر في تقاليد الأداء الموسيقي العماني استعمال الآلات الإيقاعية بجانب الصوت البشري، حيث تستعمل فيه الآلات الوترية والهوائية، ليظهر ذلك التعدد في الأنماط والصيغ اللحنية والإيقاعية في الغناء العماني التقليدي.
وتصنف الآلات المستعملة في الموسيقى العمانية التقليدية إلى:
1. آلات وترية.
2. الالات الهوائية.
3. الآلات الإيقاعية.
4. الجلديات.
”أثير“ تضع بين يدي القارئ الكريم أربع آلات موسيقية عمانية قديمة، يعود بعضها إلى ٥.٠٠٠–٤.٠٠٠ق.م:
الجُم: أقدم آلة موسيقية في عُمان
تُصنع هذه الآلة من صدفة بحرية كبيرة، طولها من ٣٠ إلى ٤٠ سم، ويبلغ نصف قطر وسطها نحو ٢٨ سم، وتثقب في جانبها الحلزوني فتحة قطرها حوالي ٢سم لنفخها كي تصدر صوتين موسيقيين.
تستعمل هذه الآلة في فنون كثيرة مثل: الليوا وصوت الزنوج والميدان والشـوباني والمديمـة، وكانت تستعمل لدعوة الناس إلى الأمور المهمة التي يعلن عنها من قبل الدولة أو الـولاة، أو دعوتهم إلى دوس القمح «الصيف» وبيع ثمرة النخيل «طنيها»، وشاع استعمال الجُم في كل عمان.
وتوجد في المتحف العماني الوطني آلة الجُم التي تعود إلى ٥.٠٠٠–٤.٠٠٠ق.م. (العصر الحجري المتأخر)، حيث وجدت من بين جميع الأصداف الكبيرة المكتشفة على أغطية المدافن في موقع رأس الحمراء الأثري بمحافظة مسقط، عدد قليل منها به ثقوب في المنطقة الحلزونية؛ وهو ما يؤكد بأنها كانت تستخدم كأبواق في احتفالات التأبين، ثم تترك على سطح المدفن.
القبوس:
من آلات الموسيقى التقليدية العمانية، ويعد من أقدم الآلات الوترية في عمان قبل آلة العود.
استعمل العازفون العمانيون الرواد القبوس اليمني الذي يصنع من الخشب المحفور لتكوين الصندوق الصوتي، ويكسى جزء منه بجلد الماعز، والجزء الآخر بقطعة رقيقة من الخشب بها فتحة واحدة، وبسبب صغر الآلة فإن صندوقها حجم الصوتي لا يتسع إلا لفتحة واحدة كبيرة، وقد يستعاض عنها بفتحتين صغيرتين.
للقبوس أربعة أوتار؛ ثلاثة منها مزدوجة، والرابع فردي مجدول بألياف المعدن أو النحاس أو الذهب، وجميعها تصنع من أمعاء الماعز الغليظة وتثبت بواسطة الجزء الذي يسمى «القاعدة» أو «الزبيبة»، ومنها تمتد إلى المفاتيح عبر مشط قابل للتحريك، و للأوتار الأربعة أسماء هي: «الجرة» و«اليتيم» و«الرخيم» و«الأوسط» و«الحازق».
البرغام:
يسمى أيضا برغوم، بوق، وهو آلة موسيقية تقليدية، تصنع من قرون الوعل، أو المها العربي، وآلة (البرغوم) ليست آلة لحنية، وبسبب خصائص صناعتها لا تصدر منها سوى نغمة، أو نغمتين.
يتم إصدار الصوت بتحريك الهواء بضغط الشفتين في الفتحة المخصصة لذلك، والقريبة من نهاية الجزء الرفيع من القرن.
يستعمل البرغوم كبوق في الأنماط الموسيقية التقليدية، مثل أنواع الرزحات، والعازي؛ التي يغلب على نصوصها الشعرية المدح، والفخر، وينتشر في محافظات (الداخلية، وشمال الشرقية، وجنوب الشرقية، وشمال الباطنة، وجنوب الباطنة، والظاهرة، ومسقط).
الطنبورة :
تسمى أيضا الكنارة أو القيثارة، آلة وترية تقليدية، تكون على شكل صندوق خشبي.
يصنع صندوق الطنبرة من خشب الساج أو الأمبا، والشريش، ويعرف باسم المنـف، وينحت ويفرغ من الداخل على هيئة إناء تُغطى فتحته بقطعة من جلد الماعز أو البقر، ويمتد إلى الأعلى من الصندوق المصوت عمودان كضلعي مثلث من خشب القـرم ويعرفان بالدقل، حتى يلتقيان بأحد طرفي عمود أفقي يسمى فرمال، وهو من خشب القنا يمتد على شكل قاعدة المثلث، وتفتح بوجهه فتحتان تسمى عيون تساعدان على خروج الصوت.
تمتد ستة أوتار عموديا من الصندوق المصوت إلى الفرمال، وتصنع هذه الأوتار من أمعاء الغزال والقطن مارة بالمشط (الفرس)، وتسمى هذه الأوتار من اليسار إلى اليمين الشرارة والقواد والردّة والصوت والبوم والونة.
وليس لأوتار الطنبرة مفاتيح تضبط بواسطتها كما في أغلبية الوتريات، بل تلف عبر قطع من القماش المجدول حول الفرمال، وبهذا يسهل تدويرها مما يؤدي إلى التحكم في ضبط أوتارها الستة.
للطنبرة طريقة عزف خاصة بها، فيضعها العازف أفقيًا أمام صدره من الجهة اليسرى، وينبر أوتارها معا بقطعة مصنوعة من قرن الثور محشوة بالعنبر الأسود، ويتم التحكم بأصواتها من خلف الآلة بأصابع العازف الخمس مضمومة أو مطلقة، ذلك لأن الآلة ليس لها أوضاع عزف سوى وضع واحد.
تنحصر وظيفة هذه الآلة على فن موسيقي تقليدي يسمى بنفس اسم الآلة وهو الطنبرة، وتنتشر الطنبرة في بعض الولايات العمانية.
