أثير - خلف الربعاني
أيام قليلة ويبدأ العام الدراسي الجديد، ومع الفرحة المعتادة ببدايته وسعادة الطلبة في تحصيلهم العلمي، وتحقيق هدف نبيل، ومداعبة الأحلام المتقدة بالنشاط والرغبة المفعمة بالبذل والعطاء، يطلّ مشهد آخر يحمل دراما مثيرة للحزن والشفقة.
مع بداية العام الدراسي يبدأ سيناريو أهالي العامرات المطالبين بوجود مخارج وحلول لاختناق الدوارات، سواء بتوفير مسارات جانبية على أكتاف الدوارات أو بإنشاء جسور أو زيادة في عدد الحارات، وكالعادة يكون الرد من المجلس البلدي للولاية : “خلال الاجتماع تمّت دراسة تلك المطالبات..”.
ثم ينغمس أولياء الأمور في الأنشطة المدرسية والمشاريع الطلابية والاختبارات الفصلية مع أبنائهم حتى ينتهي الفصل الأول من العام الدراسي، بينما نحن حيث نحن، لا سميعًا ولا مجيبًا.
ومع بداية الفصل الدراسي الثاني يستشعر الأهالي مرة أخرى ألم الاختناق ومرارة الشكوى وطول البلاء بزحام يشتد كما اشتدت الحرارة، وتفور جبال العامرات الشامخة وكأنها أتون يغلي، ويبدأ الأهالي من جديد بالمناداة والصياح، ليأتي تصريح المجلس البلدي مفاده أنه اجتمع وبحث ودرس وخرج ببعض المقترحات لحل المشكلة.
وما إن يبلغ الفصل الثاني ذروته حتى ينغمس أولياء الأمور مجددًا مع أبنائهم في المشاريع والأنشطة المدرسية والاختبارات حتى ينتهي العام الدراسي.
وبانتهاء العام يخرج الطلبة في إجازتهم الصيفية، ويذهب أعضاء المجلس في إجازتهم السنوية، ويغلق المجلس أبوابه، ولا ندري هل هناك أوراق حُفظت أو مجرد أفكار نوقشت.
وهكذا تدور العجلة ويدور معها سيناريو المطالب عامًا بعد عام، وكأننا نعيش أحداث مسلسل تركي تمتد حلقاته إلى المئات وتستمر أجزاؤه بلا نهاية.
فمتى يسمع الصوت مجيبًا، ومتى تتحول الأفكار والدراسات إلى واقع ملموس، ألا تكفي الزيادة السكانية المطردة لتحقيق مطلب الأهالي واستجابة النداء المجتمعي.