أبجد

عيون عراقية.. للشاعر عبدالله الشوربجي

Atheer - أثير
Atheer - أثير Atheer - أثير

عيون عراقية

عبدالله الشوربجي مصر

عبدالله الشوربجي

مصر

 

 عيناكِ ..

في عينيكِ ما يكفي لتعْرفَني الحياة ْ

إني أعوذ ُبسرِّها ..

 قبل الدخول ِإلى الصلاة ْ

بدموع فاطمةٍ ملأتِ العينَ ..

فاحترفي البكاءْ

بدموعنا شجرُ الحقيقةِ

سوف يثمرُ أنبياءْ

” ع ” عرفتكِ

” رب ” أحلامي

وفاتحة الكتابْ

فاستنسخي مليون سَعْـد

ربما ترضى السَّماءْ …

عيناكِ ناقة ُربِّنا

ظهرتْ لصالح في ثمودْ

إني أرى الحَجَّـاجَ ..

 يعرضُها بأسواق العبيدْ

عيناكِ تعرفُ وحدها

 أحزانَ دجلة والفراتْ

سُئلتْ عن الصبر الجميل ..

عن الجمال ..

عن الحياة ْ

سألتْ عن الحبِّ العراق

وكيفَ فارقَ

كيفَ غابْ

حملتْ إليه قميصَ يوسفَ

إنما يعقوبُ ماتْ …

عيناكِ تعرفُ أن تصبَّ الزيتَ ..

في قنديل بابلْ

كصلاةِ رابعةٍ بجوفِ الليل

خضَّرت السنابلْ

مازلتُ مهموما بعينكِ

مثل كلِّ العاشقينْ

 إني أراها قِبْـلة ..

وفريضة في كلِّ دينْ

لكنني فتشتُ عنها ..

أرهقتـْني غربتي

ووجدتُ في عينيكِ يا امرأتي

مخيَّمَ لاجئينْ …

عيناكِ تشربُ قهوتي حُزنا ..

بسجن أبي العلاءْ

أشتاقها

 تشتاقني

وجميعُ عمري كربلاءْ

والسَّبتُ في عينيكِ مهمومٌ

بميلادِ الأحدْ

والدمعُ في عينيكِ يصرخُ

قلْ هوَ الله أحدْ

صدقتها ..

ماصدَّقتني مرة ً

صرختْ أنا طهرتُ بيتي للصلاة

 وما أتى أبدا أحدْ …

 عيناكِ تكتبني

 كأروع ما يكونُ من القصائدْ

إني مسيحُكِ عائدٌ ..

 مهما يطولُ البعدُ عائدْ

عيناك ..

 أعرفُ

 لم تزلْ ترنو ليونس نينوى

 وتضمُّ إبراهيمَ وسْط النار

 تصرخُ ما غوى

والناسُ صاروا في بلادي

كلهم أصحابُ كهفْ

ناموا فلمْ يستيقظوا

والكهفُ يرفضُ ما حوى …

 عيناكِ تعرفُ وحدها

 أسرارَ زرقاء اليمامة ْ

الآنَ أقرأ حزنها

فكليبُ نامَ إلى القيامة ْ

اليومَ خمرٌ ..

 إنما عيناكِ أمرٌ يا صبية ْ

لا يستوي الحزنان ..

 فابتكري لحزنكِ بندقية ْ

وتجاهلي دعوى أبي جهل ٍ

دعيهِ لجهلهِ

عيناكِ حينَ رأيتها

 سرُّ الشهادة في سُميَّـة ْ …

عيناكِ تعرفُ

أن رأسَ اللاتِ مرفوعٌ بعُـزَّى

لا تعبئي بالنار ..

 هزي جذعَ إبراهيمَ هـزا

لا تحسبيني رائعا جدا

فلستُ كما يليقْ

فأنا ابنُ كل سقوطكِ العصريِّ ..

من هَـمٍّ لضيقْ

فمتى سنكتبُ يا حبيبة

سِفرَ تكوين ٍ جديدْ

ومتى نصلي في قريظة

مَن سيختصرُ الطريقْ ! …

عيناكِ مُـلقاة ٌ ببحر

 لا يسيرُ لآسيَة ْ

أرجوكِ قولي

هلْ أتاكِ إذنْ حديثُ الغاشيَة ْ ؟

 عيناكِ ..

 أوَّلُ مَنْ يدافعُ عن نبيٍّ في أحُدْ

والآن تمشي وحدها

في جيدها حبْـلٌ مسَدْ

يبقى أبوجهل / أميَّة بيننا

فتحمَّـلي الصخرَ العظيمَ

ورددي أحَدٌ أحَدْ …

عيناكِ تبكي وحدها

بين الدخول فحومل ِ

إني الأخيرُ زمانه ُ

ولديكِ وحدكِ أوَّلي

 للآن لمْ تستيقظي

والديك ُ أذنَ منذ عامْ

حتى أبوبكر يؤذنُ في الخيول

لكيْ تنامْ

إني أحبكِ

هل ترى عيناكِ حُزني كلهُ

أم أنها ليستْ ترى وطنا ..

مصابا بالزكامْ ! …

عيناكِ في الإخلاص ِ

تعرفُ ما يليقُ بعابديْن

ضلا ..

فقالا قل أعوذ لمرةٍ ..

 أو مرَّتين

والعصر ما خانتْ عيونكِ مرةً..

 أو خُـنتها

 لكنني المخمورُ في ضعفي ..

فما عانقتها

 لم أرتكبْ حتى الدعاء

فلستُ عبدالمطلبْ

 خمسون فيلا يزحفون لكعبتي

 فهدمتها …

عيناكِ في بغداد

 لما زلزلتْ زلزالها

 شرُّ البريةِ أعدموا المنصورَ

مَنْ يبقى لها ؟

 والعادياتُ تجنسَت ْ

هيَ لن تعودَ الآن ضبحا

والمورياتُ استؤنست ْ

لا تحسبيها اليوم َ قدْحا

سألتْ عيونكِ

أين خالدُ والمثنى بيننا ؟

 أين المغيراتُ

التي كانت تثيرُ النقعَ صُبحا ؟ …

 عيناكِ تقرأ ورْدَ بغداد

الذي سرقوه منكِ

والتين والزيتون

 أمسحُ دمعة التاريخ عنكِ

 عبسَ النبيُّ بكربلاء

تذكري ..

فحسينُ مات ْ

والنازعاتُ

 الناشطاتُ

السَّابحاتُ

السَّابقاتُ

السائلاتُ دموعَ عينكِ

عـَـمَّ …

مّن قتلَ الحسين ؟

والمرسَلاتُ

العاصِفات ُ

الناشرات ُ

الفارقات ْ

 عيناكِ تنظرُ وحدها

يوما عبوسا قمطريرا !

أم أنَّ عيسى لن تجيءَ له القيامة ُ أو يثورا ؟

لي أن ألومَـكِ ..

أن أعاتبَ فيكِ صبرَ الطيبين ْ

لي أن أظلَّ مغامرا

ومراهقا في كلِّ حين ْ

لي أن أكذبَ فيكِ إبليسَ

الذي سرق الضفائرْ

لو قالَ لي :

” إني أخافُ الله رب العالمين ”

عيناكِ لي

 فبأيَّ آلاء العراق تكذبان ؟

وله الجواري المنشآتُ

فما لها لا تجريان ؟

متأرجحا في حبل مِشنقتي إذن ْ

سكتَ الكليمْ

أنا صاحبُ الحوتِ انتهيتُ مغاضبا

وأنا كظيمْ

فمتى ستلقيني البحورُ لشاطئ ٍ ..

 ألقاكِ فيه ْ

ومتى أضمُّ عروستي ؟

 ” والله ذو الفضل العظيمْ “

 

____________________

Your Page Title