رصد - أثير
إعداد - ريما الشيخ
تعاملت فرق المواد الخطرة في هيئة الدفاع المدني والإسعاف يوم أمس مع حادث تسرب لغاز ثاني أكسيد الكبريت (SO₂) في مختبر تابع لإحدى الشركات بولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة، حيث نجح الفريق المختص في احتواء المادة المتسربة دون تسجيل أي إصابات، بحسب ما أعلنته الهيئة عبر حسابها الرسمي في منصة “X”. وأوضحت الهيئة بأن الغاز يُعد من الغازات الضارة، وله تأثيرات سلبية على الصحة والبيئة، خاصة عند التعرض له بتركيزات مرتفعة أو لفترات طويلة.
ما هو غاز ثاني أكسيد الكبريت؟ ولماذا يُعد من الغازات الضارة؟ وما مدى خطورته على الإنسان والبيئة؟
ما هو ثاني أكسيد الكبريت؟
غاز عديم اللون لكنه يتميّز برائحة نفاذة ومهيجة للأنف والحلق، ويُنتج غالبًا من احتراق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط، أو من البراكين والعمليات الصناعية كصناعة الورق وتكرير النفط. يستخدم أيضًا كمادة حافظة في بعض الأغذية المجففة بتركيزات محددة.
التأثيرات الصحية لتسرب الغاز
عند تسربه في الهواء، يُشكل ثاني أكسيد الكبريت خطرًا مباشرًا على الجهاز التنفسي، ومن الأعراض الأولية للتعرض:
• تهيج الأغشية المخاطية للأنف والعينين.
• السعال الجاف وضيق التنفس.
• الصداع والغثيان في بعض الحالات.
أما في حال التعرض لتركيزات عالية أو لفترة زمنية طويلة، فقد تتفاقم الأعراض لتشمل:
• تشنجات شديدة في القصبات الهوائية.
• التهاب القصبات والرئتين.
• خطر الإصابة بوذمة رئوية (تراكم السوائل في الرئة)، وهي حالة طارئة قد تؤدي إلى الوفاة.
ويكون التأثير مضاعفًا لدى الأشخاص الذين يعانون من الربو أو الأمراض التنفسية المزمنة، إذ قد يحفز تسرب الغاز نوبات حادة أو مضاعفات صحية خطيرة لديهم.
أضرار بيئية لا تُستهان بها
لا تقتصر آثار ثاني أكسيد الكبريت على الإنسان فقط، بل تمتد لتصيب البيئة المحيطة بأضرار واسعة. فبمجرد تفاعله مع بخار الماء الموجود في الغلاف الجوي، يتكوّن حمض الكبريتيك، الذي يساهم في تشكّل الأمطار الحمضية.
تتسبب هذه الأمطار في:
• تدمير التربة وخلل في التوازن البيولوجي للأنظمة الزراعية.
• تلف المحاصيل والنباتات البرية.
• تدهور جودة المياه في البحيرات والأنهار، ما يهدد الحياة المائية.
• تآكل المباني والمعالم الأثرية المصنوعة من الحجر الجيري أو الرخام.
إجراءات السلامة والاستجابة
عند رصد تسرب لغاز ثاني أكسيد الكبريت، يجب اتخاذ عدد من التدابير الفورية:
• الإخلاء السريع للمناطق المتضررة وخاصة الأماكن المغلقة.
• إبلاغ السلطات المختصة مثل الدفاع المدني وهيئة البيئة في أسرع وقت.
• ارتداء معدات الوقاية الشخصية، خصوصًا أقنعة الغاز أو أجهزة التنفس الخاصة.
• إغلاق مصادر التسرب إذا أمكن من قبل فرق مختصة.
• عدم استخدام الماء مباشرة في محاولة إخماد التسرب، لأن تفاعل الغاز مع الماء قد يؤدي إلى تكوين حمض الكبريتيك الحارق.
كما توصي الجهات الصحية بضرورة إجراء فحوصات طبية للموجودين في الموقع، حتى لو لم تظهر عليهم أعراض مباشرة.
هل هناك بدائل أو حلول؟
تسعى العديد من الدول إلى تقليل الاعتماد على المصادر التي تُنتج ثاني أكسيد الكبريت، عبر:
• التحوّل إلى مصادر طاقة أنظف مثل الطاقة الشمسية والرياح.
• تحسين أنظمة المراقبة الصناعية.
• اعتماد تقنيات “الغسل الرطب” في المداخن الصناعية للحد من انبعاثاته.
المصادر:
• هيئة الدفاع المدني والإسعاف – سلطنة عُمان
• وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA)
• منظمة الصحة العالمية (WHO)
• المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض (CDC)
• المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية (NIOSH)