أثير – مـحـمـد الـعـريـمـي
مغامر عُماني قاده حُب الاستكشاف والمغامرة لإطلاق حملة “النداء الأخير” التي تحمل العديد من الرسائل الرياضية والسياحية والبيئية، ولم يثنه عدم وجود الدعم الكبير عن تنفيذ الحملة، فكانت الإسهامات البسيطة من مشاريع الأصدقاء وتشجيعهم له؛ سببًا في أن تكون حملة “النداء الأخير” نداءً واقعيًا ومسموعًا.
“النداء الأخير” هي حملة تطوعية بجهود ذاتية، سيقوم من خلالها المغامر العُماني أنس بن مالك العبري وبرفقة صديقه فريدريك وهو مواطن ألماني بقيادة الدراجة الهوائية من أقصى محافظة ظفار إلى محافظة مسقط عن طريق الساحل الشرقي لسلطنة عُمان بمسافة تقارب الـ 1600 كم.
“أثير” تواصلت مع المغامر أنس وهو مهتم بالسياحة المحلية وبالطبيعة، للحديث عن حملة “النداء الأخير” وما فكرتها وأهدافها، حيث أوضح قائلًا: جاءت فكرة حملة “النداء الأخير” حبًا في استكشاف الساحل الشرقي لسلطنة عُمان واستكشافه بطريقة تملؤها المغامرات وتحمل العديد من الرسائل؛ الرياضية والسياحية والبيئية، فمن الجانب الرياضي هو تشجيع لاستخدام الدراجة الهوائية، ومن الجانب السياحي هو الترويج لمختلف المناطق العُمانية الجميلة التي تبدأ من أقصى محافظة ظفار غربًا حيث ولاية ضلكوت، مرورًا بالوسطى والشرقية وإلى محافظة مسقط.
وأضاف: أما الجانب البيئي فإن اسم الحملة “النداء الأخير” مشتق من نداء يرسله البلاستيك المُرمى على الشاطئ للبشرية بنداء ( أنقذوني ) ويُعنى بالنداء الأخير قبل دخول البلاستيك إلى المحيط، لذا فإن كل قطعة بلاستيك ترمى في الطبيعة عمدًا أو بغير عمد تُعدّ مضرة ومهلكة وتتسبب بالعديد من المشاكل البيئية والصحية، والبلاستيك المرمى مهلكة على كل البيئات بتنوعاتها: أكانت صحراوية أو جبلية أو بحرية، والأخيرة بالأخص؛ حيث تشكل المخلفات البلاستيكية الضرر الأكبر للمنظومة البيئية.
وفي سؤال لـ “أثير” عن مسار الرحلة، أوضح العبري: مسار الرحلة سيكون عبر الطريق البحري وتبدأ صباح يوم الثلاثاء من ضلكوت – رخيوت – صلالة – طاقة – مرباط – سدح – شليم – الجازر – الدقم – محوت – الجعالين – صور – قريات – مسقط، وتوجد احتمالية الدخول إلى مصيرة، وسوف تستغرق الرحلة حوالي 25 يومًا تقريبًا بمسافة ما يقارب 1600 كم، وستكون محطات التوقف في القرى المسكونة من قِبل الأهالي، وإن اضطررنا للقيادة لمسافة أطول بين القرى فستكون فترة الاستراحة في اليوم السابق لفترة أطول، ثم سنواصل استكمال الرحلة، ونحمل معنا عدة التخييم والأساسيات من الغذاء.
وأكد العبري بأن الاستعدادات كانت صعبة، مبينًا: لأن الرحلة مبنية على جهود ذاتية، وبعض الإسهامات البسيطة من قِبل مشاريع الشباب الذين رغبوا في إقامة هذه الرحلة رغم عدم الحصول على الدعم الكبير إلا أنهم شجعونا وقاموا بما يستطيعون به.
وأشار أنس العبري إلى أن صديقه في هذه الرحلة فريدريك وهو مواطن ألماني جاء إلى سلطنة عُمان بدراجة نارية عابرًا 14 دولة إلى أن وصل إليها، وأوقف دراجته النارية في مسقط وسيكمل رحلة “النداء الأخير” بالدراجة الهوائية، ثم سيكمل رحلته بالدراجة النارية وحلمه أن يصل إلى أفريقيا.
وحول “النداء الأخير” فقد أطلقت الكثير من المنظمات البيئية مؤخرًا صرخة تحت ما يسمى النداء الأخير (The Last Call) حيث ترسل الطبيعة ومنظومتها البيئية صرختها الأخيرة لإنقاذها وإنقاذ البشرية معها والتدخل لحماية البيئة البحرية كي لا تتفاقم وتكون نقطة الـ (لا) عودة وبداية النهاية للأحياء الطبيعية.
وفي ختام حديثه لـ “أثير“، قال العبري: إن نقل الصورة الجميلة عن سلطنة عُمان لدى الأجانب شيء إيجابي، فهم بدورهم يعكسون هذه الصورة في بلدانهم، ويجب أن ندرك أننا في سلطنة عُمان نمتلك ثروة جيولوجية جميلة تكاد لا تقارن بأي دولة أخرى من جمالها وتنوعها، فينبغي علينا الإسهام والسعي بما نستطيع للحفاظ على هذه البيئة، و”النداء الأخير” هي حملة منكم وإليكم وكلنا لهذا المكان.