أخبار

أكثر من 80% يعتمدون على المساعدات الإنسانية: المجاعة تهدد حياة أهل غزة

المجاعة في غزة

خاص - أثير

يواجه قطاع غزة في هذه الأيام تهديدًا كارثيًا يتجاوز القصف والدمار، حيث تحولت المجاعة إلى أحد أبرز التحديات التي تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني. منذ إغلاق المعابر قبل ثلاثة أشهر ومنع دخول المساعدات الإنسانية، وهو ما جعل الوضع الغذائي في غزة يتدهور إلى مستويات غير مسبوقة.

وأصبحت الأسر الفلسطينية في روتين يومي كل صباح تكافح للحصول على لقمة العيش في ظل شحٍ كبير في المواد الغذائية الأساسية، وتوفير مياه الشرب الصالحة التي أصبح الحصول عليها إنجاز حقيقي ينقذ حياة الناس.

جوع يهدد الأرواح

منذ بداية إغلاق المعابر، شهد قطاع غزة ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية، حيث أصبحت السلع الأساسية مثل الخبز، الأرز، الزيت، والطحين نادرة جدًا. مع استمرار الحصار، أصبحت الأسواق فارغة بشكل شبه كامل، وتخطت أسعار المواد الغذائية حدود القدرة على التحمل بالنسبة للكثير من العائلات.

الآلاف من سكان القطاع، خاصة الأطفال والنساء، باتوا يعانون من سوء التغذية الحاد، فشبح الجوع يهدد حياة الأطفال الذين يواجهون انعدامًا في المواد الغذائية اللازمة لنموهم وتطورهم.

وتفاقمت حالات الأمراض المرتبطة بالتغذية، مثل نقص الفيتامينات والأملاح المعدنية، وهو ما يزيد من تعقيد الأوضاع الصحية في ظل ضعف النظام الطبي المتوفر.

تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة

المنظمات الإنسانية الدولية، مثل الأمم المتحدة، حذرت من أن الوضع في غزة يقترب من نقطة الكارثة. تقرير صادر عن برنامج الغذاء العالمي أشار إلى أن أكثر من 80% من سكان القطاع يعتمدون على المساعدات الإنسانية لتأمين قوت يومهم، وأن نصف السكان يواجهون أزمة غذائية حادة. كما دعت المنظمات إلى فتح المعابر فورًا للسماح بدخول المساعدات العاجلة، محذرة من أن استمرار الحصار سيؤدي إلى مجاعة جماعية تهدد حياة عشرات الآلاف.

تزداد التحذيرات من أن الوضع قد يتفاقم في حال استمرار إغلاق المعابر، مما سيؤدي إلى موت بطيء للملايين من الجوع والأمراض. في وقت يعاني فيه المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وغياب أي أفق لحل الأزمة.

كفاح للبقاء على قيد الحياة

كل يوم يمر، تصبح الحياة في غزة أكثر صعوبة، العائلات الفلسطينية تقف طوابير طويلة أمام الأسواق، محاولة الحصول على أي مواد غذائية، لكن الأسعار المرتفعة تقف حاجزًا أمام ذلك. حتى تلك القليل من المساعدات التي تدخل إلى القطاع لا تكفي لسد احتياجات السكان الأساسية، الأمهات، في ظل ظروف الحرب والصراع المستمر، يجدن أنفسهن عاجزات عن توفير الطعام لأطفالهن.

مع استمرار الحصار والقصف، تزداد معاناة المدنيين الذين لا يجدون مكانًا آمنًا للهروب من الموت، لا سيما أن العديد من العائلات تعيش في ظل خوف دائم من أن تصيبها ضربة قصف أو تتسبب الأوضاع في تدمير منازلها. في الوقت نفسه، تزداد الأوضاع الصحية تدهورًا، حيث أن المجاعة تزيد من خطر انتشار الأمراض المعدية بسبب ضعف جهاز المناعة لدى الأطفال وكبار السن.

الوضع في غزة اليوم يشير إلى كارثة إنسانية حقيقية إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة. المجتمع الدولي مطالب بالتدخل الفوري لفتح المعابر وتقديم المساعدات الإنسانية بشكل عاجل قبل أن تتحول الأزمة إلى ما هو أسوأ. الحلول السياسية لم تعد كافية للتخفيف من معاناة السكان، وقد حان الوقت للتركيز على إنقاذ الأرواح من المجاعة المهددة.

Your Page Title