أثير - ريما الشيخ
في كل مجتمع، تظهر قصص تُلهم الآخرين وتُجسد معاني الإرادة والطموح، قصص لأفراد تجاوزوا الصعاب وحققوا التميز. ومن بين هذه القصص الملهمة، تبرز حكاية شاب عُماني حول إعاقته الحركية إلى حافز للتميز، ليؤكد للعالم أن التحديات ليست سوى فرص تُصقل الإرادة وتدفع نحو النجاح.
الإعاقة لم تثنه عن الطموح
محمد بن هاشل بن سالم الحسني، شاب عُماني يبلغ من العمر 28 عامًا، يُعد نموذجًا حيًا للإصرار والطموح. طالب بكالوريوس في إدارة الأعمال بكلية الخليج، يؤكد من خلال إنجازاته اليومية أن العزيمة الصلبة قادرة على تجاوز كل العقبات.
يتحدث محمد عن إعاقته الحركية بثقة وإصرار، مؤكدًا أنها لم تؤثر على رؤيته للحياة أو تطلعاته. بل كانت قوة دفع لتحقيق النجاح، حيث يقول: “الإعاقة ليست عائقًا، بل فرصة لتطوير النفس وتحقيق الأهداف. العزيمة هي المفتاح، وليست الظروف.”
إنجازات تعكس الإصرار والعزيمة
حقق محمد العديد من الإنجازات، أبرزها حصوله على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال من كلية الخليج، بعد سنوات من التحديات الأكاديمية والعملية.
إلى جانب ذلك، يُعتبر محمد ناشطًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يوثق الأنشطة والفعاليات التي يشارك فيها، إضافة إلى شغفه بالسفر والرحلات، مما يعكس تفاؤله وشغفه بالحياة.
دعم العائلة والأصدقاء: سر النجاح
يشيد محمد بالدور الكبير الذي لعبته عائلته وأصدقاؤه في دعمه. يقول بفخر وامتنان: “عائلتي وأصدقائي كانوا السند الحقيقي في تجاوز الصعاب، ودعمهم المستمر كان له أثر كبير في تحقيق نجاحاتي.”
رسالة ملهمة للمجتمع
يوجه محمد رسالة قوية إلى المجتمع، حيث يؤكد أن الإعاقة ليست نهاية الطريق، بل فرصة للنمو وتحقيق الطموحات. يقول: “الإعاقة ليست عائقًا لتحقيق الأهداف، بل فرصة لتطوير الذات بعزم وإصرار. أتمنى أن يُعيد المجتمع النظر في مفهوم الإعاقة، ويدرك أن الأشخاص ذوي الإعاقة قادرون على الإنجاز والإبداع.”
الدعم المجتمعي: بين الواقع والمأمول
يشير محمد إلى أن الدعم المقدم للأشخاص ذوي الإعاقة في السلطنة بحاجة إلى مزيد من التطوير. يقول: “الدعم الحالي لا يلبي احتياجات هذه الفئة بشكل كافٍ. أتمنى رؤية مبادرات أكبر وبرامج تدريبية تُساعد ذوي الإعاقة على تحقيق طموحاتهم وفق إمكاناتهم.”
الطموح نحو العالمية
لا يتوقف طموح محمد عند إنجازاته الحالية. حلمه الأكبر هو تحقيق بطولة البوتشيا على المستوى العالمي، وهي رياضة بارالمبية مخصصة لذوي الإعاقة الحركية الشديدة. يقول محمد: “أعمل على تطوير مهاراتي من خلال التدريب المستمر والمشاركة في المسابقات المحلية. الطموح يحتاج إلى تخطيط وإصرار، وأنا أسعى لذلك.”
القراءة: شغف يرافق الطموح
بعيدًا عن طموحاته الأكاديمية والرياضية، يجد محمد شغفًا خاصًا في قراءة الروايات. يصف القراءة بأنها وسيلة للاسترخاء وتنمية الذات. يقول: “الروايات تأخذني إلى عوالم مختلفة، وتمنحني فرصة للتأمل والتعلم.”
نصيحة للشباب
من واقع تجربته الشخصية، يقدم محمد نصيحته للشباب الذين يواجهون تحديات مشابهة: “أؤمن بأن من يملك العزم والإصرار، ومن يتوكل على الله، يمكنه تحقيق كل ما يصبو إليه. التحديات موجودة، لكنها لا تعني التوقف عن السعي.”