الأولى

ختام ورشة“معالجة تحديات حوكمة إدارة تنمية التراث والسياحة مع المحافظات” بمبادرات لتعزيز التكامل المحلي

ورشة“معالجة تحديات حوكمة إدارة تنمية التراث والسياحة مع المحافظات”

أثير - ريما الشيخ

أختُتمت اليوم أعمال ورشة “معالجة تحديات حوكمة إدارة تنمية التراث والسياحة مع المحافظات”، التي نظمتها وزارة التراث والسياحة بالتعاون مع وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040، والمحافظات، وعدد من الجهات الحكومية والخاصة، والتي أقيمت خلال الفترة من 26 إلى 29 مايو الجاري.

وتضمنت الجلسة الختامية كلمة لمعالي سالم بن محمد المحروقي، وزير التراث والسياحة، قال فيها: إن سلطنة عُمان قطعت شوطًا مهمًا منذ عام 2020 في تطوير القطاع السياحي من خلال مراجعة التحديات وبناء أسس مؤسسية قوية، مؤكدًا أن الوزارة اليوم في منتصف الطريق نحو تحقيق أهدافها، وسط حراك نشط من المحافظات يتطلب مزيدًا من التنسيق والتكامل المؤسسي لمواكبته.

معالي الوزير سالم المحروقي

وأشار معاليه إلى أن المحافظات باتت تُشكّل وجهات سياحية متكاملة، مما يستدعي بيئة تكاملية تعزّز العمل المشترك بين الجهات المختلفة، موضحًا أن الوزارة أعدّت وثائق مرجعية وخططًا تنموية بالتعاون مع المحافظات، لكنها بحاجة إلى تحديث مستمر بناءً على مدخلات المجالس البلدية.

ورشة“معالجة تحديات حوكمة إدارة تنمية التراث والسياحة مع المحافظات”

وأكد معاليه أن أبرز التحديات تشمل التمويل، وضعف البنية الأساسية، ومحدودية الصلاحيات المحلية، داعيًا إلى تفعيل اللامركزية وتقليص البيروقراطية. كما شدد على أهمية الاستثمار في المواقع التراثية بما يخدم المجتمعات المحلية، معبرًا عن أمله في أن تُسهم الورشة في بناء بيئة سياحية متكاملة تحقق أهداف التشغيل والتنمية المستدامة.

كلمة معالي الوزير سالم المحروقي

لقراءة المزيد : وزير التراث والسياحة: نحن في منتصف الطريق لبناء قطاع سياحي متكامل.. وندعو لتعزيز الصلاحيات والتكامل مع المحافظات

ثم استعرض أحمد بن عامر الصواعي، مدير مكتب رؤية عمان 2040 في وزارة التراث والسياحة، أبرز التحديات التي ناقشتها الورشة، والتي تجاوز عددها 240 تحديًا، موضحًا أنه تم تنقيحها لتصل إلى 23 تحديًا رئيسيًا، جرى تحويلها إلى 11 مبادرة رئيسية، إلى جانب مبادرتين سريعتَي التنفيذ يمكن إنجازهما خلال فترة قصيرة.

وقال الصواعي خلال تصريحه لـ“أثير” إن الورشة خرجت بإعداد إطار جديد لحوكمة إدارة قطاع التراث والسياحة في المحافظات، يحدد بوضوح الأدوار والاختصاصات بين الوزارة والمحافظات والجهات الشريكة، لتحقيق التكامل المطلوب، مشيرًا إلى أن المبادرات شملت محاور تمكينية تتعلق ببناء القدرات، والترويج السياحي، وتحسين جودة المرافق، إلى جانب مبادرات خاصة بالتمويل وتطوير المرافق السياحية، وحظيت هذه المبادرات بترحيب واسع وتوجيهات عملية وواقعية من المسؤولين لتسريع تطبيقها.

ومن جانبه، قال معالي السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي، محافظ مسندم، خلال حديثه مع “أثير”، إن الجلسة تمثل خطوة مهمة نحو رفع كفاءة تشغيل قطاع السياحة، وخلق شراكة حقيقية بين الوزارة والمحافظات، بما يدفع القطاع نحو مزيد من التطور والكفاءة.

وأشار معالي السيد إلى أن الجلسة طرحت أربع مبادرات رئيسية، تتعلق بتعزيز الشراكة في تنفيذ المشاريع السياحية، وتفعيل دور المجالس البلدية، وتطوير الكوادر، وتوجيه الموارد بشكل أفضل، مؤكدًا أن ما تم عرضه يعكس فهمًا أعمق للعلاقات المتشابكة في إدارة القطاع، ومن المتوقع أن تسهم النقاشات في صياغة وثيقة موحدة تُعتمد لاحقًا لتطبيق منظومة حوكمة فعالة.

ورشة“معالجة تحديات حوكمة إدارة تنمية التراث والسياحة مع المحافظات”

وقال إن الوزارة باتت تمتلك رؤية أوضح حول إشراك المحافظات وتحويل المسؤولية إلى مسؤولية تشاركية، مؤكدًا أن تقاسم الموارد وتقييم النتائج بصورة مشتركة سيسهم في تحقيق نمو أسرع وأكثر استدامة.


وفي السياق ذاته، قال الدكتور راشد بن صالح الهنائي، مدير عام التخطيط بوزارة التراث والسياحة، إن الورشة تُعد حدثًا تاريخيًا، كونها جمعت للمرة الأولى جميع المحافظين مع ممثلي الجهات المعنية، مشيرًا إلى أن العلاقة بين قطاع السياحة والمحافظات أصبحت متعددة الأدوار، وأن المشاريع الخدمية والفعاليات تسهم بشكل واضح في تنمية القطاع.

وأكد الهنائي أن من أبرز مخرجات الورشة التركيز على التخطيط الاستراتيجي قبل التعاقد، والذي يمثل الأساس لأي مشروع سياحي متكامل، موضحًا أن الوزارة أنهت إعداد مخططات تنموية لعدد من المحافظات، من بينها مسقط والباطنة، وغيرها.

شهدت الجلسة عددًا من المداخلات من أصحاب المعالي والسعادة المحافظين والمسؤولين، حيث أكدوا على أهمية الانتقال من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ، وتمكين المحافظات بالصلاحيات والموارد اللازمة، مع تعزيز التنسيق بين مختلف الجهات، وتفعيل حوكمة واضحة تدعم التكامل وتُسهم في تحقيق تنمية سياحية مستدامة، تتماشى مع مستهدفات رؤية عُمان 2040.

Your Page Title