أثير - مازن المقبالي
حصدت الدكتورة أسماء الحاتمية اختصاصية أولى في قسم الأشعة بمستشفى جامعة السلطان قابوس مؤخرًا جائزة “طبيب الزمالة المتميز لعام 2025” على مستوى قسم الأشعة بجامعة ماكماستر الكندية، في إنجاز علمي جديد يضاف إلى سجل الكفاءات الطبية العمانية في الخارج.

وتُعد الجائزة ضمن جوائز “زمالة مايكل ج. ديغروت” المرموقة، والتي تُمنح لأطباء الزمالة الذين يتميزون في مجالات البحث، والتعليم، والممارسة الإكلينيكية، وتشكل اعترافًا بتفوق الدكتورة أسماء خلال فترة تدريبها في تخصص أشعة المخ والأعصاب.
وفي حديث خاص لـ “أثير”، عبّرت الدكتورة الحاتمية عن سعادتها بهذا الإنجاز، قائلة: هذا التكريم ليس لي وحدي، بل هو رسالة تقول إن التميز العماني حاضر في كل مكان، فقد شعرت أني أمثل وطني وأطباء بلدي في هذه اللحظة المهيبة التي أُعلنت فيها الجائزة خلال حفل التخرج، وكانت لحظة ممزوجة بالفخر والدعاء والامتنان“.

وعن سبب اختيارها لتخصص أشعة المخ والأعصاب، أوضحت الدكتورة أنه تخصص يتطلب فهمًا عميقًا لشبكة عصبية معقدة تمثل إحدى آيات الإبداع الإلهي، مضيفةً: هذا التخصص أشبه بقراءة لغة صامتة لكنها تقول كل شيء. استهواني منذ البداية، فهو متفرد، دقيق، ومتشعب، ويخدم تخصصات متعددة في الطب العصبي والجراحي."
وتحدثت الحاتمية عن تجربتها في زمالة جامعة ماكماستر، مشيرة إلى أنها كانت تجربة غنية علميًا وإنسانيًا. وأضافت: البرنامج كان مكثفًا ومليئًا بالتحديات، لكن بيئة العمل كانت داعمة ومبنية على الثقة، فطبيب الزمالة يُعامل هناك كقائد لا كمتدرب فقط، ما يعزز روح المبادرة والمسؤولية“.

أما عن أبرز التحديات، فتقول الحاتمية إن تحقيق التوازن بين الغربة، والضغط العملي، والحياة العائلية كان من أكبر التحديات، إضافة إلى التكيف مع نظام طبي وتعليمي مختلف لكنها شددت على أن الإصرار والدعم العائلي كانا عاملين أساسيين في تجاوز هذه الصعوبات.
وفي معرض الحديث عن المواقف الإنسانية التي مرت بها، استذكرت حالة طبية مؤثرة لفتاة شابة شُخصت بورم نادر في الدماغ، وقالت: رغم بساطة العينة النسيجية، إلا أن موقع الورم جعل فرص العلاج محدودة. كانت لحظة صعبة على الفريق الطبي وعلى أسرتها، لكنها علمتني أن الطب لا يتعلق دائمًا بالشفاء، بل أحيانًا بالأمل والاحتواء."
وعن الصفات التي تصنع طبيبًا متميزًا، شددت الحاتمية على أهمية التواضع العلمي، والقدرة على التعلم المستمر، والمبادرة، واحترام الزملاء والمعلمين، مشيرة إلى أن التميز لا يأتي من أداء المطلوب فقط، بل من تقديم ما يفوق التوقعات.
وقدّمت الحاتمية رسالة ملهمة للأطباء الشباب، قائلة: انطلق بثقة، وكن وفيًا لهويتك وقيمك، فالعلم لا يعترف بالجنسيات، بل بالإبداع والإتقان. واجعل دائمًا هدفك أن تعود بخير العلم لتخدم وطنك."
أما عن خطوتها القادمة، فقد أكدت عزمها العودة إلى سلطنة عمان، والإسهام في تطوير المجال العلمي، ونقل الخبرات إلى الأطباء العمانيين.