أثير – جميلة العبرية
سؤال كثيرا ما يتكرر عن إمكانية ممارسة الأنشطة الرياضية من قبل الأطفال المصابين بأمراض القلب، وهو سؤال جوهري ومهم للغاية؛ لأن الأطفال بطبيعتهم يمارسون الأنشطة الرياضة المختلفة لما لها من أثر على صحتهم الجسدية والنفسية.
ولأهمية هذا الأمر، تواصلت “أثير” مع الدكتور هلال بن ناصر الريامي استشاري أمراض قلب أطفال بمستشفى جامعة السلطان قابوس، الذي أوضح بأن الدراسات توصي بضرورة ممارسة الأطفال المصابين بأمراض القلب للأنشطة الرياضية، بعد أخذ إذن الطبيب المعالج؛ لأن هناك الكثير من الأنشطة الرياضية المفيدة التي يمكن ممارستها بصورة مستمرة.
وأشار الدكتور إلى بعض الحالات التي ينبغي لها تجنب ممارسة الرياضة مثل أمراض اعتلال عضلة القلب التضخمي أو توسع عضلة القلب، حيث ينصح المصابون بها بممارسة أنشطة رياضية خفيفة.
وأضاف: يُنصح كذلك بتجنب الرياضة بعد إجراء العمليات الجراحية والقسطرة لفترة مؤقتة يحددها الطبيب المختص. كما ينصح بممارسة الرياضة بحذر وتجنب أنواع معينة من الرياضة عند الأطفال المصابين بمشاكل واعتلال في كهرباء القلب إلى حين التحكم بالمرض.
وذكر الدكتور بأن معوقات ممارسة الرياضة في سلطنة عُمان هي المفاهيم الخاطئة خصوصا في المدارس، حيث يتم منع الطلاب المصابين بأمراض القلب من ممارسة الرياضة، ويصل بالبعض إلى منعهم من حضور الطابور الصباحي وغيرها من الأنشطة المدرسية، دون التأكد من الأطباء حول إمكانية ذلك؛ وهذا يؤدي إلى نتائج سلبية كثيرة على صحة الطفل الجسدية والنفسية.
وأضاف: يشعر بعض أولياء الأمور بالخوف من إصابة طفلهم بمكروه أثناء الرياضة، وهذا غير صحيح بل على عكس ذلك، حيث تشجع هذه الأنشطة على تحفيز نفسية الطفل وتحافظ على لياقته وتقيه من السمنة وأمراض ارتفاع الكوليسترول.
وأردف: من هنا كانت التوصيات من قبل جمعيات القلب العالمية بضرورة ممارسة الرياضة في أغلب أمراض القلب البسيطة، أما الحالات المعقدة فينبغي الحرص دون المنع التام، وفي كل الأحوال لابد من أخذ نصيحة الطبيب قبل المنع أو السماح بممارسة الأنشطة الرياضية.
وضرب الدكتور مثالًا على ذلك قائلًا: تبين الكثير من الدراسات الحديثة أن الأطفال المصابين بمرض البطين الواحد وهو من أكثر أمراض القلب تعقيدًا وخطورة أن ممارسة الرياضة تساعد في الوقاية من الموت المفاجئ، إذا ما كانت الرياضة مناسبة وغير تنافسية.
وعن العلامات التي ينبغي للطفل التوقف عندها عن ممارسة الرياضة واستشارة الطبيب المختص، أوضح الدكتور بأن ذلك يكون عند حدوث أعراض مثل ألم الصدر الشديد أو الإرهاق أو الإغماء أو الازرقاق أو الخفقان أو الدوخة، وعليه يتوجب التوقف عنها وفحص الطفل بغض النظر عن وجود أمراض القلب من عدمها.
وفي الختام أكد الدكتور هلال الريامي أهمية ممارسة الرياضة من قبل الأطفال والبالغين بشكل منتظم، بغض النظر عن الأمراض والمشاكل الصحية التي يعانيها وذلك بعد استشارة الأطباء المتخصصين.