رصد - أثير
جنّد الاحتلال الإسرائيلي طالبي لجوء أفارقة للقتال في قطاع غزة، مقابل وعود بالحصول على إقامة دائمة.
وقالت صحيفة هآرتس العبرية في تقرير نقلته وكالة الأناضول، إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تستخدم طالبي اللجوء من إفريقيا في المجهود الحربي في قطاع غزة، وتخاطر بحياتهم، وفي المقابل تقدم لهم المساعدة في الحصول على وضع مقيم دائم في إسرائيل (أقل من الجنسية)“، غير أن هذه الطريقة التي تتم بمشورة قانونية، لم يتم خلالها مناقشة الجانب القيمي لتجنيد طالبي اللجوء“، كما لم يتم منحهم أي وضع لإقامتهم مقابل المشاركة الحربية.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه ”في هجوم 7 أكتوبر، قُتل 3 من طالبي اللجوء الأفارقة، وبعد ذلك كان هناك طلبات تطوع في الجيش الإسرائيلي، وأدركت حينها المؤسسة الأمنية الاستفادة من ذلك، واستعانت بهم للمشاركة في عدة عمليات خلال الحرب على غزة، بما في ذلك تلك التي حظيت باهتمام إعلامي، على حد قول الصحيفة.
وعلى الرغم من اعتراض بعض القادة بالجيش الإسرائيلي ما اعتبروه استغلالا للفارين من الحروب في بلدانهم، فإن تلك الاعتراضات تم إسكاتها.
وكانت وزارة الخارجية بجنوب إفريقيا قد عبرت في ديسمبر الماضي عن قلقها إزاء تقارير تفيد إنضمام -أو التفكير في إنضمام - بعض مواطنيها والمقيمين الدائمين إلى قوات الدفاع الإسرائيلية في الحرب بغزة، وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة الأخرى“، محذرة أن هذا الإجراء قد يساهم في انتهاك القانون الدولي وارتكاب المزيد من الجرائم الدولية، مما يجعلهم عرضة للمحاكمة في جنوب إفريقيا“.
وذكرت الأناضول بأنه يعيش في إسرائيل قرابة 30 ألف طالب لجوء من إفريقيا، معظمهم من الشباب، ونحو 3500 منهم سودانيون يتمتعون بوضع مؤقت حصلوا عليه في ظل عدم صدور قرار بشأن طلبات لجوئهم.
وفي بيان متصل نقلته الأناضول، اعتبرت حركة حماس تجنيد الجيش الإسرائيلي طالبي اللجوء الأفارقة ضمن صفوفه للقتال في قطاع غزة محاولة لتعويض النزف الكبير في عناصره.
وكان ”أبوعبيدة“ متحدث كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، رجح في تصريح سابق استعانة الجيش الإسرائيلي ”بمرتزقة في عدوانه على قطاع غزة“، مستدلا بالفارق بين عدد القتلى الذين يسقطون في القتال، وما يعلنه الجيش الإسرائيلي.
ونقلا عن الأناضول، فإن جيش الاحتلال استعان أيضا بمرتزقة من الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا وأوكرانيا والعشرات من دول العالم، وفق تقارير غربية، ما أدى إلى ارتفاع أصوات الإدانات بسبب حجم الجرائم المرتكبة في غزة مقارنة بأي حرب سابقة.
ومتجاوزة كل المعايير والقوانين والتحذيرات الدولية، تواصل إسرائيل حملات الإبادة الجماعية في غزة، والتي شارفت على إتمام عامها الأول، وذكرت الأناضول بأن الحرب خلفت أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا وكارثة إنسانية غير مسبوقة، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
المصدر: الأناضول