أثير – ريـمـا الشـيخ
يوصي الكثير من الأطباء بالمسارعة إلى الاستشارة الطبية عند ملاحظة أعراض غير مألوفة مثل فقدان الشهية والوزن، اليرقان أو ارتفاع السكر في الدم، ومن شأن هذه الخطوة أن توقف تفاقم أمراض قد تكون خبيثة مثل سرطان البنكرياس.
فما هو سرطان البنكرياس، وماهي أعراضه وكيف يتم علاجه؟
يجيب عن هذه الاسئلة الدكتور عبدالله بن يحيى الفرعي، استشاري جراحة أورام الكبد والبنكرياس وقنوات المادة الصفراء بمركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان، خلال حديثه مع ”أثير“، الذي أوضح بأن البنكرياس هو غدة توجد خلف المعدة وتفرز هرمونات تساعد على تنظيم السكر بالجسم وتساعد على الهضم من خلال الإفراز المباشر في الدم أو عن طريق قناة البنكرياس المتصلة بالإثنى عشر مباشرة.
أثير
وأضاف: يعد سرطان البنكرياس أو سرطان البنكرياس القنوي الغدي أحد الأنواع غير الشائعة ولكنه عادة يتسم بالحدة، ويحدث بسبب خلل في تكاثر خلايا البنكرياس نتيجة لخلل جيني متوارث أو مكتسب والخلل الجيني المكتسب هو الأكثر شيوعا ويمثل 90% من الحالات، وبحسب تقرير وزارة الصحة العمانية الصادر في 2022 والخاص بعدد الإصابات بالسرطان خلال عام 2019 فقد ذكر بأنه تم تشخيص 36 حالة إصابة جديدة (17 في الرجال و19 في النساء)، والعدد في تزايد خلال ال 25 سنة الماضية على الأقل، وهو ما يشابه التزايد في عدد الإصابات بالسرطان بشكل عام عالميا.
وذكر الفرعي بأن الخلل الجيني المؤدي إلى سرطان البنكرياس في 10% من المرضى يكون وراثيًا من الآباء إلى الأبناء لكن في بقية الحالات يحدث هذا الخلل الجيني خلال حياة الإنسان، وأسبابه غير واضحة بشكل قطعي، ولكن توجد عوامل أظهرت الدراسات علاقتها بتشكل هذا النوع من السرطانات، ومن ضمن هذه العوامل: التدخين والسكري والتهاب البنكرياس المزمن والسمنة والشيخوخة. بالرغم من أن معظم الحالات تشخص من بعد عمر ال 65 إلا أن الجيد في الموضوع أن الكثير من هذه العوامل يمكن التحكم بها أو تغييرها.
وبالنسبة لأعراض سرطان البنكرياس، فأوضح الدكتور بأن بعضها قد يكون عاما ويشبه أعراض أمراض أخرى، وتتضمن الأعراض أحد أو بعض الأعراض الآتية:
الألم: غالبا يكون في منتصف أو أعلى البطن أو في الظهر ويمكن أن تزيد حدته مع الأكل. والألم يبدأ تدريجيا ثم يزداد حدة مع الوقت.
الألم
فقدان الشهية والوزن: يحدث فقدان الشهية إما بسبب المرض نفسه أو بسبب الألم الذي قد يؤثر على تقبل المريض للأكل. ونتيجة لفقدان الشهية وقلة الأكل يحدث فقدان الوزن.
فقدان الشهية والوزن
اليرقان: والمقصود به هو إصفرار الجلد والعينين وذلك بسبب ارتفاع المادة الصفراء في الجلد نتيجة لانسداد قناة المادة الصفراء القادمة من الكبد. ويصاحب هذا أيضا تغير في لون البول والخروج فيصبح البول داكنا والخروج فاتحا.
اليرقان
الإسهال: ويتسم هذا النوع من الإسهال بطبيعته الدهنية وذلك بسبب عدم هضم الدهون لقلة وصول عصارة البنكرياس إلى الأمعاء الدقيقة.
الإسهال
ارتفاع السكر في الدم: قد يظهر سرطان البنكرياس في بعض الأحيان من خلال ارتفاع نسبة السكر في الدم فيشخص المريض بداء السكري أو يحدث اختلال في قياسات السكر عند الأشخاص المصابين سابقا بالسكري.
