أثير – أحمد نجفي
إعلامي إيراني
تناول الإعلام الإيراني جملة من الموضوعات بعد اليوم الأول من إعلان وقف إطلاق النار، وتضمنت إعلان الانتصار والموقف من الوكالة الدولي للطاقة الذرية وغيرها، ترصد ”أثير“ أهم ما ورد فيها .
إعلانُ الانتصار
أعلنت طهران، وفي رسالةٍ وجّهها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى الشعب، الانتصار في الحرب الأخيرة بفضل صمود الإيرانيين وتمسّكهم بالوحدة الوطنية أمام العدوان الإسرائيلي. واعتبر بزشكيان أن بلاده لقّنت العدو درسًا صعبًا وتاريخيًا رغم الخسائر في أرواح الإيرانيين، لا سيّما القادة العسكريين والعلماء النوويين. وفي المقابل تم تهشيم هيمنة الاحتلال الإسرائيلي وصورة عدم انكساره المزيّفة، وذلك بإلحاقه أضرارًا فادحة ودمارًا واسعًا في مراكزه الحيوية.
تعليقُ التعاون مع الوكالة الذرّية
نشر الإعلام الإيراني نبأ مصادقة مجلس الشورى على مشروع قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرّية. حيث نُقل عن عضوٍ في هيئة الرئاسة بالبرلمان أن المشروع يمنع دخول مفتّشي الوكالة إلى إيران ما لم يتم ضمان أمن المنشآت النووية، وأن دخولهم رهنٌ بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. كما أكّد عضو البرلمان أن التعليق يشمل التعاون مع الوكالة ضمن اتفاق الضمانات الشاملة ومعاهداتٍ أخرى.
المشروع النووي السلمي مستمرّ
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف أن البرنامج النووي السلمي للبلاد سوف يستمرّ وبوتيرةٍ أسرع من السابق. كما أكّد أن إيران لا تنغرّ بوعود الغرب وتُبقي يدها على الزناد للرد بقوةٍ على أيّ عدوانٍ محتمل.
مؤشراتُ الفشل الإسرائيلي ومستقبلُ التعاون النووي
ومن جانبه، اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن تورّط واشنطن في الحرب بصورةٍ مباشرة كان مؤشرًا على فشل الكيان الإسرائيلي وهزيمته في استمرار المواجهة. كما شكّك عراقجي بنوايا العدو في استغلال اتفاق وقف النار بين الجانبين واحتمال انتهاكه في المستقبل من قبل تل أبيب للتستّر على أزماتها الداخلية.
هذا وأكد عراقجي إصرار بلاده على مواصلة مشوارها النووي السلمي، رغم الخسائر التي تعرّض لها المشروع خلال العدوان، كما جدّد استعداد بلاده لمواجهة أيّ عدوانٍ أو خرقٍ لوقف النار من جانب العدو.
وذكر عراقجي تعاون طهران مع الوكالة الدولية، والتزامها بمعاهدة الحد من الانتشار النووي، منتقدًا فشل هذه المعاهدة في الحفاظ على مشروع بلاده النووي السلمي. كما أكّد ضرورة إعادة النظر في أساليب حماية المنشآت النووية في البلاد.
تحذيرٌ لإسرائيل وأمريكا
ومن جانبها، أعلن مقرّ خاتم الأنبياء للدفاع الجوي استعداد القوات الإيرانية لمواجهة أيّ اعتداءٍ ، مجددًا عدم ثقة إيران بضمانات واشنطن والكيان الإسرائيلي المزيّفة.
تبريرُ قصف قاعدة العديد القطرية
أعلنت ممثلية طهران لدى الأمم المتحدة فشل الحرب الشاملة ضد إيران، كما صرّحت في رسالةٍ وجّهتها إلى مجلس الأمن الدولي أن الضربة الإيرانية أتت ردًا على العدوان الأمريكي، وفي إطار حق إيران المشروع في الدفاع عن نفسها وفق ميثاق الأمم المتحدة، وأن طهران حرصت على عدم إلحاق الضرر بالمواطنين القطريين باختيارها هذه القاعدة البعيدة عن المنشآت المدنية والسكنية.
ومن جانبه، صرّح وزير الخارجية الإيراني أن واشنطن لا تستطيع استغلال أراضي دولٍ أخرى لبثّ عدم الاستقرار في المنطقة، مؤكدًا أن طهران أصدرت التحذيرات اللازمة بهذا الخصوص، وبصورةٍ مباشرة خلال الاجتماع الأخير لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الأحد الماضي.
