رصد-أثير
يُعدّ المدح وعبارات المجاملة من أكثر السلوكيات شيوعا في التفاعلات الاجتماعية، فهي تعبّر عن التقدير الإيجابي للأشخاص، ومع ذلك يجد البعض صعوبة في تقبُّل المديح، بل قد يثير لديهم مشاعر متناقضة أو غير مريحة.

هنا 4 أسباب لهذا الشعور:
- تدني الصورة الذاتية والثقة بالنفس
كشفت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون انخفاض تقدير الذات يواجهون صعوبة في تقبُّل المجاملات والإطراء، ويرجع ذلك إلى أنهم يرون أنفسهم غير جديرين أو يعانون شعورا دائما بعدم الكفاءة، لذلا يجدون صعوبة في تصديق الكلمات الإيجابية التي تُقال عنهم.
- لديك رأي آخر
هناك سبب آخر يجعل المجاملات تُشعرك بعدم الارتياح وهو أن الكلمات التي تسمعها لا تتوافق مع الصورة التي ترى بها نفسك، وهو ما يُعرف باسم التنافر المعرفي، فمثلا إذا كنت لا ترى نفسك شخصا ذكيا وكفؤا في مهنتك، فقد يؤدي سماع كلمات إطراء من أحد زملائك حول مدى براعتك في وظيفتك إلى إحداث حالة من الذعر في نفسك، وتتساءل عما إذا كنت تفتقر إلى البصيرة أو أن الشخص الآخر يفتقر إلى الحكمة والمصداقية.

- القلق من تطلعات الآخرين
المجاملة التي توحي للبعض بأنه من المتوقع منهم التفوق أو تحقيق النجاح قد تسبب لهم حالة من الهلع والضغط النفسي الشديد. مثلا، إذا قال لك رئيسك في العمل “لقد اخترتك للمشروع لأنك تلتزم دائما بالمواعيد النهائية”، فقد تكون هذه الكلمات اللطيفة مرعبة للغاية. كذلك عندما تشعر أن الآخرين يحترمونك، فقد يتسلل الشك الذاتي ويسبب لك القلق، وقد تعتقد أن الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن تُخيب آمالهم.
- مفهوم التواضع والحرج الاجتماعي
بالنسبة لعديد من الناس، مجرد قول كلمة “شكرا لك” ردا على عبارات المديح والإطراء قد يكون محرجا للغاية، وذلك لأنه من المتعارف أن التباهي أو الفخر وأحيانا حتى “الثقة القوية بالنفس” ليست بالسلوكيات الجذابة.