أخبار

منها أفاتار بهوية عُمانية والسياحة المتحفية: أبرز ما جاء في اليوم الثاني من المؤتمر الدولي للمتاحف

المؤتمر الدولي ”المتاحف ودورها في التنمية السياحية“

أثير - مـحـمـد الـعـريـمـي

ناقش المؤتمر الدولي ”المتاحف ودورها في التنمية السياحية“، الذي ينظمه متحف عُمان عبر الزمان بالتعاون مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ووزارة التراث والسياحة، في يومه الثاني، 16 ورقة عمل قدّمها عدد من الباحثين والأكاديميين، ركّزت على محوري الاقتصاد والسياحة المتحفية، والدور الثقافي والتعليمي للمتاحف.

جلسة الاتصال المتحفي في البيئة الرقمية: اتجاهات عالمية وسيناريوهات مستقبلية".

بدأت أولى جلسات اليوم الثاني، التي حضرتها ”أثير“، بمحاضرة قدّمها المكرم الأستاذ الدكتور عبدالله بن خميس الكندي، عضو مجلس الدولة وأستاذ الصحافة والنشر الإلكتروني ورئيس قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس، بعنوان: ”الاتصال المتحفي في البيئة الرقمية: اتجاهات عالمية وسيناريوهات مستقبلية“.

وأوضح الكندي في تصريح خاص لـ ”أثير“، بأن سلطنة عُمان تضم أكثر من 112 متحفًا متنوعًا، تتراوح بين المتاحف الرسمية والحكومية، والخاصة، والعامة، والمتخصصة، وتعد هذه المنظومة المتحفية رصيدًا ثقافيًّا يجب توظيفه بفاعلية ضمن سياق القوة الناعمة. لتحقيق ذلك، فإن هذه المتاحف بحاجة إلى إستراتيجيات ممكنة لها وواضحة، وخطط تواصل واتصال، إضافة إلى صناعة محتوى مبتكر يعبّر عن هذه الهوية بأساليب حديثة. يجب الانفتاح على أدوات العصر التي نشهدها اليوم، بما فيها الذكاء الاصطناعي، والتواصل مع المؤثرين وصنّاع المحتوى للوصول إلى العالم.

وتناولت موضوعات اليوم الثاني من المؤتمر أبعادًا متعددة لدور المتاحف في دفع عجلة التنمية الثقافية والاقتصادية، مع التركيز على دمج التقنيات الرقمية والابتكار في العمل المتحفي. كما ناقشت أوراق العمل تجارب دولية وإقليمية في توظيف المتاحف كوسائل تعليمية وسياحية فاعلة، وأهمية تطوير إستراتيجيات رقمية تُسهم في تعزيز الجذب السياحي وتوسيع دائرة المشاركة المجتمعية.

وجاءت عناوين أوراق عمل اليوم الثاني كالآتي:

أوراق عمل اليوم الثاني
أوراق عمل اليوم الثاني

وأكدت النقاشات أن السياحة الحقيقية تنبع من الهوية، ما يستدعي تعزيز الاهتمام بها كمكوّن أصيل في بناء المقومات السياحية.

وتناولت الجلسات تجارب عالمية لمتاحف الطعام في دول مثل فرنسا ولوكسمبورغ والولايات المتحدة الأمريكية واليابان والهند، باعتبارها مؤسسات ثقافية فاعلة ومناطق جذب سياحي مبتكرة. كما طُرحت فكرة إنشاء ”أفاتار“ بهوية عُمانية ضمن دراسة تهدف إلى تحويل المتاحف العُمانية إلى مراكز جذب سياحي تفاعلية.

وشدد المشاركون على أهمية ربط الأطفال والطلبة بالمتاحف منذ الصغر، لما لذلك من أثر إيجابي في تنشئتهم الثقافية والوطنية.

كما تطرّقت أوراق العمل إلى التنسيق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) لتسهيل عمليات التنقيب عن الآثار في بعض المواقع العُمانية التي تتطلب إمكانيات خاصة وتواجه مخاطر متعددة. وفي السياق ذاته، طُرحت مبادرات لإقامة ورش تعليمية في المتاحف تركز على تعلّم الخطوط العربية واللغة، مع التأكيد على أهمية اللغة العربية كموروث ثقافي، وضرورة تسخير الوسائل التقنية الحديثة لنقل هذا الثراء اللغوي والأدبي إلى الأجيال الجديدة، باعتبار المتاحف من أهم الحواضن التي تحتفظ بهذا الإرث وتعرضه بوسائل معاصرة.

ورش العمل

كما شهد اليوم الثاني تنظيم ورشتي عمل في متحف ”عُمان عبر الزمان“، تمحورتا حول بناء الشراكات والتعاون بين المتاحف الخاصة والمؤسسات السياحية، وبناء وتوظيف الشخصيات التاريخية التفاعلية في المتاحف. قدّمهما الدكتور حمد بن محمد المحرزي، عميد كلية عُمان للسياحة، والدكتورة هبة، المحاضر الزائر بكلية الآثار واللغات في جامعة مطروح بجمهورية مصر العربية.

ورش العمل

يُذكر أن أعمال المؤتمر الدولي للمتاحف، تحت عنوان ”المتاحف ودورها في التنمية السياحية“، انطلقت يوم أمس بمتحف ”عُمان عبر الزمان“، بتنظيم منه وبالتعاون مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ووزارة التراث والسياحة، ويستمر على مدى ثلاثة أيام، من 18 إلى 20 مايو الجاري.

وقد ناقش المؤتمر في يومه الأول 11 ورقة عمل، وأُقيمت ورشتا عمل حول التسويق السياحي للمتاحف الخاصة عبر الوسائط الرقمية، والتقنيات الحديثة في حماية آثار المتاحف من التشخيص العلمي إلى التدخل الذكي، قدّمهما الدكتور حافظ الريامي والأستاذ الدكتور محمد أبو الفتوح. واختُتمت فعاليات اليوم الأول بأداء الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية لمقطوعة ”سيمفونية أحمد بن ماجد“، التي أقيمت في متحف ”عُمان عبر الزمان“، للاطلاع على المزيد من أعمال اليوم الأول من المؤتمر.

جدير بالذكر أن المؤتمر يهدف إلى إبراز دور المتاحف والمواقع الأثرية في دعم التنمية السياحية، ونشر الوعي المجتمعي بأهمية المتاحف، ودراسة العلاقة بين المؤسسات السياحية وتنشيط المتاحف، وتعزيز التعاون بين متاحف سلطنة عُمان والمتاحف العربية والعالمية، وإبراز الجوانب الحضارية والثقافية لعُمان عبر المتاحف، ودور التقنيات الرقمية في العرض المتحفي والترويج السياحي، بالإضافة إلى تسويق سلطنة عُمان كوجهة ثقافية في المنطقة، والتركيز على واقع ومستقبل السياحة الأثرية، وعلى الدور الثقافي والتعليمي للمتاحف.

ويشارك في المؤتمر، خلال الأيام الثلاثة، أكثر من 42 باحثًا وأكاديميًا وخبيرًا من 21 دولة. وتنقسم محاوره إلى أربعة محاور: المؤسسات المتحفية والتراثية، الاقتصاد والسياحة المتحفية، الدور الثقافي والتعليمي، والتقنيات الرقمية في العرض المتحفي ودورها السياحي. كما تصاحب الفعاليات معارضُ للملصقات البحثية والتعريفية، إلى جانب ست ورش تدريبية متخصصة، يُقدّمها خبراء من داخل سلطنة عُمان وخارجها، وتستهدف أمناء ومديري وموظفي المتاحف.

Your Page Title