رصد-أثير
إعداد-جميلة العبرية
تُعد سرقة بطاقة الائتمان من أبرز الجرائم الإلكترونية، حيث يتمكن الجناة من الوصول إلى معلومات البطاقة المالية بغرض استخدامها أو بيعها دون علم أو إذن صاحبها، وتتمثل هذه السرقة إما بنسخ البيانات من البطاقة نفسها أو عبر التسلل إلى الأنظمة الرقمية التي تخزن تلك المعلومات.
الظهور الأول لبطاقات الائتمان
ظهرت بطاقات الائتمان لأول مرة في خمسينيات القرن الماضي، وسرعان ما أصبحت وسيلة رئيسية للدفع، ومع انتشارها، بدأت حالات الاحتيال في الظهور، ووثق أول حادث واسع النطاق في عام 1984، عندما تم اختراق نظام TRW عبر أحد متاجر سلسلة سيرز، مما مكّن الجناة من الوصول إلى بيانات آلاف العملاء واستخدامها في الحصول على أرقام بطاقات ائتمانهم.
طرق سرقة البيانات
تتعدد طرق سرقة البيانات، ومن أبرزها:
-“التهكير” من خلال أجهزة نسخ غير شرعية تُثبَّت على أجهزة الصراف الآلي أو محطات الوقود وتقوم بنسخ بيانات البطاقة عند تمريرها.
- اختراق القراصنة الإلكترونيين شبكات مؤسسات مالية أو شركات تجارة إلكترونية والحصول على كمّ هائل من بيانات العملاء دفعة واحدة، كما حدث في حادثة اختراق شركة كابيتال ون عام 2019 التي طالت معلومات 106 ملايين عميل.
-استخدام برمجيات خبيثة يتم إرسالها عبر البريد الإلكتروني أو تثبيتها عبر شبكات الواي فاي العامة.
-“الاحتيال الهاتفي” الذي يتمثل في انتحال صفة موظف بنك لإقناع الضحية بالكشف عن معلوماته المصرفية.
-أجهزة النسخ اليدوي التي يستخدمها بعض الموظفين غير الأمناء في نقاط البيع، وتُعد خطرًا حقيقيًا، خاصة في المطاعم أو الفنادق.
-الإهمال في التخلص من المستندات الورقية التي تحتوي على معلومات البطاقة قد يعرض صاحبها للخطر.

اجراءات وقائية لتقليل المخاطر
رغم التطور التقني في وسائل الحماية مثل الشرائح الذكية وأرقام التعريف الشخصية، لا تزال الجريمة تواكب هذه التطورات، ويمكن تقليل المخاطر من خلال اتباع عدد من الإجراءات الوقائية، أبرزها:
• عدم ترك البطاقة بعيدًا عن النظر أثناء الدفع.
• تجنب حفظ بيانات البطاقة في المنصات الإلكترونية أو المواقع المشبوهة.
• مراجعة كشف الحساب بشكل دوري لاكتشاف أي معاملات غير مألوفة.
• تخصيص بطاقة ائتمان للشراء عبر الإنترنت
• التأكد من سلامة أجهزة الصراف الآلي ونقاط الدفع قبل استخدامها.
• عدم الرد على الرسائل أو الاتصالات التي تطلب معلومات حساسة.
• إتلاف المستندات الورقية الخاصة بالبطاقة قبل التخلص منها.

توصيات إضافية
للحذر أكثر، يُوصى بعدم التوقيع على إيصالات فارغة أو ترك خانات غير مملوءة فيها، والحذر من الروابط الإلكترونية التي تنتحل صفة البنك، كما أنه يفضل مراجعة التقرير الائتماني بشكل منتظم لرصد أي نشاط مشبوه قد يشير إلى وقوع سرقة.
في الختام، تبقى سرقة بطاقات الائتمان خطرًا قائمًا يتطلب وعيًا ويقظة مستمرة، فحتى المؤسسات المالية الكبرى ليست بمنأى عن الهجمات، وعلى كل حامل بطاقة أن يتخذ الحيطة والحذر، وألا يتردد في إبلاغ البنك والجهات المعنية فور الاشتباه بأي نشاط غير طبيعي.
المصادر: