أخبار

الصحف العبرية تقرّ: بعد 600 يوم من الحرب على غزة؛ ”إسرائيل دولة منبوذة“

الصحف العبرية تقرّ: بعد 600 يوم من الحرب على غزة؛ ”إسرائيل دولة منبوذة“

رصد - أثير

في الذكرى الـ600 لاندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، زخرت الصحف الإسرائيلية بالمقالات التقييمية لوضع إسرائيل، حيث ركز العديد منها على فشل الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو في تحقيق الأهداف المعلنة للعملية العسكرية، والتي كان أبرزها القضاء على حركة حماس وتحرير الرهائن واستعادة الأمن على المدى الطويل.

صحيفة يديعوت أحرونوت نشرت مقالًا للمحلل السياسي أليشع بن كيمون وصف فيه الواقع في غزة بأنه لم يتغير رغم العمليات المكثفة، معتبرًا أن نتنياهو ”فشل في كل اختبار“، ويقود البلاد إلى ”مأزق إستراتيجي عميق“. وأشار إلى أن الجيش يضطر للعودة مرارًا إلى نفس المناطق التي قصفها، ما يثبت استمرار فاعلية خلايا حماس، رغم تقديرات الجيش بمقتل نحو 20 ألفًا من عناصرها.

بن كيمون أشار أيضًا إلى فشل محاولات الحكومة في استثمار المساعدات الإنسانية لإضعاف حماس، وفشل العمليات في مستشفى الشفاء ورفح وطريق فيلادلفيا، مؤكدًا أن ”الزمن فقط هو الذي يتغير، أما الواقع فباقٍ“.

أما في ملف الرهائن، فأوضح أن 58 من أصل 251 رهينة لا يزالون في غزة، وبعضهم يُعتقد أنهم لقوا حتفهم، واتهم الحكومة بعدم امتلاك أي نفوذ فعلي للضغط على حماس.

في صحيفة معاريف، كتب آفي أشكنازي أن إسرائيل تغرق في ”تيه إستراتيجي“، منتقدًا غياب خطة خروج واضحة، وفشل القيادة السياسية في تحديد أهداف نهائية للحرب. وقارن الوضع الراهن مع الانتصار الساحق في حرب 1967، قائلًا إن ”إسرائيل التي احتلت الشرق الأوسط في ستة أيام، تعجز منذ نحو عامين عن الانتصار على منظمة مسلحة ببنادق كلاشينكوف“.

أشكنازي اعتبر أن الانقسام داخل القيادة، بين من يدعو لإعادة احتلال غزة ومن يريد الاكتفاء بردع مؤقت، يعكس تخبطًا خطيرًا، مشيرًا إلى أن عشرات الأسماء المختلفة استُخدمت للحملة دون هدف موحد.

بدوره، قدّم بن كسبيت في معاريف وصفًا للحرب الجارية بأنها ”إحدى أحلك حلقات تاريخ إسرائيل“، مشيرًا إلى أن نجاح الجيش بعد أيام من هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 لم يُستثمر سياسيًا، لأن نتنياهو ”ركّز على خطة البقاء السياسي بدلًا من إدارة الأزمة“. واعتبر أن الحكومة أضاعت فرصة إستراتيجية لإعادة التموضع إقليميًا ودوليًا، وأن سياسات نتنياهو جعلت إسرائيل ”دولة منبوذة“.

في السياق ذاته، كتبت كارني ألداد في يسرائيل هيوم مقالًا عن الإرهاق الذي يعانيه الجنود وعائلات الرهائن والمجتمع الإسرائيلي بأسره، معتبرة أن استمرار الحرب دون ”صورة نصر“ بات عبئًا نفسيًا ووطنيًا، وسألت: ”هل نسينا كيف ننتصر؟“.

ألداد قارنت أداء إسرائيل خلال 600 يوم بأداء نابليون ويوليوس قيصر في فترات مشابهة، وأشارت إلى وجود رؤيتين داخل المؤسسة الأمنية: إحداهما ترى نهاية وشيكة للمعركة، وأخرى تتحدث عن ”حرب أبدية“.

وقد بلغت تكلفة الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، حوالي 40 مليار دولار حتى نهاية عام 2024، وفق صحيفة ”غلوبس“ الاقتصادية العبرية.

وقالت الصحيفة في تقرير لها الأربعاء، إن ”تكلفة الحرب، شاملة المساعدات الأمريكية، بلغت 141.6 مليار شيكل (نحو 40 مليار دولار) بنهاية عام 2024، وفقا لبيانات المحاسب العام لوزارة المالية الإسرائيلية“ مشيرةً إلى أن التكلفة الإجمالية تشمل التكاليف العسكرية، والنفقات المدنية، ومبالغ صندوق تعويضات الأضرار.

وأوضحت ”غلوبس“ أن الصافي العسكري من هذه النفقات بلغ 98.4 مليار شيكل (27.7 مليار دولار)، منها 80.2 مليار شيكل (22.6 مليار دولار) خلال عام 2024 فقط، وهو ما يعادل نحو 80 بالمئة من إجمالي التكلفة، وقد سجلت ذروة الإنفاق العسكري في ديسمبر 2023، حين بلغت النفقات خلال ذلك الشهر وحده 17.2 مليار شيكل (4.8 مليارات دولار)، مشيرةً إلى أن وزارة المالية لم تنشر حتى اليوم بيانات مفصلة عن نفقات الحرب في عام 2025.

ولم تشمل هذه الأرقام الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الحرب، بما في ذلك انخفاض الإيرادات، وتراجع الاستثمار الأجنبي، وتضرر قطاع السياحة.

كما لم تتضمن أي تقدير لتكاليف إعادة الإعمار، سواء في المستوطنات المحيطة بغزة جنوبي إسرائيل، أو البلدات القريبة من الحدود اللبنانية التي تضررت جراء القصف المتبادل مع ”حزب الله“.

المصادر

- الجزيرة

- الأناضول

Your Page Title