أثير – مازن المقبالي
أكد الباحث في النباتات البرية بسلطنة عُمان أحمد مسلم سوحلي جعبوب لـ“أثير” أن ما يُعرف شعبيًا بـ”لبان ذكر” ليس له أي أساس علمي، موضحًا أنه مجرد مصطلح تجاري قديم يشير إلى جودة اللبان، وليس إلى جنس النبات.
وبيّن أن شجرة اللبان المقدس (Boswellia sacra) المنتشرة في محافظة ظفار، تنتج أزهارًا تحمل الأعضاء الذكرية والأنثوية معًا، ما يجعلها نباتًا خنثيًا (Hermaphroditic)، وبالتالي لا وجود لشجرة “ذكر” وأخرى “أنثى”.
وأضاف أن الدراسات الميدانية أثبتت أن جميع العينات التي جُمعت من مختلف مناطق ظفار أظهرت النمط نفسه في تركيب الأزهار، وهو ما ينفي الخرافة المتداولة بين الناس.
وتنتشر أشجار اللبان في محافظة ظفار بشكل غير منتظم، حيث تنمو بكثرة على المنحدرات الجبلية شمال سلسلة جبال ظفار حتى ثمريت، وتظهر بأعداد كبيرة غرب صلالة بمحاذاة السهول حتى ولايتي رخيوت وضلكوت، بينما تقل كثافتها في المناطق التي تتأثر بالأمطار الموسمية الغزيرة.
وتُعد شجرة اللبان عنصرًا مهمًا في النظم البيئية الجافة وشبه الجافة لدورها في تثبيت التربة وتهيئة بيئة مناسبة لنمو أنواع نباتية وحيوانية أخرى، كما ارتبطت تاريخيًا بطرق التجارة القديمة منذ أكثر من 5000 عام، إذ كانت موانئ ظفار مركزًا رئيسيًا لتصديره إلى مصر واليونان وروما والهند.
وأشار الباحث إلى أن أشجار اللبان تواجه اليوم تحديات عدة، أبرزها الرعي الجائر والقطع المفرط بغرض التجارة، إضافة إلى التغيرات المناخية، مما يتطلب تكثيف الجهود لحماية هذا الإرث الطبيعي.
كما أوضحت الدراسات الحديثة أن اللبان يحتوي على مركبات فعالة مثل الأحماض البوزويلية (Boswellic Acids)، التي تخضع حاليًا لأبحاث علمية في مراكز طبية عالمية لدراسة تأثيرها في علاج السرطان، الربو، التهابات المفاصل وأمراض الجهاز التنفسي، الأمر الذي يعزز مكانته كنبات دوائي عالمي.
أصناف اللبان الظفاري:
• الحوجري: الأجود، من جبل سمحان، يتميز بنقائه ولونه الأبيض المائل للخضرة.
• الحاسكي: شمال حاسك بولاية سدح، جودته عالية.
• النجدي: من منطقة النجد، حباته كبيرة ورائحته مميزة.
• الشزري: من الجبال الغربية لظفار، ويشتهر كدخون.
• السهلي/الشعبي: الأقل جودة لتأثره بالأمطار.
واختتم الباحث أحمد جعبوب بالتأكيد أن مصطلح “لبان ذكر” لا يستند إلى أي مرجعية علمية، داعيًا إلى تعزيز الوعي البيئي والعلمي لحماية شجرة اللبان العُمانية بوصفها إرثًا إنسانيًا وحضاريًا فريدًا.