دعمُ الحلفاء
نشر الإعلام الإيراني بيان منظمة بريكس نقلًا عن الخارجية البرازيلية، حيث اعتبر البيان أن العدوان على إيران كان بمثابة انتهاكٍ للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، داعيًا إلى ضرورة كسر دوّامة العنف وحماية المدنيين. وأعرب البيان عن قلق الدول الأعضاء في المنظمة من الهجوم على المنشآت النووية الخاضعة لاتفاق الضمانات، مع تجديد الدعوة لبناء منطقةٍ خالية من أسلحة الدمار الشامل.
إعدامُ جواسيس إسرائيليين واستمرارُ الحملة الأمنية
تزامنًا مع حراكها الدبلوماسي في الخارج، استمرّت السلطات الأمنية والقضائية في إيران بملاحقة العناصر المتورّطة بالتعاون مع العدو الصهيوني ومعاقبتهم، حيث أعلن القضاء الإيراني تنفيذ عقوبة الإعدام بحقّ ثلاثةٍ من جواسيس الموساد الصهيوني في مدينة أرومية شمال شرق البلاد، بعد أن اتُّهموا بإدخال معداتٍ استُخدمت لهجماتٍ إرهابية في إيران.
وفي السياق نفسه، أعلنت السلطات الأمنية في البلاد اعتقال أكثر من 700 شخصٍ من جواسيس إسرائيل خلال 12 يومًا من العدوان.
الحصيلة الأعلى للاعتقالات أتت في كرمانشاه غرب البلاد، حيث تم اعتقال 126 شخصًا بتهمة التورّط في التجسّس لصالح إسرائيل والدعاية ضد النظام في زمن الحرب، بينما أشارت التقارير إلى اعتقال جاسوسٍ أجنبي يتبع لدولةٍ أوروبية.
هذا وتواصل الحملة الأمنية الإيرانية في مختلف أنحاء البلاد، ما أدّى إلى كشف أجهزة تجسسٍ ومعدّاتٍ كانت قد أُعدّت للقيام بعملياتٍ إرهابية في الداخل.
الكذبةُ الكبرى أشعلت الحرب
وركّز جانبٌ من الإعلام الإيراني على تأثير حملات التضليل في إشعال الحرب الأخيرة، من خلال الترويج لكذبة سعي إيران للحصول على السلاح النووي، مستذكرًا الذرائع الفارغة التي تحجّج بها الغرب لإشعال أكثر من حرب خلال العقود الأخيرة، لا سيّما في العراق وليبيا وسوريا... معتبرًا أن الكذب أصبح ضمن أدوات الهيمنة والسلطة لدى الغرب.
جيلٌ جديدٌ من علماء الذرّة
وفي إشارةٍ إلى عدم تأثير العدوان الأخير على ثني طهران عن استكمال مشروعها النووي السلمي، نشرت وسائل إعلام إيرانية مقابلة مع عالمٍ إيراني لم تُذكر اسمه، أكّد استمرار النشاطات العلمية المتعلقة بالمشروع النووي في إيران، بدخول جيلٍ جديدٍ من العلماء، ممن تربّوا على الجيل المؤسس لهذه الصناعة في البلاد، لا سيّما الشهداء الذين ارتقوا في العدوان الأخير.
تشييعُ الشهداء
وأعلنت السلطات الإيرانية نيتها تشييع القادة العسكريين والعلماء النوويين الذين ارتقَوا خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، على أن تُقام مراسم تشييع قائد الحرس الثوري الفريق حسين سلامي ومسؤول مكتبه في مسقط رأسهما كلبايكان وسط إيران، تزامنًا مع تشييع باقي الشهداء بمشاركةٍ شعبية في طهران يوم السبت المقبل.
يأتي هذا مع إعلان حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي الأخير، حيث تخطّى عتبة 600 شهيدٍ خلال أيام العدوان.
الأبنيةُ التاريخية في أمان!
وفي إشارةٍ إلى جانبٍ من تأثيرات الحرب المدمّرة، سلّط الإعلام الإيراني الضوء على الأبنية التاريخية في إيران، حيث نُقل عن مساعد وزير التراث الإيراني تأكيده عدم تعرّض الأبنية التاريخية في إيران لأضرارٍ مباشرة جراء العدوان الأخير، إلا أنه أكّد وقوع بعض الضربات في محيط التراث التاريخي، لا سيّما في طهران التي توجد فيها كثيرٌ من الأبنية التاريخية.