أثير- جميلة العبرية
في 13 يوليو 2025م تداولت وسائل التواصل الاجتماعي تعميمًا صادرًا عن وزارة الصحة، ينص على إلزامية التعمين في الصيدليات الواقعة داخل المجمعات التجارية، والصيدليات الداخلية التابعة للمستشفيات الخاصة، مؤكدًا عدم السماح بتجديد تراخيص الصيادلة ومساعدي الصيادلة غير العمانيين العاملين في هذه المنشآت.
“أثير” تتبعت من خلال هذا الموضوع واقع هذا القطاع، وذلك استنادًا إلى بيانات حصلت عليها من المركز الوطني للإحصاء والمعلومات لعام 2024، للإجابة عن هذه الأسئلة:
- كم يبلغ عدد الصيدليات في القطاع الخاص؟
- كم تبلغ أعداد الصيادلة ومساعديهم وما جنسياتهم؟
- كيف يتوزع ممارسو هذه المهنة في المحافظات؟
- كم أعداد خريجي هذا التخصص؟
أبرز المؤشرات
- بلغ عدد الصيدليات العاملة في القطاع الخاص 1,177 صيدلية موزعة في مختلف الولايات.
- بلغ عدد الصيادلة العمانيين في القطاع 1,236 صيدليًا.
- بلغ إجمالي عدد المشتغلين في مهنة صيدلي في عام 2024م حوالي 3,933 شخصًا، منهم 1,236 عُمانيًا و2,697 وافدًا.
- بلغ إجمالي عدد المشتغلين في مهنة مساعد صيدلي في عام 2024م حوالي 1,698 شخصًا، منهم 1,259 عُمانيًا، و 439 وافدًا.
ما الذي تكشفه الأرقام؟
أولًا: الصيادلة
بمقارنة أجرتها “أثير”، يشكل الصيادلة العمانيون نحو 41.4% من مجموع الصيادلة الـ 3,933 صيدليًا. بينما يُشكّل الوافدون النسبة الأكبر 68.6% ؛ ما يعكس فجوة وفرصة في الوقت ذاته، وهو ما يبدو أن وزارة الصحة تسعى إلى تقليصه عبر رفع التوظيف المحلي في هذا القطاع، إذ إن هناك اعتمادًا كبيرًا على الكوادر غير العُمانية في هذا التخصص.
وعند احتساب المتوسط، نجد أن هناك حوالي 3.3 صيدلي لكل صيدلية، وهو مؤشر يُظهر مدى التغطية البشرية لخدمة العملاء وتوفير الرعاية الدوائية، إلا أنه قد يتفاوت حسب المنطقة وحجم النشاط الصيدلاني في كل منشأة.
قراءة في التوزيع الجغرافي للصيادلة
يعكس توزيع الصيادلة في مختلف المحافظات تفاوتًا واضحًا في التوزيع الجغرافي والجنس والجنسية، وهو ما يمكن تلخيصه كما يلي:
محافظة مسقط:
- تُعد الأعلى من حيث عدد المشتغلين في مهنة الصيدلة، بإجمالي 1,838 صيدليًا.
- يشكل الوافدون 79.2٪ من العاملين (1,456 وافدًا)، في حين يبلغ عدد العمانيين 382 فقط.
محافظة ظفار
- بلغ إجمالي العاملين 295 صيدليًا، لكن اللافت أن عدد الوافدين بلغ 252، أي ما يعادل 85.4 % من الإجمالي.
المحافظات الأعلى عددًا
- سجلت محافظة شمال الباطنة ثاني أعلى رقم للمشتغلين بـ 546 صيدليًا، يبلغ عدد العمانيين منهم 228 مقابل 318 وافدًا، بنسبة تعمين تبلغ حوالي 41.8% .
- تليها محافظة الداخلية بـ 324 صيدليًا، وكشفت البيانات توازنًا كبيرًا بين العمانيين والوافدين بعدد متساوٍ تقريبًا (162 لكل منهما).
المحافظات الأقل عددًا
- جاءت محافظة الوسطى في أدنى الترتيب بـ 17 صيدليًا فقط، ولا يتجاوز عدد العُمانيين فيها 4 أفراد؛ ما يُظهر ضعف التغطية الصيدلانية فيها، وتليها محافظة مسندم بـ 35 صيدليًا.
