التربوي الأردني عبد الكريم الطراونة يسترجع عبر “أثير” 30 سنة أمضاها في السلك التعليمي العُماني

التربوي الأردني عبد الكريم الطراونة يسترجع عبر “أثير” 30 سنة أمضاها في السلك التعليمي العُماني
التربوي الأردني عبد الكريم الطراونة يسترجع عبر “أثير” 30 سنة أمضاها في السلك التعليمي العُماني التربوي الأردني عبد الكريم الطراونة يسترجع عبر “أثير” 30 سنة أمضاها في السلك التعليمي العُماني

أثير- عبدالرزّاق الربيعي

في محافظة الكرك الواقعة جنوب الأردن، التقيت به، فشممتُ ضوع البُخور العماني، ولفت نظري اللبان، والمبخرة، والحلوى العمانيّة، والخنجر العماني، المعلّق على جدران غرفة استقبال الضيوف، والعصي المصنوعة من خشب العتم المحلّي العماني، المعروف بصلابته، ذات المقبض المعقوف، المزين بالفضّة العمانية، والنقوش، وكانت مدخلا لفتح صفحات ذاكرته المليئة بكثير من تفاصيل حميمة، حملها معه من السلطنة التي أقام فيها ثلاثين سنة، معلّما في مدرسة السلطان الخاصّة في السيب، ومؤسسات تربويّة أخرى، وظلت محفورة في وجدانه، قبل ذاكرته.

التربوي الأردني عبد الكريم الطراونة يسترجع عبر “أثير” 30 سنة أمضاها في السلك التعليمي العُماني
التربوي الأردني عبد الكريم الطراونة يسترجع عبر “أثير” 30 سنة أمضاها في السلك التعليمي العُماني التربوي الأردني عبد الكريم الطراونة يسترجع عبر “أثير” 30 سنة أمضاها في السلك التعليمي العُماني


التربوي الأردني عبد الكريم الطراونة يسترجع عبر “أثير” 30 سنة أمضاها في السلك التعليمي العُماني
التربوي الأردني عبد الكريم الطراونة يسترجع عبر “أثير” 30 سنة أمضاها في السلك التعليمي العُماني التربوي الأردني عبد الكريم الطراونة يسترجع عبر “أثير” 30 سنة أمضاها في السلك التعليمي العُماني


التربوي الأردني عبد الكريم الطراونة يسترجع عبر “أثير” 30 سنة أمضاها في السلك التعليمي العُماني
التربوي الأردني عبد الكريم الطراونة يسترجع عبر “أثير” 30 سنة أمضاها في السلك التعليمي العُماني التربوي الأردني عبد الكريم الطراونة يسترجع عبر “أثير” 30 سنة أمضاها في السلك التعليمي العُماني

بضعة أيام من أيلول وغادرت أرض الوطن مرة أخرى ولكن هذه المرة ليس للسعودية وإنما لبلد خليجي آخر. بلد لا أعرف عنه الكثير..( على جميع الركاب المسافرين على متن طيران الخليج رحلة رقم (لا لم أعد أذكر) والمتجهة إلى مسقط سرعة التوجه إلى بوابة رقم (غربة). والفرق كبير بين الشعور الذي كان يخالجني والواقع الذي كان ينتظرني. نعم الى مسقط في سلطنة عمان غادرت. لم تكن معلوماتي عنها تزيد عن التفاصيل القليلة التي كان يزودني بها كل صيف ابن عمي المخرج (محمد الطراونة) الذي سبقني للعمل في سلطنة عمان. كان يعمل مخرجاً في التلفزيون العماني آنذاك ووجوده مع عائلته في (مسقط) كان الشيء الوحيد المطمئن لي في بداية هذه الرحلة”
وحول شعوره عندما وطأت قدماه أرض السلطنة للمرّة الأولى قال الطراونة” أذكر جيداً أنني تفاجأت بدرجات الحرارة المرتفعة المصحوبة بالرطوبة عند وصولي ولكني تعلمت بعدها الاستمتاع بدفء المنطقة، والذي يعد التأقلم عليه أسهل بكثير من العيش لخمسة او ستة شهور تحت وطأة شتاء الأردن الجاف والقارس البرودة.
مرّ شهر، اثنان، ثلاثة، على عملي معلما في مدرسة السلطان الخاصة في السيب لم أشعر خلالها ولو للحظة إني في غربة. كل ما كان يخطر ببالي هو حمد الله مراراً وتكراراً أن قادتني الأقدار لتلك المقابلة ورزقت تلك الفرصة. مدرسة السلطان ليست مدرسة تقليدية فهي بكل صدق تتميز بكل شيء. قدمت لي سكناً آمناً وبيئة في غاية من الرقي. قدمت لمعلميها وقاطنيها خدمات بأعلى مستويات الجودة من كافة النواحي التي قد تهم أي فرد منا”
وعمّا علق في ذاكرته من عمله في المدرسة قال” كان انضمامي لها بمثابة نقلة نوعية لي من الجانب المهني والإجتماعي والمادي أيضاً. دَرّستُ فيها اللغة العربية لطلبة القسم الإعدادي والثانوي وأوكلت إليَّ مهمة المراقبة في القسم الداخلي الذي يتميز بأنه يضمّ الطلبة المتفوقين من ولايات السلطنة، حيث يكافؤون على جهودهم بمقاعد دراسية مدفوعة التكاليف كمنحة من قبل الديوان وسكن خاص بهم أيضاً يمكثون فيه خلال الأسبوع. كشابٍ يافعٍ لا أكبر بعضهم بكثير نسجت معهم علاقاتِ صحبة طيبة تجمع بين الحزم والجد كمعلم والمزاح والمشاكسة كصديق”
وحول كتابته للشعر في تلك السنوات قال ” في عُمان اكتشفت بعض المواهب التي لم أكن أعلم إنني أمتلكها أو لأكون منصفاً، لم تسنح لي الفرصة الشحيحة في وطني آنذاك أن أُدركها أو أنميها، فبرزت لدي موهبة نظم الشعر أو بالأحرى تبلورت. كيف لا ومكتبة المدرسة تفيض بأجمل وأثمن الكتب والمراجع، القصص والروايات، دواوين الشعر والمجلات المناسبة لمختلف المستويات العمرية ولكافة الاحتياجات والأذواق وبأكثر من لغة مما ساهم في إثرائي ثقافياً في شتى الميادين. حينها أدركت أن وجود الموهبة ليس وحده المهم. إنما المهم هو توفر الأدوات والمعطيات لصقل الموهبة فلكل منا ما يميزه ولو أُحيط أي منا بما يلزمه لتطوير مواهبه لبرع بكل تأكيد. اُخترت بعدها لأترأس القسم الأزرق في المدرسة من الناحية الرياضية والرعوية الذي كان يُرمز له بالصقر Hawks) والذي ينافس القسم (الأبيض والذي يرمز له بالمها Oryx ). ) وكمشجع ومرشد لهم مشيت وركضت أميالاً مع الطلبة وتسلقت ولعبت معهم لسنوات عدة”



التربوي الأردني عبد الكريم الطراونة يسترجع عبر “أثير” 30 سنة أمضاها في السلك التعليمي العُماني
التربوي الأردني عبد الكريم الطراونة يسترجع عبر “أثير” 30 سنة أمضاها في السلك التعليمي العُماني التربوي الأردني عبد الكريم الطراونة يسترجع عبر “أثير” 30 سنة أمضاها في السلك التعليمي العُماني










Your Page Title