رصد - أثير
إعداد: مـحـمـد الـعـريـمـي
قبل نحو أربعة عقود، وبموجب المرسوم السلطاني رقم 9/86، وُلد حلم التعليم العالي في سلطنة عمان مع إنشاء جامعة السلطان قابوس، لتكون منارة علمية رائدة تجسد رؤية طموحة لمستقبل الوطن.
صُمم الحرم الجامعي بعناية دقيقة ليجسد رؤية متكاملة تلبي الاحتياجات الإنسانية والثقافية والروحية لطلبته ومنتسبيه، فيما تخفي مرافقه بين جنباتها أسرارًا معمارية سنكشفها في السطور الآتية.
موقع الجامعة
أُنشئت الجامعة في وادٍ يقع عند سفوح الجبال العمانية الشاهقة، يجعلها تبدو من ناحية معمار البناء كصف من المباني التي تم تصميمها مع أقواس وساحات تعكس الذوق الرفيع، وقد تم بناؤها بالحجارة الرملية ذات اللونين الأبيض والزهري بطريقة تعكس الفن المعماري التقليدي والإسلامي.
وقد تم إنشاء الجامعة في أحد المحاور بوادٍ يقابل في إحدى نهاياته جهة مكة المكرمة، ويبدأ خط هذا المحور عند بوابات الدخول إلى الجامعة ويسير خلال مبنى إدارة الجامعة ذات الأبواب العمانية الضخمة، ويمتد دون أي تقاطع إلى المباني الأكاديمية وإلى مسجد الجامعة في نهاية الطرف الغربي للحرم الجامعي.
المركز الثقافي
بُني المركز بأوامر سامية من السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – وافتتح في عام 2009م، ويحتوي آلاف الكتب والمراجع الإلكترونية، وتضم أماكن متعددة للمطالعة والقراءة تتسع لـ 1600 مقعد، وأقسامًا مختلفة.
برج الجامعة
بُني البرج في عام 1997م، ويبلغ ارتفاعه 39.6 مترًا، ويغطي حجر الجرانيت واجهات البرج، كما توجد به ساعة محاطة بالزجاج الملون في كل واجهات البرج، ويضم أربعة شلالات بينها مساحات خضراء، وتوجد بالداخل غرف تشغيل يتوسطها درج حلزوني يؤدي إلى أعلى البرج.
الحديقة النباتية
تأسست الحديقة عام 1991م، وتحوي أكثر من 300 فصيلة من نباتات العالم، 60% منها محلية، وتضم العديد من النباتات النادرة حول العالم. وعند إنشائها كانت أول حديقة نباتية في سلطنة عمان والأولى من نوعها في شبه الجزيرة العربية، وتهتم بالنباتات العمانية والمناطق القاحلة وشبه القاحلة، وتسعى إلى حفظ النباتات وتوثيقها علميًا للاستخدام العلمي وإجراء البحوث.
مسجد الجامعة
يُعد مسجد الجامعة محطة إيمانية وتعليمية للطلبة، وإلى جانب الصلوات الخمس تقام هناك المحاضرات والدروس والفعاليات الدينية، كما توجد في المسجد مكتبة تضم عشرات الكتب في شتى المعارف والعلوم الفقهية والدينية.
مركز خدمات الطلبة
يضمُّ المركز عددًا من المحال التي تقدم الخدمات التجارية كالاتصالات والقرطاسيات، كما يحوي صالة للألعاب الترفيهية مثل البولينج والبلياردو، ومجموعة من المطاعم إلى جانب المطعم الرئيسي الذي يقدم وجبات للطلبة الذكور، إيمانًا بأهمية الترفيه في حياة الطالب.
الممرات المقوسة
صُممت ممرات الجامعة في جميع المباني بتصاميم مقوسة فريدة مستوحاة من العمارة العمانية.
المسرح المفتوح
يُعد المسرح أيقونة مميزة للجامعة، ويتسع لأكثر من 5000 شخص، ويرتبط المسرح لدى الطالب بذكريات عديدة، أهمها حفل التخرج.
الساعة الشمسية
تُعد الساعة الشمسية من أهم معالم الجامعة، وترمز إلى أهمية الوقت، إذ كان العمانيون يعتمدون عليها في تحديد الوقت ودخول وقت الصلاة، وتقسيم حصص مياه الأفلاج، حيث تشير إلى الوقت من خلال ظل العصا المثبتة في المنتصف، التي تحدد زاوية ميل أشعة الشمس الساقطة على المحور الأفقي للساعة، كما يوجد بها توقيت صيفي وآخر شتوي حسب الأشهر ومنازل الشمس.
ديناصورات العلوم
تم بناء مجسمين لديناصور ثيروبود وديناصور سوروبود في ساحة كلية العلوم، بهدف تعزيز وعي الطلبة حول أهمية الاكتشافات الأحفورية وتاريخ عمان الجيولوجي، حيث تم اكتشاف عظام الديناصورات في منطقة الخوض من قِبل الجيولوجيين في جامعة السلطان قابوس، وهي عظام ديناصورات كبيرة ومتوسطة الحجم من سلالة الثيروبود، وتعود إلى العصر الطباشيري المتأخر، ويبلغ عمرها أكثر من 70 مليون سنة.
سفينة الجامعة
صُنعت السفينة بطلب من ديوان البلاط السلطاني إلى الأستاذ ياقوت بن سليم بن ياقوت الغيلاني لصناعتها بدقة واجتهاد بهدف وضعها في الجامعة، وأطلق عليها ”الزاهرة“، إذ رست في الجامعة منذ عام 1988م وحتى اليوم، لتواكب ازدهار الجامعة بالعلوم والمعارف المختلفة، ونُقش عليها:
”صُنعت هذه السفينة في 1408 هـ - 1988م لجامعة السلطان قابوس – أبقاه الله – واسمها الزاهرة، وستظل إن شاء الله راسية في بحر الجامعة التي جمعت خير الدنيا والآخرة بالعلم النافع والموعظة الحسنة والحكمة البالغة. جزى الله سلطان البلاد من شعبه أحسن الجزاء، ومتعه بالصحة والعمر المديد. آمين
الصانع: ياقوت بن سليم الغيلاني."
المصدر: ”دليل اكتشف الجامعة“ الصادر عن جامعة السلطان قابوس
