رصد - أثير
إعداد: جميلة العبرية
مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، يزداد الإقبال على حمامات السباحة وذلك بهدف الترفيه والترويح عن النفس، ومع أن الكلور يُستخدم كمطهر رئيس للحفاظ على نظافة المياه ومنع انتشار الجراثيم، إلا أن التعرض له بشكل مباشر أو مفرط قد يؤدي إلى مجموعة من الأضرار الصحية الخطيرة على الإنسان وبيئته.
أعراض التسمم بالكلور
تختلف أعراض التسمم بالكلور من شخص لآخر، لكنها غالبًا ما تشمل:
• احمرار الجلد والحكة.
• جفاف وتقشر البشرة.
• تفاقم أمراض مثل الأكزيما والصدفية.
• تهيج العين وزيادة الشعور بالحرقة.
• الحساسية تجاه الضوء.
• السعال واحتقان الأنف وصعوبة التنفس.
• التهاب الحلق، الغثيان، آلام البطن، والدوخة.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يُنصح بزيارة الطبيب عند تفاقم الأعراض أو استمرارها، أو في حال عدم القدرة على التنفس، أو حدوث تهيج طويل الأمد في العين أو الجلد، أو عند ابتلاع كمية كبيرة من ماء المسبح.
تفاصيل التأثيرات على الجسم
- الجلد والشعر: يُعد جفاف الجلد وظهور الطفح الجلدي من أكثر الآثار الجانبية شيوعًا نتيجة التعرض للكلور، فقد يؤدي إلى الحكة والاحمرار، وتهيج حالات جلدية مزمنة مثل الأكزيما والصدفية، وظهور الطفح الجلدي أو تهيج حب الشباب، كذلك، يعمل الكلور على إذابة الزيوت الطبيعية التي تغلف الشعر، ما يؤدي إلى تلفه وجفافه، ويُعد أصحاب الشعر الأشقر أو الأبيض أكثر عرضة للخطر بسبب قلة الميلانين.
- العين والجهاز التنفسي: يمكن أن يُضعف الكلور الطبقة الدمعية التي تحمي العين، ما يسبب الحكة، الحرقان، الاحمرار، الجفاف، ضبابية الرؤية، وزيادة إفراز الدموع. أما في الجهاز التنفسي، فإن الكلور قد يُطلق مادة الكلورامين، وهي مركب يهيج الشعب الهوائية، ويسبب السعال، الصفير، انسداد الأنف، أو حتى نوبات ربو شديدة.
- الأسنان: تشير التقارير إلى أن الكلور يمكن أن يغير درجة الحموضة في ماء المسابح، مما يؤدي إلى تكسير البروتينات الواقية لمينا الأسنان، حيث ينتج عن ذلك ظهور بقع صفراء أو بنية، كما يؤدي إلى تآكل المينا وزيادة احتمالية تراكم الجير والإصابة بالحساسية.
الوقاية
للحد من هذه الأضرار، يُنصح باتباع مجموعة من الإجراءات الوقائية مثل:
• استخدام نظارات واقية لحماية العينين.
• ارتداء قبعة السباحة لحماية الشعر.
• ترطيب الجلد قبل السباحة والاستحمام بعدها مباشرة.
• استخدام مرطب للبشرة بعد التجفيف بلطف.
• غسل الشعر بشامبو مخصص لإزالة الكلور.
• شرب كميات كافية من الماء لترطيب الجسم.
• تجنب السباحة في مسابح ذات رائحة كلور قوية.
• اختيار مسابح جيدة التهوية.
الآثار البيئية للكلور
لا تقتصر أضرار الكلور على الإنسان، بل تشمل البيئة أيضًا. فصرف مياه المسابح المعالجة بالكلور في الطبيعة يمكن أن يُغيّر التوازن الكيميائي للمياه الجوفية أو الأنهار، ويؤدي إلى تسمم الكائنات المائية مثل الأسماك والحيوانات المائية الأخرى.
التركيز المسموح به
بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن التركيز الآمن للكلور في المسابح يجب ألا يقل عن 1 جزء في المليون، بينما يُوصى بـ 3 أجزاء في المليون لأحواض المياه الساخنة، فأي زيادة في التركيز قد تعني خطرًا مباشرًا على صحة السباحين.
ختامًا: رغم أهمية الكلور في تعقيم حمامات السباحة، إلا أن الإفراط في استخدامه أو التعرض له بشكل متكرر ولفترات طويلة قد يسبب أضرارًا صحية وبيئية جسيمة، وبالتالي، لا بد من استخدامه بوعي، واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، إلى جانب التفكير في بدائل أكثر أمانًا لتقليل الأثر السلبي على صحة الإنسان والبيئة على حد سواء.
المصادر