أثير – موسى الفرعي
ما أكثر العابرين بتواريخنا الشخصية، وما أقل أولئك الذين يملكون القدرة على البقاء محفورين بعمق في الذاكرة، ومن القلة الكرام سعادة عبدالله بن سعود العنزي سفير المملكة العربية السعودية المعتمد -سابقا- لدى سلطنة عمان، هذا الرجل الممتلئ بالإنسانية، والذي أعده شخصيًا نموذجًا للعمل الدبلوماسي الناجح، والحاد الذكاء اجتماعيًا، فقد عرفت سعادته إنسانًا يتمتع بتواضع جم وكرم سمح وبديهة حاضرة.
واليوم إذ نودعه ليباشر عمله الدبلوماسي كسفير لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإننا نرجو له النجاح الدائم والمتوقع من إنسان مثله، تاركا خلفه على هذه الأرض الطيبة إرثًا كبيرًا من العلاقات الإنسانية في قلوب العمانيين ممن عرفوه، ربما لأني عرفته عن قرب أدركت فيه الخير والإنسانيات المكونة له كإنسان ودبلوماسي، ذلك الخير الذي يشبه الضوء المؤلف لصفاته العديدة والجامع لها، قد تُباعد الجغرافيا بينه ومحبيه غير أن ارتباطه الروحي سيظل حاضرا أبدا، لذا كان لابد للكلمات أن تتشكل لتؤلف كلمة حق وعبارة شكر لائقة به وبحضوره الفارق كإنسان في حياة من عرفوه اجتماعيًا وفي السلك الدبلوماسي أيضًا، فشكرًا سعادة عبدالله بن سعود العنزي على كل ما كان وما هو كائن، ولن يكون هذا توديعا بل أعده إعلانًا للقاءات مقبلة بإذن الله.