أثير- مكتب أثير في تونس
نصّ: محمد الهادي الجزيري
فُجعت الساحة العُمانية والعربية صبيحة هذا اليوم الأربعاء 26 / 07 / 2023م بخبر مؤلم ينعى وفاة الشاعرة المتميزة هلالة الحمدانية وهي في أوج نشاطها وقمة عطائها ..وليس في وسعنا إلا الترحم عليها ..وترديد ما قاله الأجداد : هم السابقون ونحن اللاحقون ..، تلك هي الحياة ..وذاك قدر هذه المبدعة الشابة والكبيرة في آن نفسه ..، ما في وسعنا سوى الإشارة إلى إنجازاتها وكتاباتها الشعرية ومشاركاتها في سلطنة عُمان وخارج حدود الوطن ..
ولدت الفقيدة في عام 1990 أي تبلغ من العمر 32 عامًا، ونشأت في بيئة شعرية، حيث كان والدها يكتب الشعر بشقيه الفصيح والنبطي، وتأثرت الحمدانية بشكل كبير بالشعر الفصيح ..، وتعد إحدى الشاعرات العمانيات البارزات، حيث كانت تتميز بأسلوبها الشعري الجذاب والذي يعبر عن الثقافة العمانية والحياة اليومية للناس في سلطنة عمان.
وقد حققت شهرة واسعة في العالم العربي بعد مشاركتها في برنامج شاعر المليون، وظهرت في العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية.
يقول موقع ” المنتدى ” عنها ويردفها بأسطر شعرية لها :
الشاعرة المليونية العذبة [ هلالة الحمداني ] العمانية التي عانقت الشاطئ والنخيل تنثر الشعر بالنكهة العمانية وبإبداع غير مستغرب قصيدة لا تقبل إلا الحفظ والتميز … فمرحبا بها وبالشعر…
كن الزمن كابوس وأنفاسي عذاب
وكن الليالي قوس وفراقك نبل
وكن الخدود القاع وعيوني سحاب
وكن الجفن مرزاب ودموعي وبل
وكن الظروف سهول والملقى سراب
وكن الضلوع مراح وهمومي إبل
أنا سهرتك والعنا ليل العتاب
ترنيمة الخلان ماصول وطبل
يا هل ترى إلى متى هذا الغياب
تقطعت بي عن مواصلك السبل
ما للغلا بعدك مع العالم حساب
يا أطهر علاقات الغلا بعد وقبل
يا مسند الإيضاح جليت الضباب
حبل وصلني في غلاك أغلى حبل
وهذا ما أراده الله وقضى به .. ولا اعتراض عليه ..، فقد فارقتنا الشاعرة بعد تعرضها لجلطة، عقب ثلاثة أيام فقط من وضعها مولودا جديدا..، علما بأنّها هي أوّل شاعرة خليجية تشارك في مسابقة “شاعر المليون” بنسختها الثانية عام 2007 وتحولت لاحقا إلى تقديم البرامج الإذاعية..، ومن جملة ما يتداوله الناشطون حولها ، “حينما سئلت عن صفاتها الحسنة، إذ قالت: والله دائما نقول نحن لا نزكي أنفسنا، ربما تميزت بأشياء يشوفها المتابع، لكن ما أقدر أقول أني تميزت بشيء معين، أحاول أن أكون كما أنا..”
فوالله إنّ الخبر فاجع ورهيب ..، فالموت اختارها وهي شابة ومقبلة على الحياة ..، وإنّنا في “أثير” نعزي أنفسنا وكلّ الأهل والأحباب والقراء ..ونقول :
إنّا لله وإنّا إليه راجعون