أثير – مـحـمـد الـعـريـمـي
بعد أن قاده حُب الاستكشاف والمغامرة لإطلاق حملة “النداء الأخير” التي تحمل العديد من الرسائل الرياضية والسياحية والبيئية، أنهى المغامر العُماني أنس العبري حملة “النداء الاخير” من ضلكوت إلى مسقط على متن دراجة هوائية قاطعًا مسافة 1700 كم خلال 27 يوما.

“أثير” تواصلت مع المغامر أنس، حيث قال: لعل استضافتي لمختلف الرحالة في ولاية الحمراء في السنين الماضية والاستماع لمختلف تجاربهم حول العالم وبعض الرسائل المجتمعية التي يحملها البعض أوقدت داخلي شغف التجربة والتحدي، ووجود المغامر الألماني فريد ريك القادم لعمان بدراجته النارية وبعد قضاء أسابيع من التجارب بين الحمراء و مسقط ولدت فكرة تنفيذ الرحلة بالدراجة الهوائية من ضلكوت إلى مسقط بحسب خطة مقسمة لـ 25 يومًا وبمسافة 1700 كم.


وبيّن العبري: وصلنا صلالة بتاريخ 24 أغسطس ، لم أكن مستوعبًا بعد إن كان هذا حُلما أم حقيقة ، ثم بعد ذلك حافلة صغيرة تقل بعض العُمال وبعض المؤن كانت هي من نقلتنا إلى صرفيت حيث البداية، وبعد ذلك كان الجمال عنوان الحكاية ، بدأت الرحلة صباحًا من ضلكوت ثم رخيوت عبر جمال الخريف وروائح اللُبان و أصالة ظُفار وصولًا إلى صلالة بعد يومين ثم المواصلة لباقي ولايات ظُفار الساحلية الفاتنة بجمال شاطئي أخاذ، بلا شك فإن بعض العقبات والارتفاعات شكلت تحديًا كبيرًا، إلا أن الجمال بعدها كان هو المحفز للمواصلة.

وأكد العبري بأن فريدريك هو القادم من ألمانيا عبر دراجته والذي زار قبل ذلك مختلف البلدان أبدى دهشةً كبيرة لجمال الطريق الساحلي عبر ظُفار والوسطى، كذلك فإن مشهد الجمال على الشاطئ كان شيئا مذهلاً بالنسبة له، وتأثر الساحل الشرقي من عُمان بالرياح الموسمية كان له تأثير إيجابي في خفض درجة الحرارة و برودة الجو نسبيًا على طول الساحل وصولًا إلى رأس الحد.



وفي ختام حديث العبري لـ “أثير”، قال: كانت المدينة الصناعية الواعدة ” الدقم ” هي منتصف الرحلة إذ أقمنا فيها ليلتين، حيث كان شروق الشمس الذهبي في كُل صباح، هدير الأمواج، ضحكات الأطفال في القُرى، عزيمة البحارة والكثير، كانت عُنوانًا ليومٍ مختلف.


يُذكر أن “النداء الأخير” هي حملة تطوعية بجهود ذاتية، سيقوم من خلالها المغامر العُماني أنس بن مالك العبري وبرفقة صديقه فريدريك وهو مواطن ألماني بقيادة الدراجة الهوائية من أقصى محافظة ظفار إلى محافظة مسقط عن طريق الساحل الشرقي لسلطنة عُمان بمسافة 1700 كم.
وفي تواصل سابق لـ “أثير” مع أنس أوضح بأن فكرة حملة “النداء الأخير” جاءت حبًا في استكشاف الساحل الشرقي لسلطنة عُمان واستكشافه بطريقة تملؤها المغامرات وتحمل العديد من الرسائل؛ الرياضية والسياحية والبيئية، فمن الجانب الرياضي هو تشجيع لاستخدام الدراجة الهوائية، ومن الجانب السياحي هو الترويج لمختلف المناطق العُمانية الجميلة التي تبدأ من أقصى محافظة ظفار غربًا حيث ولاية ضلكوت، مرورًا بالوسطى والشرقية وإلى محافظة مسقط.
وأضاف: أما الجانب البيئي فإن اسم الحملة “النداء الأخير” مشتق من نداء يرسله البلاستيك المُرمى على الشاطئ للبشرية بنداء ( أنقذوني ) ويُعنى بالنداء الأخير قبل دخول البلاستيك إلى المحيط، لذا فإن كل قطعة بلاستيك ترمى في الطبيعة عمدًا أو بغير عمد تُعدّ مضرة ومهلكة وتتسبب بالعديد من المشاكل البيئية والصحية، والبلاستيك المرمى مهلكة على كل البيئات بتنوعاتها: أكانت صحراوية أو جبلية أو بحرية، والأخيرة بالأخص؛ حيث تشكل المخلفات البلاستيكية الضرر الأكبر للمنظومة البيئية.
وحول “النداء الأخير” فقد أطلقت الكثير من المنظمات البيئية مؤخرًا صرخة تحت ما يسمى النداء الأخير (The Last Call) حيث ترسل الطبيعة ومنظومتها البيئية صرختها الأخيرة لإنقاذها وإنقاذ البشرية معها والتدخل لحماية البيئة البحرية كي لا تتفاقم وتكون نقطة الـ (لا) عودة وبداية النهاية للأحياء الطبيعية.