أخبار

موسى الفرعي يكتب: الحق هدف الدبلوماسية العمانية

Atheer - أثير
Atheer - أثير Atheer - أثير

أثير – موسى الفرعي

لم تحد عُمان عن مساراتها السياسية، لأنها أسست على أسس أخلاقية وإنسانية عالية وأدخلت المسار السياسي في سياقها، لذلك أصبحت مثالاً على المبادئ والقيم الثابتة بصفتها نورًا يضيء درب الدبلوماسية، فلا تتساقط الأمم وتنهار أركانها إلا بإهمال تلك المبادئ والقيم.

أثبتت التجارب في التاريخ السياسي الحديث أن خصائص ما تؤمن به عُمان وتعمل به من أكمل المبادئ، وحققت من المنافع ما له شواهد كثيرة ليس على المستوى الإقليمي بل والدولي أيضا، وما علو وتحضر الأمة العُمانية إلا نتائج طبيعية لتلك القيم الخالدة، إذ لم تتأثر بعواطف أو مصالح، بل تعمل بمقياس الحق الذي تعرف به الأمور، فلا هو متذبذب قابل للتغير والزحزحة ولا هو متصلب حد العصبية.

وها نحن نقرأ خبر توقيع معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية ووزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي اتفاقية إنشاء لجنة للتشاور والتعاون الثنائي بين حكومتي البلدين، والتأكيد على موقف سلطنة عُمان الثابت في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، خلال استقبال الرئيس الفلسطيني لمعالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، وهو الأمر الذي تقف عليه سلطنة عُمان منذ البدء ولم يتراجع أو يتزحزح، ولم تؤثر عليه المصالح والأهواء، وهو الموقف الذي اتسم بالشجاعة كما وصفه رياض المالكي، الشجاعة التي اعتادت عُمان أن تكون عليها وتتصف بها، فإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية أمر لا يقبل المساومة.

لن تحجم عُمان عن دعم حق الشعب الفلسطيني بأي صورة من الصور وتحت الأضواء، ففي ذلك دليل على الصدق والإخلاص للقضية الفلسطينية الشريفة، هذه عُمان الصادقة المبادئ والمخلصة لقيمها، والغيورة على الحق أنّى كان، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يُعد صدفة أو عبوراً متغيراً، فثبات الدبلوماسية العُمانية تجلى في قضايا كثيرة خليجية وإقليمية ودولية، الأمر الذي جعل من الحق هدفها وأسمى الواجبات التي ينبغي أن تتحلى بها الدول وتمتلئ بها الحقائب الدبلوماسية.

Your Page Title