ارتفاع السكر في الدم
أما بالنسبة للتشخيص، فقال الدكتور بأنه من الصعب اكتشاف سرطان البنكرياس في مراحله المبكرة، وذلك لتشابه بداية أعراضه مع أعراض أخرى لأسباب أكثر شيوعا، ويتم التشخيص عادة من خلال اكتمال الصورة عن طريق مختلف الفحوصات وتتضمن هذه الفحوصات ما يلي:
فحص الدم: يمكن لفحص الدم العثور على مادة تسمى علامة الورم وبالنسبة لسرطان البنكرياس، قد تشير المستويات المرتفعة من البروتين (CA 19-9) والذي تفرزه خلايا سرطان البنكرياس إلى وجود ورم في البنكرياس.
فحص الدم
الأشعة: وتتضمن بشكل رئيسي الأشعة المقطعية وذلك لقدرتها على فحص البنكرياس بالإضافة إلى فحص الجسم بشكل عام لأي آثار أو انتشار للمرض في أعضاء أخرى، وقد يضاف خلال فحوصات الأشعة أيضا، فحص أشعة الرنين المغناطيسي وفحص الأشعة المقطعية بالإصدار البوزيتروني.
الأشعة
المنظار: وهو عبارة عن أنبوب يتم إدخاله عن طريق الفم ومن ثم إلى المعدة والإثنى عشر، ويستخدم هذا المنظار لعمل أشعة فوق الصوتية ولأخذ خزعة من الورم ولإدخال دعامة في قناة المادة الصفراء إذا كانت مغلقة بسبب الورم، ويعمل هذا المنظار عادة تحت التخدير العام.
المنظار
وبسؤال لـ“أثير“ عن العوامل التي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، فأجاب الدكتور: الكثير من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة يمكن تفاديها أو التقليل منها مثل التدخين والسمنة والسكري والتهاب البنكرياس المزمن إذا كان لأسباب واضحة، وتفادي هذه العوامل والالتزام بنظام صحي متوازن يعني تفادي الكثير من المشاكل الصحية وليس الوضع محصورا على سرطان البنكرياس.
أثير
أما عن مضاعفات تقدم سرطان البنكرياس، فذكر: مع تقدم السرطان لمراحل أخرى قد تسوء الأعراض التي وجدت عند التشخيص وقد تظهر أعراض أخرى حسب العضو الذي انتشر إليه المرض ومن هذه الأعراض على سبيل المثال لا الحصر: انسداد في الأمعاء والتهابات متكررة وآلام حادة.
وفي ختام حديثه مع ”أثير“ قال الدكتور عبدالله بن يحيى الفرعي بأن علاج سرطان البنكرياس مثل العديد من علاجات الأورام يعتمد على تكاتف جهود أكثر من تخصص وقسم في المؤسسة الصحية وكمثال: قسم الأورام وقسم الجراحة والمناظير وقسم الأشعة والإشعاع وقسم التغذية وقسم العلاج الطبيعي وقسم العلاج التلطيفي وقسم العلاج النفسي.
أثير
وأضاف: يعتمد علاج سرطان البنكرياس أيضًا على موقعه في البنكرياس وارتباطه بالأوعية الدموية القريبة ومدى انتشاره وحالة المريض بشكل عام، ويمكن تقسيم أنواع العلاجات إلى ثلاثة أنواع:
1- العلاجات الموضعية: وهنا يقصد بشكل رئيسي الاستئصال الجراحي وهذا يكون للورم في مراحله الأولى بدون انتشار في الأعضاء الأخرى وبدون أو مع التصاقات محدودة مع الأوعية الدموية القريبة، وهذا الخيار قد يحاط بالعلاج الشامل (الكيماوي).
وفي هذه الفئة يأتي أيضا العلاج بالإشعاع وذلك لحالات محدودة أو كعلاج تلطيفي لتخفيف أعراض المرض.
العلاجات الموضعية
2- العلاجات الشاملة: وهنا يقصد بشكل رئيسي أيضا العلاج الكيماوي وهو يكون الخيار للأورام المنتشرة موضعيا أو في أعضاء أخرى أو كعلاج تكميلي من بعد الاستئصال، وبشكل محدود يمكن أن يستخدم العلاج المناعي كعلاج شامل لسرطان البنكرياس في بعض الحالات.
العلاجات الشاملة:
3- العلاجات التلطيفية: وهي أي علاج يستخدم كتلطيف أو تخفيف للمرض أو أعراضه في مراحله المتقدمة.
العلاجات التلطيفية