الأولى

إذا كنت تستخدم الهاتف كثيرًا، فاحذر من “ذقن الشاشة”

ذقن الشاشة

رصد - أثير

إعداد: ريما الشيخ

في زمنٍ أصبحت فيه الشاشات امتدادًا لأيدينا وأعيننا، لم يعد تأثير الهواتف الذكية مقتصرًا على العيون أو العمود الفقري فقط؛ بل وصل الأمر إلى ما يُعرف اليوم بـ”ذقن الشاشة” – وهو مصطلح جديد بدأ يتردد في العيادات الجلدية ومراكز التجميل، يشير إلى تغير في شكل الذقن أو ترهله أو بروزه نتيجة الاستخدام المطوّل للهاتف بوضعية رأس مائلة نحو الأسفل.

فهل بالفعل يغيّر الهاتف ملامح الوجه؟ وما الذي يقوله الأطباء عن هذه الظاهرة؟ وهل هناك طرق للوقاية منها أو علاجها؟ هذا ما نكشفه في سطورنا التالية.

ما ذقن الشاشة؟

ذقن الشاشة (Tech Neck or Screen Chin) هو تعبير غير طبي لكنه شائع الاستخدام حاليًا لوصف الترهلات أو التجاعيد أو البروز الذي يظهر في منطقة أسفل الذقن والرقبة نتيجة انحناء الرأس لفترات طويلة أثناء استخدام الهاتف أو الأجهزة اللوحية.

وتنتج هذه الحالة عن الضغط المستمر على عضلات الرقبة والجلد بسبب وضعية النظر إلى الأسفل، ما يؤدي إلى تغيرات في مرونة الجلد مع مرور الوقت، وخاصة لدى من يستخدمون الأجهزة لعدة ساعات يوميًا.

أسباب ظهوره

1. وضعية الرأس المنخفضة: عندما ننظر إلى الهاتف، غالبًا ما نميل برؤوسنا إلى الأمام بزاوية تتراوح بين 45 و60 درجة، وهو ما يضاعف الضغط على عضلات الرقبة والذقن.

2. ضعف عضلات الرقبة والفك: قلة الحركة أو تمارين هذه المنطقة يُسهم في فقدان الدعم العضلي للجلد.

3. فقدان الكولاجين المبكر: بسبب الوضعية الخاطئة، يتراجع تدفق الدم في الرقبة والذقن، ما يقلل من إنتاج الكولاجين الضروري لمرونة البشرة.

4. العوامل الوراثية والتقدم في العمر: قد تزداد الحالة سوءًا عند من لديهم قابلية وراثية لترهلات الجلد أو مع تقدم العمر، حيث تنخفض قدرة الجلد على الترميم.

أعراضه ومتى تظهر؟

لا تظهر آثار ذقن الشاشة فجأة، بل تتطور ببطء على مدى أشهر أو سنوات، وتشمل:

• ظهور خط عرضي أو طية صغيرة أسفل الذقن.

• بروز غير طبيعي في الجزء السفلي من الوجه.

• تهدل خفيف أو متوسط في الجلد بين الذقن والرقبة.

• مظهر “الذقن المزدوج” حتى عند من لا يعانون من زيادة الوزن.

وتشير أبحاث نشرت في “Journal of Clinical Aesthetic Dermatology” إلى أن فئة الشباب بين 18 و35 عامًا باتت تسجّل ارتفاعًا ملحوظًا في مراجعة العيادات بسبب مشاكل شكل الذقن والرقبة، بعكس السنوات الماضية التي كانت هذه الشكاوى محصورة غالبًا بكبار السن.

كيف يمكن الوقاية منه؟

الخبر الجيد أن الوقاية من ذقن الشاشة ممكنة، وتتطلب بعض التعديلات البسيطة في نمط الحياة:

• رفع الهاتف إلى مستوى العين لتجنب انحناء الرأس.

• التحرك وتمديد الرقبة كل 30 دقيقة.

• ممارسة تمارين شد الذقن والفك مثل تحريك الرأس لأعلى وأسفل، أو مضغ العلكة.

• شرب الماء باستمرار للحفاظ على رطوبة ومرونة الجلد.

• استخدام كريمات الكولاجين وفيتامين C لدعم صحة الجلد.

• تقليل مدة استخدام الهاتف أو أخذ فواصل منتظمة.

هل يمكن علاج الحالة بعد ظهورها؟

إذا ظهرت العلامات بالفعل، يمكن اللجوء إلى خيارات علاجية تتدرج من تمارين الوجه إلى حلول طبية:

• التمارين الوجهية اليومية: مثل دفع الذقن للأعلى والضغط على عضلات الرقبة.

• جلسات شد البشرة باستخدام أجهزة الترددات الراديوية أو الموجات فوق الصوتية.

• الفيلر أو البوتوكس: لعلاج التجاعيد البسيطة أو خطوط الذقن.

• التدخل الجراحي التجميلي: في الحالات المتقدمة.

وقد نصحت الجمعية الأمريكية للأمراض الجلدية (AAD) بعدم الإفراط في اللجوء إلى التجميل قبل تجربة العلاجات الطبيعية، خصوصًا في سن الشباب.

ختاماً، يمكن القول بأن ذقن الشاشة ليس مرضًا بحد ذاته، لكنه أحد آثار نمط الحياة الرقمي الذي نعيشه، وبينما تتسابق التكنولوجيا لتقديم هواتف بذكاء اصطناعي ومعالجات متقدمة، يبقى الجسد البشري بحاجة للتوازن والوعي.

الوقاية تبدأ من تعديل بسيط في وضعية الجلوس والنظر، فربما تكون الشاشة ذكية، لكن الجسم أكثر حكمة حين نمنحه الانتباه الذي يستحقه.

المصادر

• الجمعية الأمريكية للأمراض الجلدية (American Academy of Dermatology) – www.aad.org

• موقع “هيلث لاين” – Healthline: https://www.healthline.com/health/tech-neck

• مجلة Journal of Clinical Aesthetic Dermatology – 2021 Issue

• موقع “ويب طب” – https://www.webteb.com

• موقع “الطبي” – https://www.altibbi.com

• مقابلات اختصاصيي تجميل في موقع “مايو كلينك” – https://www.mayoclinic.org

Your Page Title