أثير – ريـمـا الشـيخ
عرفت منذُ القدم بفوائدها واستخداماتها العديدة، مثل العلاج الطبي والإضافة المميزة للطعام، وهي من أول الاشجار التي نبتت بالصحراء، ولها عدة مسميات، منها: نبات الخزامي الصحراوي، أو شجرة السوسن أو التيتارك.
نتحدث هنا عن شجرة المرخ الناري أو شجرة النار، وهي شجيرة معمرة من الفصيلة الدفلية، تنتشر في السهول والأودية والأراضي الرملية، وقد سميت بهذا الاسم بسبب استخدام أغصانها في عمل زناد القدح لإشعال النار؛ حيث يتكون القدح من قطعتين إحداهما من شجر المرخ ويسمى الزناد والأخرى وهي قاعدة القدح من العفار وتسمى الزنادة.
حول هذه الشجرة، قال يوسف بن سليمان القرشوبي، متخصص في التداوي بالأعشاب الطبيعية والحجامة، وباحث في النباتات والأشجار العمانية، في حديث مع “أثير”: شجر المرخ بلا شوك، والأوراق نادرة الوجود بها، وإن وجدت فهي تظهر على شكل بقلة على السيقان حديثة النمو، وتنزل جذور المرخ تقريبًا 12 مترًا في الأرض، وهذا أحد الأسباب التي تجعلها قادرة على العيش في المناخ الصحراوي، وتتفرع أغصانها بالقرب من سطح الأرض، فهي تعد مكانا مفضلا لبعض الطيور التي تضع بيضها على الأرض.
وأشار إلى أن ارتفاع شجر المرخ يصل إلى ٣ أمتار، وبذورها بيضاوية الشكل ذات لون أسود، لها شعيرات حريرية تمكنها من الانتشار إلى أماكن بعيدة، وتوجد بذورها داخل ثمرة مخروطية الشكل، تشبه في شكلها القرون، وبعد تفتح الثمار تتطاير البذور، ولجمع البذور يجب أخذها في بداية تفتح الثمار. وكانت هذه الشجرة تُزرع على حدود الأراضي. كما تزرع لتثبيت الرمال في الصحراء لقوة جذورها وعمقها في الأرض.
وذكر أيضا: شجيرة المرخ تزهر من شهر نوفمبر حتى شهر يونيو من كل عام، وتكون أزهارها على شكل نجمة صفراء اللون وتتميز بطيب رائحتها، أما ثمارها فهي عبارة عن فاكهة أسطوانية ومتدرجة، تحتوي على بعض البذور البنية أو السوداء المغطاة بألياف ناعمة تشبه الصوف الأبيض، وتخرج من المرخ مادة صمغية مرة وقابضة، تستخدم قديما لعلاج الجروح والحروق.
وقال القرشوبي بأن أغصان شجرة النار طرية وتستخدم في طهي اللحم في الأكلات الشعبية، وذلك عن طريق وضعها بين طبقاته لإعطاء الطعم المميز واللذيذ، وكان يصنع من عودها الأقلام، لأنها مجوفة من الداخل، وتستخدم أغصانها مسواكًا للأسنان.
يذكر أن هناك قرية صغيرة تسمى المريخة في ولاية الرستاق (الحوقين) على طريق حاجر بني عمر والحيملي بسبب كثرة أشجار المرخ بها.