الأولى

هذه الأجهزة الكهربائية كانت أبرز مسببات الحرائق المنزلية في 2024

حرائق المنازل

أثير - ريما الشيخ

تشهد سلطنة عُمان خلال فصل الصيف زيادة ملحوظة في حوادث حرائق المنشآت السكنية، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات عالية، إلى جانب ممارسات يومية قد تبدو بسيطة لكنها تحمل مخاطر جسيمة.

ومن منطلق الحرص على سلامة الأرواح والممتلكات، تكثّف هيئة الدفاع المدني والإسعاف جهودها التوعوية لتعزيز الوعي المجتمعي بمسببات هذه الحرائق وطرق الوقاية منها، عبر رسائل إرشادية تحث على الالتزام بمعايير السلامة والتعامل السليم مع الأجهزة الكهربائية ومصادر الطاقة.

حول ذلك، حاورت “أثير” النقيب الجلندى بن محمد البلوشي، رئيس قسم العلاقات العامة في هيئة الدفاع المدني والإسعاف، للحديث عن أسباب حرائق المنشآت السكنية، وإجراءات الوقاية، ودور الوعي المجتمعي في الحد من هذه الحوادث.

أسباب حرائق المنشآت السكنية

أوضح النقيب الجلندى أن فصل الصيف يشهد ارتفاعًا في البلاغات، ومن بينها حرائق المنشآت السكنية، التي تعود أسبابها في المقام الأول إلى الأجهزة الكهربائية الموجودة في المنازل، مثل أجهزة التكييف والتلفاز وشواحن الهواتف النقالة، خاصة عند استمرار تشغيلها لفترات طويلة وارتفاع درجة حرارتها، ما قد يؤدي إلى اشتعال الحريق، وأكد أن هذه الأجهزة تُستخدم يوميًا، ومع كثرة الاستخدام قد يشوبها الإهمال وعدم المبالاة.


وأضاف أن تسرب الغاز يعد أيضًا من أبرز مسببات الحرائق، ليس فقط في المباني السكنية، بل كذلك في المنشآت التجارية التي تحتوي على مطابخ، مثل المطاعم والفنادق.

الأجهزة غير المعتمدة وخطورة التركيب العشوائي

بيّن النقيب أن البعض يفضل شراء الأجهزة الكهربائية المقلدة أو الرخيصة أو المستعملة لتقليل التكلفة، رغم أنها قد تكون غير معتمدة أو تحتوي على عيوب مسبقة، مما يشكل خطورة كبيرة.

وأوضح أن تكاليف الأضرار الناتجة عن الحريق قد تفوق بكثير سعر شراء جهاز جديد ومعتمد.


وأشار إلى أن تركيب الأسلاك الكهربائية يجب أن يتم عن طريق فنيين مختصين، وأن الأسلاك أو التوصيلات العشوائية على يد أشخاص غير مؤهلين تقلل من مستوى السلامة وقد تتسبب في نشوب الحرائق.

إجراءات السلامة عند وقوع الحريق

أكد النقيب الجلندى أن الخطوة الأولى دائمًا هي الإخلاء الفوري للمنزل، مع ضرورة تدريب جميع أفراد الأسرة، صغارًا وكبارًا، على إجراءات الإخلاء والإنذار، وتحديد كلمة أو إشارة متفق عليها للتنبيه، مع الحفاظ على الهدوء.

وأوصى بتحديد نقطة تجمع آمنة بعيدة عن الخطر، وقطع التيار الكهربائي إذا أمكن.


وأشار إلى أنه إذا كان الحريق بسيطًا، يمكن استخدام مطفأة الحريق المناسبة، محذرًا من فتح النوافذ أثناء الحريق، لأن ذلك يزيد من دخول الأكسجين ويؤدي إلى اشتعال أكبر.

مراوح الشفط وكواشف الدخان

حذّر النقيب من تشغيل مراوح الشفط لفترات طويلة دون توقف، إذ قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع حرارتها واشتعالها، داعيًا إلى تشغيلها في أوقات محددة وإيقافها للتبريد.


وأكد على أهمية تركيب كواشف الدخان في المنازل والمنشآت التجارية والصناعية، مشيرًا إلى أن المنشآت التجارية والصناعية تُلزم بتركيبها بإشراف هيئة الدفاع المدني، أما المنشآت السكنية فالأمر يعتمد على وعي أصحابها.

سلامة التعامل مع الغاز المنزلي

شبّه النقيب أسطوانة الغاز بـ “قنبلة موقوتة” إذا أسيء التعامل معها، داعيًا إلى وضعها في مكان مخصص بعيد عن العبث، واستخدام توصيلات معتمدة، والاستعانة بالشركات المعتمدة لتركيب الأنابيب.

وأشار إلى وجود أجهزة حديثة تقطع إمداد الغاز تلقائيًا عند اكتشاف أي تسرب، مؤكدًا أن أسعارها الزهيدة مقارنة بحجم المخاطر تجعلها خيارًا ضروريًا.

أنواع الطفايات المناسبة

أوضح النقيب أن مطفأة ثاني أكسيد الكربون هي الأنسب للاستخدام في الأماكن المغلقة داخل المنازل، بينما تُستخدم مطفأة البودرة الكيميائية في الأماكن المفتوحة وحرائق المركبات.

الإحصائيات ودلالاتها

كشف النقيب أن الهيئة تعاملت في عام 2024 مع 150 حريق منشأة سكنية، بانخفاض 9 بلاغات عن عام 2023، رغم زيادة عدد المنشآت السكنية، معتبرًا ذلك مؤشرًا على ارتفاع وعي أصحاب المنازل بإجراءات السلامة، وأشاد بإقبال المواطنين على تركيب أجهزة السلامة مثل كواشف الحريق وقواطع الغاز، مؤكدًا أنها تمثل خط الدفاع الأول ضد المخاطر.

رسالة للمجتمع

اختتم النقيب الجلندى حديثه بالتأكيد على أن المنزل هو ملاذ الأسرة ومصدر أمانها، داعيًا إلى عدم التهاون في تركيب أجهزة السلامة وتوعية أفراد الأسرة بكيفية التعامل مع المخاطر، وشدد على أن رب الأسرة يتحمل المسؤولية الأكبر في حماية أسرته وممتلكاته، مؤكدًا أن الوعي هو السلاح الأول في مواجهة الحوادث.

Your Page Title