العمانية - أثير
أدى حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظهُ اللهُ ورعاهُ- صلاةَ عيد الأضحى المبارك بجامع السُّلطان قابوس بولاية نزوى بمحافظة الدّاخلية.

وقد أمَّ المُصلّين معالي الدّكتور وزير الأوقاف والشؤون الدّينية الذي ألقى خطبة العيد واستهلّها بالتكبير والحمد لله على نعمه، والصّلاة والسّلام على الرسولِ صلّى الله عليه وسلّم.
وأكّدت الخُطبة على أنّ الحجّ طهرُ القلب، وأنّ بناء الوطنِ يكونُ بالعهد والتّمكين، وأنّ الأمان أوّلُ البناء وأصلُ التّنمية، وأنّ العمران يبدأ بالنّية قبل الحجَر وبالقصد قبل الزّرع، وأنّ الارتباط بالأرض ليس في غناها بل في من يسكنها بولاءٍ وإيمانٍ، وأنّ الحياة لا تُمنح لمن ينتظر بل لمن يسعى، وأنّ بركة الأرض تبدأ حين تتحرّك النّية في قلبٍ يُؤمِن ثم يعملُ.

كما أكّدت على أنّ الأوطان يبدؤها قائدٌ يُخلص في توجيه البُوصلة ثمّ تتبعه أجيالٌ تُؤمِّنُ خلف دعائه، وتقيم صلاة الولاء، وتؤدّي طواف الشّكر، وتشرب زمزم القيم، وتقف على صدق العمل، وتبيتُ على ثرى الانتماء، فيأتي الرزقُ ويستوجب الشكرَ.

وتطرّقت إلى نهْيِ الله تعالى عن الْجِدَالِ لأنه يثيرُ الكراهيّة ويسبّبُ الفتنة بين النّاس، والابتعادُ عنه وعيٌ في بناء الوطن، وإحياءٌ للحِكمة، فكما “لا جدال في الحجّ” لا جدال في ثوابت الوطن، ولكلّ فكرةٍ توقيتُها ولكلّ نقدٍ حدودُه، وأن يحرس العقل الحروف قبل أن تخرج، وأن تُحفظ المقاماتُ والحرماتُ.
ولفتت إلى أنه “مع الوطن وفاءٌ لا يفنى، ونماءٌ لا يغيب، وفي القلوب ميثاقُ ولاءٍ يشدّ بعضنا إلى بعض، ويصونُ ما بُني بالعقل والعزم، ونسيرُ معًا على إخلاص القصد ووضوح الطريق، نحاور بحكمةٍ، وننقُدُ بمسؤوليّةٍ، ونتقدّم بثقةٍ”.

وبعد الانتهاء من الصّلاة، تقبَّل جلالتُه -حفظهُ اللهُ ورعاهُ- التّهانيَ والتّبريكاتِ بهذه المناسبة المباركة من عددٍ من أصحاب السُّموّ والمعالي الوزراء والمستشارين والقادة العسكريين، وعددٍ من المسؤولين وجمعٍ من المواطنين، متمنّيًا جلالتُه لهم عيدًا طيّبًا مُباركًا، شاكرًا ومقدّرًا لهم تهانيهم وتبريكاتِهم ودعواتِهم الطيّبةَ الصّادقة.


ولدى خروجِ جلالةِ عاهلِ البلاد المُفدّى من الجامع، أطلقت المدفعيّةُ إحدى وعشرين طلقةً تحيّةً لجلالتِه -أيّدهُ اللهُ وسدّد خطاهُ- بعد ذلك غادر الموكبُ السّامي لجلالةِ السُّلطان المعظّم في حفظِ اللهِ ورعايتهِ.

