أثير – الدكتور عارف الساعدي
لم أكن اتوقع بعد أن فاتحنا الصديق الشاعر عبدالله العريمي للمشاركة بلجنة تحكيم مسابقة أثير بعد هذا الانقطاع شبه الطويل عن المسابقات أقول لم أكن أتوقع أن تأتي قصائد ونصوص شعرية بمستوى عال من الجودة والإبداع، ذلك أن إدارة الجائزة حددت موضوعاً واحداً وهو الإنسانية، وعادة ما تأتي القصائد التي تكتب على ضوء مواضيع محددة سلفاً وكأنها قصائد مصنوعة صناعة وبهذا تفقد الكثير من روحها وفطرتها وانسيابها، لكن الذي حدث في هذه المسابقة هو خلاف طبيعة هذه الفكرة، فقد وردت قصائد محددة لغرض واحد ولكنها قصائد في غاية الإبداع والانفلات من الغرضية المحددة والدوران حولها برشاقة ماهرة، ذلك أن الشعراء الماهرين هم الذين يكتبون في غرض محدد إلا أنهم يخاتلون القاريء والمتلقي بذلك، فالنصوص الواضحة والمباشرة لا قيمة فنية لها، لهذا كان خيار اللجنة المحكمة خيارا صعبا، لكثرة النصوص الواردة والتي تعدت 400 قصيدة وفي الوقت نفسه روعة هذه النصوص وأهميتها، وهذا ما أوقعنا في أحيان كثيرة بالتردد والمراجعة والقراءة مرة ومرتين وأكثر وأكثر، لأن الحكم صعب جدا جدا ما بين نصوص عالية الجودة والتقنية، فضلا عن ذلك فإن جمالية هذه النصوص متنوعة من حيث الأداء، فقد اشتركت نصوص عمودية وهي أخذت حصة كبيرة من المشاركة ولكن هناك نصوص تفعيلة عديدة وقصائد نثر أيضا، بل ان تلك النصوص التفعيلة والنثر قد نافست بشراسة على المواقع الفائزة لا لشيء إلا لأهمية تلك النصوص، وكذلك علمنا فيما بعد بجودة أسماء كبيرة وراسخة في المشهد الشعري العربي قد اشتركت وهذا ما يعزز روح تلك المسابقة وثقة الأدباء بمؤسسة أثير بوصفها راعية لتلك الأنشطة المهمة.