التوزيع حسب الجنس:
- على مستوى السلطنة، يُلاحظ تفوّق عدد الصيدلانيات (الإناث) على ( الذكور) حيث بلغ عدد الإناث في جميع محافظات السلطنة 2,242 صيدلانية مقابل 1,691 صيدلاني ذكرًا. وفيما يلي المحافظات الأكثر عددًا في العاملات في مهنة الصيدلة:
- مسقط: 914 أنثى مقابل 924 ذكرًا (تقارب في الأعداد)
- الداخلية: 216 أنثى مقابل 108 ذكور.
- شمال الباطنة: 374 أنثى مقابل 172 ذكرًا.
ثانيًا: مساعدو الصيادلة
تكشف البيانات التي حصلت عليها “أثير” من المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أن إجمالي عدد المشتغلين في مهنة “مساعد صيدلي” بلغ 1,698 مساعدًا في مختلف المحافظات، يشكل العُمانيون منهم نحو 74% أي حوالي 1,259 مساعدًا ، فيما بلغ عدد الوافدين 439 فقط، بنسبة تقارب 26%
نسب التعمين
تفاوتت نسب التعمين في مهنة مساعد صيدلي بين محافظات سلطنة عمان، حيث أظهرت البيانات أن بعض المحافظات تسير بخطى جيدة نحو التوطين، في حين ما تزال محافظات أخرى تعتمد على الكوادر الوافدة بصورة أكبر.
- أعلى نسبة تعمين سُجلت في محافظة الظاهرة بـ 94.3% (من بين 106 مساعدين هناك 100 عماني)، تليها محافظة جنوب الباطنة بنسبة 90%، ثم محافظة الداخلية بنسبة 90%.
- أدنى نسبة تعمين سُجلت في محافظة الوسطى بنسبة 33% فقط، تليها محافظة مسقط بـ 40%، إذ بلغ عدد العمانيين 205 من أصل 509، ما يجعلها الأقل اعتمادًا على الكوادر الوطنية، تليها.
- المعدل العام للتعمين في مهنة مساعد صيدلي على مستوى السلطنة بلغ 74%، ما يشير إلى أن ما يقارب ثلاثة أرباع المشتغلين هم من المواطنين.
- سجلت مسقط أعلى عدد من العاملين (509 مساعدين)، تليها محافظة ظفار بـ162 مساعدًا، بينما كانت محافظة مسندم هي الأقل، بعدد 29 مساعدًا فقط.
خريجو تخصص الصيدلة 2023/2024
شهد العام الأكاديمي 2023/2024 تخرج ما مجموعه 299 خريجًا من تخصص الصيدلة في مؤسسات التعليم العالي داخل سلطنة عُمان وخارجها، موزعين على فئتين أساسيتين هما: العُمانيون وغير العُمانيين، وبحسب الجنس.
أولًا: الخريجون العُمانيون
بلغ عدد الخريجين العمانيين 229 خريجًا، وهو ما يمثل حوالي 77% من إجمالي عدد الخريجين، من بينهم:
- الذكور: 66 خريجًا (يشكلون نحو 29٪ من العمانيين)
- الإناث: 163 خريجة (يشكلن نسبة 71٪ من العمانيين)
وتعكس هذه الأرقام تفوقًا ملحوظًا في عدد الإناث مقارنة بالذكور في هذا التخصص داخل الفئة العُمانية.
ثانيًا: الخريجون غير العُمانيين
بلغ 70 خريجًا، أي ما يعادل 23% من إجمالي الخريجين، وتوزعت الأعداد كالآتي:
- الذكور: 21 خريجًا (30٪ من غير العمانيين)
- الإناث: 49 خريجة (70٪ من غير العمانيين)
مقارنة بين الجنسين
على مستوى الإجمالي العام، بلغت نسبة الخريجات العمانيات وغير العمانيات (الإناث) 70.9% بواقع 212 خريجة، في حين بلغت نسبة الذكور العمانيين وغير العمانيين 29.1% فقط (87 خريجًا) وهذا يشير إلى هيمنة واضحة للعنصر النسائي في مخرجات تخصص الصيدلة في العام الأكاديمي 2023/ 2024م.
ويبقى التساؤل قائمًا فيما إذا كان هذا التعمين قادرًا على تلبية متطلبات هذا القطاع، وهل الفرص المتوفرة مناسبة للصيادلة ومساعدي الصيادلة العُمانيين؟ من حيث الأجور، وساعات العمل، والمكان أيضًا؛ فقد لا تلقَ المناطق النائية إقبالاً في التوظيف، بالإضافة إلى القدرة على الوفاء بمتطلبات العمل والخبرات المتراكمة